قال علماء إن الكلاب من فصيلة "لابرادور ريتريفر" المعروفة بأنها الأكثر شراهة، تأكل أكثر من حاجتها بسبب جيناتها، وهو ما يساعد في معرفة أسباب السمنة عند البشر. وأضاف العلماء في جامعة كامبريدج البريطانية إن هذا النوع من الكلاب أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة من غيره الكلاب، بسبب تلك الجينات. ويعتقد أن الجين المتضرر مهم في كيفية تحكم الدماغ بالشعور بالجوع وكذلك الإحساس بالشبع بعد الأكل. وقالت المشرفة على البحث الدكتورة اليانور رافان لبي بي سي إن "ربع كلاب اللابرادور التي يربيها الناس تحمل هذا الجين". وأضافت "بالرغم أن السمنة المفرطة تحدث جراء استهلاكنا الكثير من الطعام، أي أكثر مما يمكن لجسمنا حرقه خلال إجراء التمارين الرياضية"، مشيرة إلى وجود "سبب بيولوجي يحثنا على أكل الطعام". السمنة المفرطة في الكلاب تعكس وباء السمنة المفرطة الناتجة عن روتين حياتنا اليومية، مثل : قلة القيام بالتمارين الرياضية وتناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية، إضافة إلى تأثير الجينات. ويعاني اثنان من أصل ثلاثة كلاب أي (34 في المئة إلى 59 في المئة) في البلاد الغنية من السمنة المفرطة. ويحتل كلب اللابرادور أعلى المراتب بين الكلاب التي تعاني من السمنة المفرطة، كما أنه أكثر هوساً بالطعام من غيره من الكلاب. ودرس الباحثون أكثر من 300 كلب لابرادور أليف لمعرفة الجينات المسؤولة عن السمنة المفرطة.ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة" سيل ميتابوليزم". ووجد الفريق الدولي أن التغييرات التي تطرأ على جين يسمى POMC له علاقة قوية بالوزن والسمنة المفرطة والشهية عند اللابرادور وكلاب الريتريفير ذات الشعر القصير. وكشف العلماء زيادة وزن الكلاب التي تحمل هذا الجين بمعدل 2 كيلو غرام. ومن المثير للاهتمام، أن جين POMC من النادر جداً أن يكون مسبباً للسمنة المفرطة عند الأطفال. وقالت الدكتور غيلز يو المتخصصة في علم الوراثة البشرية من جامعة كامبريدج التي شاركت في الدراسة إن " ما اكتشفناه هو أن بعض كلاب اللابرادور تصبح سمينة بسبب اختفاء جين موجود في دماغهم". وأضاف أن هذا الجين " يلعب دوراً في استشعار كمية الدهون في أجسامهم، لذا فإن اللابرادور لا يعرف كمية الدهون التي استهلكها، لذا فهو يستمر بالأكل في محاولة ليصبح سميناً". وأشار البحث أن هناك أكثر من مئة جين يؤثرون على وزن جسم الإنسان، وأغلبية هذه الجينات تعمل داخل الدماغ وتتحكم باستهلاكنا للطعام. وأضاف غيلز يو أن " استخدام الكلاب كوسيلة لدراسة السمنة المفرطة قد يؤدي إلى فهم أفضل لبيولوجية الحالة". وتم تمويل هذا البحث من قبل "ويلكوم ترست"، ومجلس الأبحاث الطبية وDog's Trust.عوامل الحياة اليومية
"دروس لصحة الإنسان"
- آخر تحديث :
التعليقات