تصميم فني: قد تجرى في نهاية المطاف تجارب وضع محركات سيبر أصغر حجما في مركبات أصغر تنطلق من مطار غلاسغو برستويك الأسكتلندي.

أخيرا بدأ يتدفق التمويل من استثمار الحكومة البريطانية البالغ 60 مليون جنيه استرليني لمشروع تصميم محرك "سيبر" الصاروخي الذي يمثل "ثورة" في عالم الفضاء.

وقالت شركة "رياكشن انجينز ليمتد" التي تصنع المحرك خلال معرض "فارنبورو" الدولي للطيران إن تدفق التمويل سيسمح لها الآن بالمضي قدما في تصميم نموذج تجريبي جديد للمحرك.

ويعمل "سيبر" من خلال حرق الهيدروجين مثل محرك صاروخي لكن في الهواء اعتمادا على الغلاف الجوي، فقط مثل الطائرة النفاثة.

وتتوقع "رياكشن انجينز ليمتد" أن تستخدم هذه التكنولوجيا الرائدة في دفع الطائرات الفضائية في المستقبل والطائرات الأسرع من الصوت.

وشهد معرض فارنبورو توقيع عقد قيمته ثمانية ملايين جنيه استرليني بين شركة "رياكشن انجينز ليمتد" ووكالة الفضاء الأوروبية ستحتفظ بموجبه وكالة الفضاء الأوروبية بدورها "كمراقب فني" للمشروع.

وستستمر مراقبة تطوير المشروع في الوقت الذي ستتحرك فيه شركة "رياكشن انجينز ليمتد" لتصميم نموذجها الخاص على الأرض، ومن المفترض أن تكون هذه هي آخر مرحلة في تطوير "سيبر" قبل إمكانية طرحه كمشروع تجاري.

رسم توضيحي تخيلي لشكل اختبار لمحرك سيبر على الأرض.

وقال فرانكو اونغارو، مدير إدارة الشؤون الفنية والجودة في وكالة الفضاء الأوروبية: "إننا نتحرك للأمام بشكل كبير في تطوير تكنولوجيا ثورية من حيث النقل الفضائي."

وأضاف: "العقد الذي وقعناه اليوم سيأخذنا إلى (مرحلة) مراجعة التصميم الأولي في عام 2018، وإننا نتطلع لتصميم نموذج يختبر على الأرض في عام 2020".

وكانت الحكومة البريطانية أعلنت في يوليو/تموز عام 2013 عن تعهدها بتقديم 60 مليون استرليني لتمويل مشروع المحرك "سيبر" خلال مؤتمر الفضاء البريطاني، وقد استغرق الحصول على التمويل وقتا أطول من المتوقع، وجاءت الدفعة الأولى من التمويل في مارس/آذار الماضي. وستُدفع من التمويل الحكومي قيمة مشاركة وكالة الفضاء الأوروبية في المشروع.

وستُقدم المزيد من دفعات التمويل إلى شركة "رياكشن انجينز ليمتد" بشرط تحقيق بعض الخطوات المهمة في المشروع، لكن لا يزال مطلوبا تقديم استثمار إضافي من القطاع الخاص لتنفيذ برنامج تصميم النموذج بالكامل.

وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن (الثاني من اليسار) أعلن عن الاستثمار الحكومي في هذا المشروع في عام 2013.

وكانت "رياكشن انجينز ليمتد" قد تحدثت عن إجمالي حزمة مالية للمشروع تتراوح ما بين 200 إلى 300 مليون استرليني، لكن الرئيس التنفيذي للشركة مارك توماس قال لبي بي سي إن المهندسين أعادوا مؤخرا النظر في شكل تصميم المحرك التجريبي ليكون أكثر مرونة وأصغر حجما.

وأضاف: "الآن نحتاج لأقل من هذا المبلغ القديم بكثير."

وأوضح أن "المرحلة التالية للمشروع ستمثل تحديا بشكل كبير، لكننا متحمسون للغاية ولدينا دوافع قوية لفعل الشيء الصحيح."

ويشمل مشروع "سيبر" تصميم محرك للطاقة يمكن أن يعمل مثل محرك الطائرة النفاثة بسرعة منخفضة، ومن ثم يتحول إلى نموذج صاروخي بسرعة عالية.

مارك توماس (يسار) وفرانكو اونغارو (يمين) يوقعان العقد خلال فعاليات معرض فارنبورو الدولي للطيران.

وسيعمل "سيبر" من خلال حرق الهيدروجين والأوكسين لتوفير قوة الدفع، لكنه سيحصل على هذا الأوكسجين عند ارتفاعات منخفضة من الغلاف الجوي مباشرة.

وستسمح طريقة التصميم بالحفاظ على الوزن وتساعد "سيبر" على دفع مركبة فضائية مباشرة إلى المدار دون الحاجة مراحل إطلاق عديدة كما هو الحال في إطلاق الصواريخ اليوم.

وأظهرت العناصر الرئيسية لمحرك "سيبر" فاعلية مؤكدة في سلسلة من الاختبارات أجريت تحت رقابة وكالة الفضاء الأوروبية.

والأمر الذي تبحث عنه الشركات التجارية المحتملة في هذا المشروع هو رؤية نموذج نهائي للمحرك يعمل في دورة كاملة حتى نهايتها، وهو الهدف المرجو لهذا المحرك في عام 2020.

لكن لأن هذه التكنولوجيا الخاصة بالمحركات قابلة للتطوير، فقد أعلنت "رياكشن انجينز ليمتد" في معرض فارنبورو أنها ستنضم إلى تحالف من الشركات لدراسة إمكانية وضع محركات أصغر حجما في مركبات أصغر يمكنها أن تنطلق من مطار غلاسغو برستويك الأسكتلندي.