أشرف أبوجلالة – إيلاف: كشف تقرير بحثي حديث أن إدخال تغييرات بسيطة على نمط الحياة أمر قد يعمل على تأخير ظهور الخرف أو إبطاء تقدمه. وأوضح الباحثون أن هناك بعض الأدلة العلمية التي تُظهِر أن الحفاظ على نشاط الدماغ من خلال التدريبات المعرفية، ضبط ضغط الدم وممارسة التمرينات الرياضية بشكل أكبر أمر يعمل على تحسين صحة الدماغ.

ورغم عدم ثبوت جدوى ذلك في وقف التدهور المعرفي الذي يصاحب الشيخوخة أو الخرف، إلا أن ألان ليشنر، الذي يترأس اللجنة التي أعدت ذلك التقرير بالأكاديميات الوطنية للعلوم، الهندسة والطب، شدد على ضرورة اطلاع الناس على تلك المعلومات التي قد تفيدهم إذا ما أدخلوها على نمط حياتهم الشخصي للحماية من الخرف.

وتابع ليشنر، وهو رئيس فخري للجمعية الأميركية للنهوض بالعلوم، حديثه بالقول "هناك عدداً قليلاً من المجالات التي توجد بها أدلة تشير إلى أن تلك التغييرات قد تحظى بتأثير. وهناك أمرين على الأقل قد يفيدا بشكل كبير، أولهما ضبط ضغط الدم لو كنت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم أو تحرص على ممارسة التمرينات الرياضية".

وكان المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة قد طلب من ليشنر وزملائه الباحثين أن يقوموا بأبحاث عن التدابير التي قد تؤخر ظهور مشكلة تراجع القدرات الذهنية أو الخرف المشابه للزهايمر. ورحَّب اختصاصيون بما توصل إليه ذلك التقرير من نتائج، وقال كيث فارغو، مدير البرامج العلمية والتوعية لدى جمعية مكافحة مرض الزهايمر، إن الوقت قد حان ليتم إخبار الناس بالمعلومات المتعلقة بالأشياء التي يمكنهم القيام بها اليوم للحد فعلياً من خطر إصابتهم بالتدهور المعرفي أو ربما الخرف".

وحدد التقرير 3 أمور تبين أنها قد تحظى بتأثير هام لتعزيز قدرات الدماغ الذهنية وحمايته من الخرف، هي : التدريبات المعرفية التي تُمَارَس مع مرور الوقت وتعني بتحسين القدرات الذهنية للبالغين الأصحاء على المدى البعيد، خفض ضغط الدم من خلال التأمل، النظام الغذائي والتمرينات الرياضية لمنع أو تأخير الإصابة بمرض الزهايمر وأخيراً الإكثار من ممارسة الرياضة لأن تعزيز النشاط البدني أمر قد يساعد أيضاً على إبطاء أو تأخير مشكلة تراجع القدرات العقلية المرتبطة بالتقدم في السن.

وقال دكتور سام غاندي، مدير مركز الصحة الإدراكية التابع لمستشفى ماونت سيناي بمدينة نيويورك، إن هناك أدلة جيدة تظهر أن التمرينات الجسدية تؤخر ظهور أو تبطئ تقدم مشكلة الخرف، وذلك نظراً لأن الرياضة تحفز إفراز المواد التي تساعد على بقاء الخلايا العصبية، مشيراً في نفس الوقت إلى أن تحليلهم الأخير أظهر أن الجانب الوراثي قد يكون هو العامل الذي يحدد خطر الإصابة بالخرف.