نسبة ليست قليلة راغبة في خفض وزنها تتخلى عن وجبة الفطور، إلا أن ذلك ربما يزيد مخاطر السكري من النوع الثاني بحسب دراسة ألمانية جديدة.

إيلاف من برلين: تدور الشكوك منذ سنوات حول علاقة الامتناع عن الفطور بالبدانة، وعلاقة ذلك بمرض السكري من النوع الثاني، إلا أن الأطباء لم يقدموا الدليل العلمي على هذه العلاقة حتى الآن.

البدناء أكثر عرضة
تقول دراسة ألمانية جديدة إنها توصلت إلى إثبات هذه العلاقة "إحصائيًا" من خلال دراسات أخرى عالمية شملت نحو 100 ألف شخص.

يفضل المتخلون عن الفطور التمتع بكأس من حليب أو الشاي مع القهوة يسد جوعهم إلى أن تحين فترة الغداء، إلا أن خطر التعرّض للسكري من النوع الثاني يزداد مع كل يوم يواصل فيه الراغب في تخفيف وزنه التخلي عن الوجبة الصباحية.

ذكر مركز السكري الألماني أن الدراسة أثبتت أن النسبة الأكبر من المتخلين عن وجبة الفطور هم من زادت أوزانهم. واعتبرت نتائج الدراسة توثيقًا لحقيقة معروفة مفادها أن البدناء أكثر عرضة من غيرهم للسكري، وأن التخلي عن الفطور يزيد هذه المخاطر.
أجرى الدراسة الجديدة فريق من الباحثين من مركز السكري الألماني بقيادة البرفيسورة سابرينا شليسنغر، ونشرت في مجلة "الطبيب" الألمانية.

خطر السكري يزيد
كتب فريق العمل أن الدراسة أثبتت حقيقة "علاقة الجرعة-التأثير"، بمعنى أن مخاطر السكري من النوع الثاني تزداد مع كل يوم جديد بلا فطور. واستشف الباحثون هذه العلاقة من خلال تصنيف ست دراسات طويلة المدى أجريت على نحو 100 ألف امرأة ورجل.

المهم أيضًا في العلاقة بين الامتناع عن الفطور والسكري أن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يزداد كل يوم في الأيام الأربعة أو الخمسة الأولى من الأسبوع، لكن الخطر لا يزيد في اليومين الأخيرين المتبقيين.

كتبت سابرينا شليسنغر أن سبب زيادة مخاطر السكري عند الذين لا يفطرون يعود مجددًا إلى البدانة، وثبت ذلك أيضًا عند مقارنة تأثير عدم الإفطار في الناس بالعلاقة مع مؤشرات الكتلة - الجسد عندهم.

شملت الدراسات الست العالمية 96.175 شخصًا، وأصيب خلال فترة الدراسة 4935 شخصًا منهم بالسكري من النوع الثاني. وكانت نسبة عالية من المرضى الجدد من البدناء الذين يتخلون يوميًا عن وجبة الفطور.

سعرات أكثر
حينما حلل الأطباء المعطيات حول المصابين الجدد بالسكري من المتخلين عن وجبة الفطور، اتضح أنهم يتناولون مشروبات وأغذية غنية بالسعرات الحرارية بين الوجبات على سبيل التعويض.

كما ثبت أن هؤلاء الناس أقل حركة وممارسة للرياضة من غيرهم. وعمومًا كانت طريقتهم في الحياة والتغذية لا تتلاءم مع طموحاتهم البدنية والصحية.

ودعت عالمة التغذية شليسنغر جميع الناس من الأوزان كافة، وسواءً كانوا من المصابين بالسكري أو غير المصابين به، إلى التمتع بوجبة فطور مبرمجة وموزونة من ناحية المحتويات. كما دعت إلى المزيد من الدراسات حول علاقة التخلي عن الفطور بداء السكري والبدانة.

رغم العلاج
بحسب دراسة أميركية، يمكن التخلي عن وجبة الإفطار أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في دم المريض، رغم أنه يتعاطى الأدوية أو يتبع حمية خاصة ضد السكري.

وكان باحثون من جامعة واشنطن الطبية أجروا بحوثهم على 22 مريضًا يعاني السكري من النوع الثاني. وقسموا المرضى في مجموعتين: تم في المجموعة الأولى ضبط نسبة الغلوكوز في الدم بوساطة طريقة غذائية خاصة، في حين نال أفراد المجموعة ثانية عقار "ميتفورمين" المستخدم على نطاق واسع في معالجة ارتفاع سكر الدم.

نال أفراد المجموعتين غذاءً متماثلًا من ناحية المحتويات والسعرات، إلا أن الباحثين جعلوا بعضهم يتخلون عن وجبة الفطور. ولاحظ الباحثون ارتفاع سكر الدم بنسبة 36.8 في المئة بعد الغداء، وبنسبة 26.6 في المئة بعد العشاء، بين المرضى الذين تخلوا عن الفطور.

تقول إحدى شركات التأمين الصحي إن خمس الوفيات في ألمانيا يمكن عزوها إلى عواقب مرض السكري. وترتفع نسبة السكري بين الألمان إلى نحو 9 في المئة (6.7 ملايين مريض)، لكنه من المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة خلال عشرين عامًا. ويضاف إلى مرضى السكري الألمان نصف مليون مريض جديد في كل عام.


&