إلهان عمر اضطرت إلى كتابة اعتذار
Getty Images
إلهان عمر اضطرت إلى كتابة اعتذار بعد مواجهتها انتقادات شديدة

تناولت صحف عربية، بنسختيها الإلكترونية والورقية، الجدل القائم بشأن عضوة الكونغرس الأمريكي، إلهان عمر، بعد الضجة التي أثيرت بشأن تغريدات ألمحت فيها إلى أن المشرعين الأمريكيين يدعمون إسرائيل بسبب تمويل جماعات الضغط.

وتقدمت النائبة الديمقراطية لاحقا باعتذار ، غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف الاعتذار بأنه "أعرج" وطالبها بالاستقالة.

وقد وصفت مقالات في بعض الصحف ما تواجهه النائبة المسلمة بأنه "حملة شرسة" عليها، بينما اشار آخرون إلى وقوعها في "فخ معاداة السامية".

والملاحظ هنا أن معظم الصحف العربية تبدو أحادية الموقف في معالجة مثل هذه القضايا، إذ تغيب عنها وجهات النظر المؤيدة لإسرائيل أو لوبي الضغط المؤيد لإسرائيل المعروف باسم "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" (إيباك).

وانطلق بعض الصحف من أزمة الانقسام الخليجي محاولا الزعم أن للسعودية والإمارات دورا في هذه الحملة على إلهان عمر.

"ترامب المنحاز"

وتقول "رأي اليوم" اللندنية في افتتاحيتها: "لأنها عربية مسلمة وسمراء وجميلة ومحجبة وصبية وتمتلك ضميراً إنسانياً حياً، وتقف إلى جانب قضايا العدالة والحق، تحدثت بشكل صريح عن دور اللوبي الصهيوني في شراء بعض المشرعين والسياسيين والتأثير سلباً على ̕حرية التعبير̔، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمجازر الإسرائيلية، فمن الطبيعي أن تواجه حملةً شرسة من أنصار هذا اللوبي في الكونغرس، بل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي تطاول عليها بألفاظٍ جارحة ونعتها بقلة الحياء".

وتقول "الأخبار" اللبنانية: "اعتذار إلهان عمر ألقى الضوء بنحو أكبر على الضغوط التي تمارسها آيباك في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي اجتمعت فيه مختلف وسائل الإعلام على إدانتها، كرّس موقع ̕ذي إنترسبت̔ تقارير عدة من أجل تأكيد هذه الضغوط، مشيراً إلى وثائقي كانت قد أعدتة قناة الجزيرة عن الموضوع، ولم يُنشر بسبب ممارسة الضغوط ذاتها من قِبَل آيباك".

ويقول موقع "عرب 48": "لم ترق تصريحات إلهان لترامب، المنحاز تماماً للطرف الإسرائيلي، ولا اعتذارها، وطالب باستقالتها بزعم أنه ̕لا مكان لمعاداة السامية في الكونغرس الأمريكي، والاعتذار الذي قدمته ليس كافياً̔. لكن خلال هذه الهجمة الإعلامية عليها، بدأ بعض الكتاب بمعاتبتها على أنها لم تنتقد السلطات الإسرائيلية بما يكفي، معلنين بذلك التضامن الكامل معها".

وأبرزت جريدة "لبنان 24" الالكترونية دفاع القيادي ديفيد ديوك، في منظمة كلو كلوكس كلان اليمنية المتطرفة عن إلهان عمر.

وتقول الجريدة إن ديوك صب نقده "على جماعات الضغط العاملة لمصلحة إسرائيل، وتحديداً آيباك، متهماً إياها بوضع مصالح إسرائيل فوق مصالح واشنطن".

وأضافت أن ديوك "استدار نحو ترامب، فرد على دعوته إليها بالاستقالة، بالقول: ترامب! ماذا تفعل؟، استقالة شخصية منتخبة، لأنها تفضح الرشوة الإسرائيلية للكونغرس؟ - في مجلس الشيوخ: شومر (تشاك)، فينستاين (دايان)، بلومنثال (ريتشارد)، وفي مجلس النواب شيف (آدم) ونادلر (جيري)".

وركزت الصحيفة على اتهامه لبعض وسائل الإعلام الأمريكية نيويورك تايمز، وسي إن إن، وآي بي سي، وسي بي سي، وإن بي سي، بمحاباة إسرائيل، مستخدما لغة حادة في وصفها.

"فخ معاداة السامية"

إلهان عمر الصومالية الأصل ورشيدة طليب الفلسطينية الأصل تستمعان إلى خطاب ترامب
Getty Images
إلهان عمر الصومالية الأصل ورشيدة طليب الفلسطينية الأصل تستمعان إلى خطاب ترامب

ويلمح محمود أبو سعد في جريدة "المصريون" إلى أن "السعودية والإمارات وراء الحرب على إلهان عمر" اعتماداَ على ما جاء في تغريدة للمحامي والناشط السياسي الدولي محمود رفعت قال فيها: "المخزي أن آيباك كعبة مسؤولي الرياض و أبوظبي الحاليين ويمنحونها مئات ملايين".

ووصفت "العربي الجديد" اللندنية مهاجمي إلهان عمر ﺑ"حلفاء إسرائيل الأمريكيين".

أما جريدة "المدن" الإلكترونية اللبنانية فوضعت لتقريرها الأخباري عنوانا يقول "عضو الكونغرس الأمريكي إلهان عمر في "فخ معاداة السامية".

وكتبت إنجي الخولي في "مصر العربية": "بعد سقوطها في فخ معاداة السامية ترامب يصعّد هجومه على إلهان عمر. عندما اعتبر اعتذارها أعرج".

وتضيف: "يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم ينس ثأره القديم مع النائبة المسلمة في الكونغرس الأمريكي ،إلهان عمر، بسبب تصريحاتها المنتقدة دائماً لسياسته، واقتنص فرصة العاصفة الإعلامية التي تتعرض لها لاقترابها من خط دعم إسرائيل الأحمر وكسرها الإجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين، على الدعم غير المشروط لدولة الاحتلال الإسرائيلي".