نيويورك: من إعلان ميغن ماركل عن تفكيرها بالانتحار، إلى "خيبة" هاري تجاه والده الأمير تشارلز، مرورا بالكلام عن "مخاوف" العائلة الملكية إزاء لون بشرة ابنهما آرتشي... حفلت مقابلة هاري وميغن مع الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري بتصريحات لافتة ستبقى في الذاكرة.

نستعرض في ما يلي النقاط الرئيسية في المقابلة التي بثتها قناة "سي بي اس" مساء الأحد في الولايات المتحدة:

كشفت الممثلة السابقة البالغة 39 عاما أن سيل المقالات النقدية في حقها عبر الصحافة البريطانية ولّد لديها فكرة الانتحار.

وقالت "كنت أعلم أنني إذا لم أفصح بذلك كنت سأفعله. ولم أكن أريد البقاء على قيد الحياة. لقد كانت أفكاراً مستمرّة ومُرعبة وحقيقيّة وواضحة جدّاً"، موضحة أن هذه الأفكار راودتها عندما كانت حاملا بطفلها آرتشي.

وأضافت أنّها قابلت العائلة المالكة "وقلتُ إنّني في حاجة للذهاب إلى مكان ما للحصول على مساعدة. قلتُ إنّني لم أشعر بهذا من قبل (...) وقالوا لي إنّني لا أستطيع، وإنّ ذلك لن يكون مفيداً" للعائلة.

أشارت ميغن ماركل المولودة لأب أبيض وأم سوداء، إلى أن زوجها أسرّ إليها بأن أفرادا في العائلة الملكية أبدوا قلقهم من لون بشرة ابنهما المنتظر خلال حملها بآرتشي الذي يبلغ عامه الثاني في مايو.

وقالت ميغن لأوبرا وينفري بشأن طفلها إن هاري تبلّغ عن "مخاوف وأحاديث (...) في ما يتعلّق بدرجة سواد بشرته" و"ما قد يعنيه ذلك، وكيف سيبدو الأمر".

وأضافت "هذه أحاديث أجرتها العائلة معه".

ولدى سؤال أوبرا لها عما إذا كان القلق مرتبطا بإمكان أن تكون بشرة الطفل "داكنة جدا"، ردت ميغن "إذا كانت هذه الفرضية التي تطرحينها فأظن أنك لا تجازفين كثيرا بذلك".

تداولت الصحف البريطانية على نطاق واسع رواية مفادها أن ميغن تسببت ببكاء كايت زوجة الأمير وليام بعد تجربة الأميرة الصغيرة شارلوت (ابنة وليام وكايت) فستانا قبل زواج ميغن وهاري في 2018.

وقد نفت ميغن هذا الأمر مؤكدة في المقابل أن ما حصل كان معاكسا تماما.

وقالت الممثلة السابقة "الجميع في المؤسسة يعرف أن الأمر ليس صحيحا. العكس هو الصحيح".

وأشارت إلى أن كايت "كانت منزعجة من أمر ما وهي أقرت بذلك واعتذرت".

وأضافت "قبل أيام قليلة من حفلة الزفاف، كانت منزعجة من أمر مرتبط (...) بموضوع فساتين فتيات الأزهار (الصغيرات اللواتي ينثرن الزهر خلال الزفاف)، هذا الأمر أبكاني وجرح مشاعري حقاً".

وقد شكل الكشف عن هذه الحادثة وطريقة تغطيتها "منعطفا" في العلاقة مع العائلة الملكية، بحسب ميغن التي قالت إن الأخبار عن تسببها ببكاء كايت كانت "بداية حملة تشويه سمعة حقيقية".

وأضافت "فهمت أن الأمر لا يقتصر على عدم توفير الحماية لي، لكنهم أيضا مستعدون للكذب من أجل حماية أفراد آخرين من العائلة".

أبدى هاري شعوره بـ"خيبة حقيقية" من والده الأمير تشارلز معتبرا أنه لم يدعمه في محنته، لكنه أوضح أن التواصل مستمر بينهما.

وقال "والدي وشقيقي سجينان" للنظام الملكي، إذ "لا يمكنهما المغادرة" كما فعل هاري بعدما أدرك أنه أيضا "سجين". وأضاف "لدي تعاطف كبير حيال ذلك".

رغم جدية المواضيع التي تناولتها المقابلة مساء الأحد، اغتنم هاري وميغن المقالة للإعلان عن أنباء سعيدة.

وأعلن الزوجان أن طفلهما الثاني المتوقع ولادته "خلال الصيف" هي فتاة.

وقال هاري "أن نُرزق صبيا ثم فتاة، ما عسانا نطلب أكثر من ذلك؟".

وأردفت ميغن من جانبها "سنكتفي بطفلين".

كذلك تحدث الزوجان عن حياتهما الجديدة في مونتيسيتو بولاية كاليفورنيا الأميركية، إذ وصفتها ميغن بأنها "أجمل من كل قصص الخيال التي قرأتموها"، مع دجاجات "أُنقذت" من مزرعة صناعية.

وأوضحت ميغن ماركل "انتقلنا إلى الضفة الأخرى" بعد أشهر من الاضطرابات العائلية، مضيفة "نحن لم ننجُ وحسب، لكننا أيضا ننمّي أنفسنا".

وتابعت قائلة "كل هذه الأمور التي كنت أتمناها تحققت. وبطريقة ما، هذه ليست سوى البداية لنا".

وقع صاعق على العائلة الملكية

أثارت تصريحات الزوجين هاري وميغن في مقابلتهما مع الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري ضجة كبيرة في بريطانيا وسيكون لها وقع صاعق على العائلة الملكية، وفق وسائل إعلام بريطانية الاثنين.

وكتبت "ذي تايمز"، "ما حصل أسوأ من أي توقع كان لدى العائلة الملكية من هذه المقابلة".

وأضافت الصحيفة "ميغن عانت ميولا انتحارية. هي قلقة على صحتها الذهنية. لقد بكت خلال التزام رسمي. والعائلة الملكية لم تساعدها"، متحدثة عن "ادعاءات مؤذية".

وبيّنت المقابلة التي عرضتها قناة "سي بي اس" الأميركية مساء الأحد قبل بثها الاثنين في بريطانيا، "صورة زوجين ضعيفين شعرا بأنهما سجينان في دورهما ومتروكان بلا حماية" من العائلة الملكية، بحسب الصحيفة.

أما "ديلي تلغراف" فاعتبرت أن من غير المجدي للعائلة الملكية "الاختباء وراء الكنبة" وتجاهل الزوجين، قائلة إن الأسرة كانت تحتاج إلى "سترة واقية من الرصاص" للحماية من المقابلة التي شهدت إطلاق "ما يكفي من القذائف لإغراق أسطول" و"ربما كما يخشى البعض، إلحاق الأضرار عينها بالملكية البريطانية".

وأضافت الصحيفة المحافظة "من الصحيح القول إن مقابلة الساعتين الخالية من أي مسايرة هذه تشكل السيناريو الأسوأ لما دأب الزوجان على تسميته بالشركة" للتحدث عن العائلة الملكية، متطرقة خصوصا إلى التصريحات العنصرية التي استهدفت ميغن وهاري وابنهما آرتشي قبل ولادته.

واختارت قناة "اي تي في" استخدام توصيف عسكري لما حصل خلال المقابلة. وقالت "الزوجان شحنا قاذفة قذائف بي-52 وسيّراها فوق قصر باكينغهام وأفرغا ترسانتها فوقه".

أما قناة "بي بي سي" فاعتبرت أن هذه المقابلة "المدمرة" تكشف "الضغوط الرهيبة في داخل القصر" وترسم "صورة أفراد لا مبالين ضائعين داخل مؤسسة" تشاركهم اللامبالاة نفسها.

وشددت صحيفة "ديلي ميرور" من ناحيتها على "الحزن العميق" للأمير تشارلز والد هاري، وشقيقه الأكبر وليام، فيما نددت "ديلي إكسبرس" بما اعتبرته "حديثا متلفزا مع أوبرا يخدم المصالح الخاصة" لهاري وميغن المقيمين في الولايات المتحدة منذ انسحابهما من العائلة الملكية في الربيع الفائت.

وعلى غرار صحف أخرى أغلقت صفحاتها قبل بث المقابلة، عنونت صحيفة "ديلي مايل" عن الرسالة "القوية" التي وجهتها الملكة إليزابيث الثانية جدة هاري بشأن حس الواجب، خلال كلمتها التلفزيونية الأحد قبل ساعات من ظهور هاري وميغن الإعلامي.