أثار مقطع فيديو يصور ما بدا عملية قتل فتاة قاصر في محافظة الحسكة بسوريا دعوات لتطبيق قوانين تحمي النساء من العنف.

وتصدر الفيديو وهاشتاج #حق_فتاة_الحسكة قائمة الوسوم الأكثر تداولا في عدة دول عربية.

وأعرب الكثير من المغردين عن غضبهم من هول الحادثة وتكرار ما يعرف بـ "جرائم الشرف" والتي عادة ما تكون ضحاياها نساء.

وتتحفظ بي بي سي نيوز عربي عن نشر المقطع لشدة العنف فيه.

'غسل العار'

يُظهر الفيديو فتاة قاصرا ملقاة على الأرض في مبنى مهجور في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا. تقول الروايات المتداولة إنها قتلت على يد أقربائها بعد رفضها الزواج من ابن عمها. وبحسب ما تداول عن الحادثة فإن الجناة زعموا أنها حاولت الهرب مع شخص كان قد تقدم لخطبتها من قبل.

وبحسب المغردين فإن الجناة قاموا بتصوير قيامهم باستدراج الفتاة إلى مكان مهجور وإطلاق النار عليها ومن ثم نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان بيانا يقول فيه: "مصادر محلية أكدت بأن المسلحين الذين شاركوا بالجريمة تعمدوا نشر الشريط المصور لإشهار 'غسل العار' حسب معتقداتهم العشائرية."

وأدان مركز الأبحاث وحماية المرأة في شمال سوريا الحادثة وطالب بمحاسبة القتلة.

تنص المادة 17 من قانون المرأة الذي أقرته الإدارة الذاتية الكردية في مناطق شمال شرق سوريا على "تجريم القتل بذريعة الشرف واعتبـاره جـريمـة مكتملـة الأركـان".

#حق_فتاة_الحسكة

أدى الفيديو إلى اندلاع موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا بجرائم العنف الأسري في العالم العربي.

وصفت الناشطة الحقوقية هديل بوقريص فتاة الحسكة على حسابها على تويتر بـ: "شهيدة من شهيدات الغدر القانوني .. المجتمعي .. الذكوري".

أما الإعلامية الكويتية مي العيدان فقد نددت بالممارسة التي تقتل فيها النساء على يد أقرب الناس إليهن

وشاركت الكثير من النساء على موقع تويتر تغريدات يتضامن من خلالها مع فتاة الحسكة. لمياء، على سبيل المثال، نشرت صورة مكتوب عليها: "تقتل امرأة واحدة في البلاد، فنموت جميعا".

نسرين شددت على إن قضية فتاة الحسكة "قضية كل نساء العالم" .

وسلطت حسابات أخرى الضوء على موضوع حق المرأة في اختيار شريكها.

واستنكرت كثيرات تكرار مثل هذا الحوادث.

بينما تحدث آخرون عن ما يعرف بـ "جرائم الشرف".

فريق من المعلقين ألقى باللائمة على المجتمع والتربية بوصفهما المسؤولين عن سلب حقوق المرأة

نشرت الكثير من النساء تغريدات يقولن فيها إنهن لا يستطعن نسيان بكاء الفتاة في الفيديو وأنه قد أثر عليهن بشكل كبير.

ضرورة وجود قوانين تحمي النساء كان من المواضيع التي طُرحت من خلال الهاشتاج.

عذاري ترى أن القانون "لا ينصف المرأة" فهو "لا يغير النطرة المجتمعية للمرأة بوصفها سلعة"

بينما تقول ريمي إن الحادثة قد "تُنسى بعد فترة بسبب عدم وجود قوانين لإرجاع حق المعنفات". وتوافقها لجين الرأي وتكتب أن أساس المشكلة إنساني وليس قانونيا أو دينيا.

وهكذا فإن وكما جاءت الكثير من التعليقات لتدين الزيادة في عدد جرائم الشرف في العالم العربي، حيث تدفع النساء حياتهم ثمنا لـ"حفظ شرف العائلة"، فإن عددا غير قليل من التعليقات طالب بتشديد العقوبات في " جرائم الشرف"