واشنطن: اعلنت ولاية تكساس الاحد انها رصدت حالة ثانية من مرض ايبولا خارج افريقيا لدى احد العاملين الصحيين الذين اهتموا بمريض ليبيري توفي الاربعاء في دالاس ما يشير الى توسع رقعة انتشار الوباء الذي انطلق من غينيا واوقع اكثر من اربعة الاف وفاة منذ كانون الاول/ديسمبر.

واكدت السلطات الصحية الاميركية انها كانت مجهزة لاحتمال تسجيل حالة ثانية لكنها اقرت بانها "قلقة جدا" لان العامل في القطاع الصحي كان يرتدي تجهيزات الوقاية التي توصي بها المراكز الفدرالية الاميركية لضبط ومنع الامراض.

وقال الدكتور توماس فريدن مدير المراكز الفدرالية في حديث مع شبكة "سي بي اس" "ان واقع عدم علمنا بعدم احترام بروتوكول الوقاية امر مثير للقلق، من الواضح انه حصل اهمال". واضاف "لدينا القدرة على منع انتشار ايبولا مع الاهتمام بالمرضى في الوقت نفسه".

من جهته اعتبر الدكتور انطوني فاوسي مدير المعهد الاميركي للامراض المعدية "لم يتم احترام البروتوكل" خلال الاهتمام بالمريض الليبيري توماس دانكان.

واضاف "هذا الامر نادرا ما يحصل".

واوضح الدكتور دان فارغا من قسم الخدمات الصحية في تكساس خلال مؤتمر صحافي ان العامل في القطاع الصحي الذي طلب عدم كشف اسمه، "في حالة مستقرة". وينتظر ان يتم تاكيد اصابته لاحقا من قبل المراكز الفدرالية الاميركية لمنع الامراض.

وكان مسؤول قسم الخدمات الصحية في تكساس ديفيد لاكي قال سابقا "كنا نعرف انه قد تكون لدينا اصابة ثانية وكنا مستعدين لهذا الاحتمال". ويعمل المصاب في المستشفى الذي نقل اليه الليبيري توماس ايريك دانكان الذي توفي جراء اصابته بالفيروس الاربعاء الماضي.

واضاف المصدر نفسه "نعزز فريقنا في دالاس ونعمل بحذر كبير لتجنب انتشار الفيروس". واوضحت الاجهزة الصحية في تكساس في بيان ان المصاب ارتفعت درجة حرارته قليلا مساء الجمعة وعزل واخضع لفحوص. ولم تذكر اي تفاصيل عن كيفية انتقال العدوى للمصاب.

وقال البيان ان السلطات استجوبت المريض لمعرفة كل الاشخاص الذين اتصل بهم وقد يكونون تعرضوا للفيروس.

وتراقب السلطات الصحية الاميركية 48 شخصا كانوا على احتكاك بدانكان.

وبحسب شبكة سي ان ان ونقلا عن مسؤول لم تكشف هويته فان الحالة الثانية هي لممرضة.

من جهته حاول القاضي كلاي جنكينس المسؤول في ادارة دالاس طمأنة السكان قائلا "لا يمكن ان تلتقطوا الفيروس عبر مجرد السير الى جانب شخص في الشارع او عبر الاحتكاك بشخص ليس لديه اعراض المرض". واضاف "هذه الانباء الجديدة يجب الا تثير الذعر".

وهذا ثاني انتقال للعدوى خارج افريقيا بعد اصابة الممرضة الاسبانية التي انتقل اليها الفيروس من مبشر توفي في مستشفى كارلوس الثالث في مدريد الى حيث نقل بعد اصابته في سيراليون.

وفي اسبانيا، اعلنت السلطات الصحية عن تحسن حالة الممرضة تيريزا روميرو البالغة من العمر 44 عاما وهي اول مصاب بالمرض خارج افريقيا، وان لم تخرج من دائرة الخطر.

ولا يزال 15 شخصا تحت المراقبة في اسبانيا في المستشفى نفسه، وتمكن شخص اخر من المغادرة بعد ان جاءت فحوصاته سلبية.

واحتفلت اسبانيا اليوم الاحد بعيدها الوطني في اجواء يسودها خوف من انتشار المرض.

وتطالب المعارضة والصحف بمحاسبة الحكومة المحافظة بسبب الاخطاء التي ارتكبت منذ اليوم الذي شعرت فيه تيريزا روميرو بالمرض. وقد نقلت بعد ذلك باسبوع الى المستشفى الاثنين.

وفي واشنطن، اكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد السبت ان التعبئة ضد فيروس ايبولا يجب الا تؤدي الى "تخويف" العالم وادانة افريقيا باكملها.

وقالت لاغارد "علينا ان نبرهن على اكبر قدر من الحذر حتى لا نرهب العالم كله من افريقيا كلها" بسبب الوباء الذي اسفر حتى الآن عن وفاة اكثر من اربعة آلاف شخص وينتشر حاليا في ثلاث دول افريقية هي ليبيريا وسيراليون وغينيا.

واضافت لاغارد ان "هذه الدول الثلاث متضررة جدا ونحاول مساعدتها قدر الامكان. الامر الملح هو وقف (الوباء) واحتواؤه". واكدت لاغارد ضرورة ان "تستمر الاعمال" في انحاء القارة وان "تستمر حركة عجلة الاقتصاد في الدول الاخرى ويستمر خلق الوظائف".

وكانت المديرة العامة للصندوق دعت الى انهاء عزلة الدول الافريقية الثلاث. وقالت في مؤتمر صحافي "يجب عزل ايبولا وليس الدول".

واضافت مديرة هذه المؤسسة المالية الدولية خلال عرضها النتائج التي توصلت اليها الهيئة السياسية للصندوق، ان "التعبئة الدولية "يجب ان تستخدم في القضاء على ايبولا لا في عزل الدول بحد ذاتها".

وعبرت الهيئة السياسية في تقريرها عن قلقها من التأثير "الانساني والاجتماعي الاقتصادي" للوباء.

وقال البنك الدولي ان الوباء يمكن ان يكلف غرب افريقيا اكثر من 32 مليار دولار بحلول نهاية 2015 بينما دعت لجنة التنمية الهيئة المشتركة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي السبت الى تحرك مالي "سريع" و"منظم".

وقالت هذه اللجنة خلال اجتماعات الخريف للمؤسستين الماليتين انه "بمعزل عن الماساة الانسانية، تبدو الخسائر الاقتصادية التي سجلت في الدول المتضررة كارثية".

واعلنت منظمة الصحة العالمية ان 4033 شخصا توفوا بالحمى النزفية التي يسببها فيروس ايبولا حتى الثامن من تشرين الاول/اكتوبر من بين8399 اصابة سجلت في سبع دول.

وكانت وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا اعلنت السبت ان العلماء الروس سيتمكنون خلال ستة اشهر من توفير ثلاثة لقاحات ضد فيروس ايبولا الذي يتسع انتشاره.

بور/نور/حال