قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن اميركا وحلفاءها يحاولون من خلال المحاربة الصورية لـ"داعش" ان&يثيروا العداء بين المسلمين، مضيفا ان اي خلاف بين الشيعة والسنة يساعد اميركا وبريطانيا والصهيونية.


نصر المجالي: قال خامنئي خلال استقباله الآلاف من مختلف شرائح الشعب الايراني، الإثنين، بمناسبة عيد الغدير إن الولايات المتحدة وبريطانيا شاركتا في إنشاء تنظيم القاعدة و الدولة الإسلامية الإرهابيين.

واعتبر خامنئي ان ظهور التيار التكفيري (داعش) في العراق وسوريا وبعض الدول الاخرى، بأنه نتيجة لتخطيط "المستكبرين"، لإثارة الخلافات بين المسلمين، وقال: انهم أسسوا "القاعدة" و"داعش" لإثارة التفرقة ومواجهة الجمهورية الاسلامية لكنها استدارت عليهم.

وحول التطورات الراهنة في المنطقة، قال المرجع الإيراني الأعلى: ان تدقيق النظر والتحليل بهذه الاحداث تشير الى ان اميركا وحلفاءها يريدون اثارة الخلافات والعداء بين المسلمين اكثر مما يريدون محار بة "داعش" من وراء هذا التحالف الكاذب بين اميركا وحلفائها.

وشدد خامنئي على القول: "ان اي شخص ملتزم بالاسلام ويؤمن بالقرآن، سواء كان شيعيا ام سنيا، عليه ان يعي ان السياسات الصهيواميركية هي العدو الحقيقي والرئيسي للاسلام والمسلمين".

تأجيج النار

واكد ان توخي الحذر التام بشأن تحريض مشاعر الفرق والمذاهب الاخرى، واجب هام على جميع المسلمين، واضاف: ليعلم الشيعة والسنة ان اي ممارسة او كلام بما فيه الاساءة الى مقدسات بعضهم بعضا، تؤدي الى اثارة الحساسيات وتأجيج النار، وهذا بالتأكيد يصب في مصلحة العدو المشترك لجميع المسلمين.

ونوه خامنئي بفشل جميع مؤامرات مستكبري العالم طيلة 35 عاما الاخيرة، وأكد ان "اعداء هذا الشعب (الإيراني) وبفضل الله، سيلقون الفشل هذه المرة ايضا، وان جميع المسلمين الذين يعيشون في ايران الاسلامية، سيعملون بواجبهم بما لديهم من وعي وبصيرةّ.

غدير خم

واعطى المرشد الإيراني الأعلى مساحة واسعة في خطابه الى حادثة غدير خم، فقال ان تنصيب امير المؤمنين علي بن أبي طالب للامامة واهتمام الاسلام للسياسة والحكم ومعالجة شؤونهما، هما مفهومان اساسيان لحادثة (غدير خم).

وهنأ خامنئي بعيد الغدير الاكبر، ووصف حادثة الغدير بأنها جزء من بديهيات تاريخ الاسلام، ولفت الى ان ايا من اتباع المذاهب الاسلامية لا شك لديه في اصل وقوع حادثة غدير خم والحديث النبوي الشريف "من كنت مولاه فهذا علي مولاه".

واضاف: كما ان الشبهات التي ترد احيانا الى اذهان المتثقفين، انما هي نفس الشبهات القديمة قبل اكثر من الف سنة، وقد رد عليها العلماء الكبار.

واشار خامنئي الى المعنى السائد للحديث النبوي في (غدير خم) اي تنصيب امير المؤمنين للامامة ووصيا للنبي، واضاف: ان هذه العبارة تحمل معنى هاما آخر، ولا ينبغي الغفلة عنه، وهو معالجة الاسلام لأمر الحكم والسياسة.

فصل الدين عن السياسة

واشار المرشد الأعلى الى الدعايات الهادفة لأعداء الامة الاسلامية لفصل الاسلام عن السياسة وحصر هذا الدين الإسلامي في الشؤون الخاصة، وقال: ان حادثة غدير خم، تجسد منطق الاسلام المبين والراسخ في رفض العلمانية، لأن غدير خم يعد مظهرا لاهتمام السلام وتأكيده على الحكم والسياسة.

واعتبر خامنئي قضية الغدير بأنها قضية اعتقادية للشيعة وتشكل اساسا لفكرهم، واضاف: ان محل الدراسة والبحث والمنطق القوي والحجة القاطعة للشيعة في باب غدير خم، هو الاوساط العلمية والمتخصصة، ولا ينبغي ان يترك هذا الموضوع اثرا سلبيا على الحياة العامة للمسلمين واخوتهم ومساواتهم.

وقال: إن السياسة الرئيسة لـ (المستكبرين) هي اثارة الخلافات بين الفرق الاسلامية وخاصة بين الشيعة والسنة، ولفت: ان بروز الخلافات بين المسلمين بالطبع سيؤدي الى ان يصرفوا همتهم وطاقاتهم ودوافعهم نحو الصراعات الداخلية ولن يوجهوها نحو الاعداء الرئيسين، وهذا هو الهدف الذي يخطط له الاستعمار والاستكبار.

وختم خامنئي قائلاً: ان الاستكبار انفق الكثير من اجل مواجهة الأسس الفكرية للجمهورية الاسلامية من خلال اثارة الخلافات بين المسلمين، وقال: ان اميركا والصهيونية وبريطانيا العجوز المتخصصة في التفرقة، كثفوا محاولاتهم بعد انتصار الثورة الاسلامية، من اجل اثارة الخلافات وحرف اذهان الشيعة والسنة عن اعدائهم الرئيسين.