يخاف معظم السوريين من أن يكون مرسوم بشار الأسد بتدريس المذهب الشيعي الاثني عشري في المناهج الدراسية السورية مقدمة جدية لمأسسة التشيع في سوريا.


بيروت: أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد مرسومًا رئاسيًا إلى وزارة التعليم العالي، يقضي بتدريس المذهب الشيعي الاثني عشري في المناهج الدراسية السورية، بحسب ما كشفته مواقع إيرانية.
&
مدارس شيعية
وقال موقع تابع للحوزة الشيعية الإيرانية إن الأسد طالب المسؤولين والمديرين في المؤسسات التعليمية بالبدء في تعليم المذهب الشيعي في المدارس، وفي حذف كافة المواد الدراسية المنسوبة لعلماء السنة. وفي العام الدراسي المقبل، سيتم افتتاح أول مدرسة شيعية في دمشق، سيطلق عليها اسم مدرسة "الرسول الأعظم"، على أن يحضر الأسد نفسه هذا الافتتاح، وفقًا للموقع نفسه.
أما موقع "شيعة نيوز" الإيراني، المقرب من الحرس الثوري، فأشار إلى افتتاح مدارس شيعية في سوريا لأول مرة، بدعم رسمي حكومي، مسلطًا الضوء على افتتاح مدرسة رأس العين الثانوية الشيعية في مدينة جبلة السورية، مخصصة للطلاب السوريين الذين تشيعوا في المدينة.
&
مأسسة التشيع
يتخوّف علماء أهل السنة في سوريا من أن تؤدي الخطوة الرسمية في تضمين المذهب الشيعي بالمناهج الدراسية إلى "مأسسة" التشيع في سوريا، بالاعتماد على مؤسسات الدولة، أي وزارة الأوقاف وإدارة استثمار العقارات الوقفية في البلاد.
وتساءل بعضهم لماذا التهويل بهذا الموضوع مع انشاء عشرات المدارس الشيعية خلال العقود الثلاثة المنصرمة في سوريا، والتي تمولها المرجعيات الدينية الشيعية في إيران والعراق، علمًا ان المدرسة الشرعية الجعفرية المحدثة هي الأولى من نوعها التي لها موازنة رسمية من الحكومة السورية.
&
التصدير الجديد
وكان موقع "البرهان" نشر أخيرًا أن ﺭﺍﺑطة ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ - ﻣﻜﺘب ﻟﻨدﻥ نشرت ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﺷوﺭﻯ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻹ‌ﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓظﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻ‌ﻳﺎﺕ ﺍﻹ‌ﻳﺮﺍﻧﻴﺔ، ﺗﺤﺘوﻱ ﻋﻠﻰ ﺧطة ﻋﻤﻞ ﻣﻔﺼﻠﺔ لنشر ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ وﺗﺼدﻳﺮﻫﺎ ﺑﺄﺳﻠوﺏ جديد، من ﺩﻭﻥ ﺣﺮﺏ ﺃﻭ ﺇﺭﺍﻗﺔ دماء.
ويبدو أن الرياح تجري اليوم بما يشتهي التشيع الإيراني، خصوصًا في العراق واليمن ولبنان وسوريا، حيث يمد أتباع إيران سيطرتهم شيئًا فشيئًا، من دون أن تحرك طهران جيشها، متكلة على دمى لها ينفذون رغباتها، من دون نسيان التدخل الإيراني المباشر في سوريا، إن بالحرس الثوري أو بميليشيات حزب الله.
ونقلت تقارير عن لسان ﻋﻠﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻲ، ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺷد الإيراني ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺨﺎﺭﺟﻴﺔ إ‌ﻳﺮﺍﻧﻴﺔ لأكثر من&16 ﻋﺎﻣًﺎ، قوله: "ﻣﻊ ﺭﺣﻴﻞ ﻃﺎﻟﺒﺎﻥ ﻭﺻدﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ، ﺗﺸﻌﺮ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﺎﻷ‌ﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ، ﻭﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ، ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﺎ الاقليمية". ما يدل على أن أحلام تصدير الثورة الشيعية لا تزال في نفوس الإيرانيين، وليست الحرب في سوريا إلا حلقة ضمن هذا "التصدير".

تسهيلات الأسد
وكان نظام آل الأسد في سوريا يسهل مهمة نشر التشيّع، مرة عبر جمعية المرتضى التي أسسها جميل الأسد، وهدفها تشييع العائلات العلوية الفقيرة في ريفي اللاذقية وطرطوس، ومرة عبر إطلاق يد المبشرين بالامامية الاثني عشرية في الأرياف السورية والمناطق التي تنتشر فيها الأمية، ومرة بما أملاه الأسد اليوم من تطبيق تدريس هذا المذهب في المناهج المدرسية.
ويتهم معارضون سوريون الأسد بانتزاع ملكية القبور والمقامات، التي ينسبها أئمة الشيعة لآل البيت، من مديرية الأوقاف الاسلامية وتقديمها على طبق من فضة لإيران، بإشراف مباشر من الايراني هشام بختيار، الذي استملك العديد من العقارات والأراضي الزراعية عنوة، لإقامة الحسينيات والحوزات الدينية عليها، وغالبيتها في جوار منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، من دون أن يعطي اصحابها السنة ثمنها. أما الوسيلة فكانت إقامة ثكنة عسكرية للجيش، أو أي منشأة تابعة للمخابرات.
&
&
&