&
تختلف مقاييس الجمال بين مجتمع وآخر، وبحسبها تقاس أنوثة المرأة، وإقبال الرجال عليها. إلا أن هناك معايير مغرقة في الغرابة، قرص الشفة أحدها.

&
بيروت: لكل مجتمع معاييره الجمالية الخاصة. فما يصح في امرأة في بلد، أو في ثقافة، لا يصح في أخرى. وفق هذه المعايير، يقيم جمال المرأة وتقدّر أنوثتها. حتى أن المقاييس داخل المجتمع الواحد تتطور أحيانًا من جيل إلى جيل، بفعل دخول علامات جديدة، تندرج شيئًا فشيئًا ضمن لائحة المواصفات والمعايير الانثوية.
وهذه المعايير معروفة من قديم الزمان. فالفراعنة القدماء اهتموا بالعيون الكحيلة أكثر من غيرها، وبحثوا عن أجود أنواع الكحل لوضعه في العين. فبنظرهم، كلما ركزت المرأة على جمال عينيها زادت سحرًا وجاذبية. كما اهتم الفراعنة بالعطور والأبخرة، وكانوا أول من استخدم اللبان لتعطير الفم.
&
العرب يحبونها بدينة
& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & &جميلة الفراعنة هي كحيلة العين
أما الكحل عند العرب، فكان يزين عيون الرجال، بينما وضعت للمرأة مقاييس أخرى. فالشعر العربي سجل بدانة المرأة في رأس المقاييس الجمالية العربية. فقد كانت المرأة العبلاء هي الجميلة في نظر العرب. والعبلاء هي من كان أعلاها خفيفًا، وأسفلها كثيبًا، أي ضامرة الصدر واسعة القاعدة.
وكان العرب يتعوذون من الزلاء، أي من خفيفة الشحم، كأن يقول الشاعر العربي: "أعوذ بالله من زلاء ضاوية، كأن ثوبيها علّقا على عود". ووصف العرب البدينة بخرساء الأساور، لأن البدانة تمتد إلى الرسغ، فتمنع ارتطام الأساور، لتصبح خرساء.
ووضع العرب الشعر الأسود الطويل الناعم، والعيون الواسعة، والبشرة البيضاء الصافية، والعنق الطويل، مقاييس لا بد من توافرها في الحسناء. كما وصف عرب الجاهلية المرأة الجميلة بدقيقة الخصر، صدرها براق اللون متلألئ الصفاءة كتلألؤ المرآة، غير عظيمة البطن ولا مسترخية، ولا يشتكى قصرٌ منها ولا طول. لكن هذا يميل إلى التبدل اليوم، فعرب هذه الأيام يميلون إلى المرأة ممشوقة القوام.&
&
يلفون أصابعها
& & & & & & &مقياس الجمال في الصين لف أصابع القدم تحت القدم
الوضع مختلف في آسيا. فاليابانيون يفضلون الرقيقة، دقيقة الجسد، نحيلة الخصر، بيضاء وصافية البشرة والعنق، هادئة الصوت، صغيرة القدمين، رقيقة المشية متقاربة الخطى. ويرون في طولها عيبًا لا ميزة. وكانوا يُلبسون البنات الصغيرات حذاءً خشبيًا منذ ولادتهن، لتظل أقدامهن صغيرة ولا تكبر.
وفي بعض قبائل الصين، أهم معايير جمال المرأة أن تكون أصابع قدمها ملفوفة تحت القدم نفسها. فما أن تبلغ الطفلة الرابعة حتى يلفوا أصابعها إلى الأسفل بالقماش المشدود، ولا يبقى ظاهرًا منها إلا الإبهام.
وفي جنوب آسيا، تدرج النساء في تلبيس الأسنان، حتى السليمة منها، بأغطية ذهبية وفضية. فأسنان المرأة البيضاء دليل فجورها.
وفي منغوليا وبورما والتبت، المطلوب أن يكون عنق المرأة طويلًا، لذلك ترى النساء يضعن حلقات معدنية حول أعناقهن منذ الولادة، وتضاف حلقة في كل عام، حتى يزداد طول العنق. وقد تتعدد الحلقات حتى تبدو المرأة كالزرافة.
&
قرص في الشفة
&
كلما ازدادت المرأة سوادًا في أفريقيا ازدادت جمالاً&وقرص الشفاه دليل جمال المرأة الأثيوبية
&والأفارقة لا يهوون طول الشعر، بل يحلقون رؤوس الفتيات لإظهار أنوثتهن وجاذبيتهن. كما يهوون بدانة المرأة، فهي دليل على نعمة الطعام.&تختلف مقاييس الجمال الأفريقي مع ترامي أطراف القارة السمراء. فبعض القبائل الأفريقية ترفع مهر نسائها كلما زدن سوادًا. وهذا عندهم ليس دليلاً على الجمال فحسب، بل دليل على صفاء عرقها الأسود.
في جنوب السودان، ليس صفاء البشرة ونقاؤها معيارًا، فمن ليس في وجهها تشققات لا تعد من الجميلات، ولا تصلح للزواج. لذا يشققون وجه البنت وبطنها ويديها منذ ولادتها، فغير المخمّشة في عرفهم إمرأة ناقصة.
أما في قبيلة سورما الاثيوبية، فتضع المرأة قرصًا مستديرًا من الطين أو الخشب في حفرة مثقوبة في شفتها العليا أو السفلى، أو في كليهما. ويتم إستبدال القرص من وقت لآخر، لكن يزيد قطره عند استبداله. وكلما زاد القطر زاد الجمال، ولو كان ذلك يستدعي أن تتخلى المرأة عن أسنانها الأمامية لتثير إعجاب رجال القبيلة. كما أن شفاهها تعكس المكانة الإجتماعية والمالية لعائلتها، وتحدد مهرها. فكلما كبر القرص ارتفع المهر.
&
طيب ونحافة
لا يهتم الأسكيموا والهنود الحمر بشكل جسم المرأة، وإنما برائحة فمها وشعرها. لذا تحرص فتياتهم على التطيب بالزيوت العطرية، ودس الأوراق المعطرة في الشعر، ومضغ نبات يطيب رائحة الفم. وقبل طلب المرأة للزواج، تختبر الخاطبة رائحة فمها وجسمها.
أما أهل الغرب فلهم دينهم في الجمال. إنه الطول والنحافة مع كبر الصدر والمؤخرة، وتعرّض الكتفين، وتشقّر الشعر الطويل، واكتناز الشفتين، وصغر الأنف، واتساع العينين، وضيق الجبهة. إلا أن بينهم من يهوى السمرة، والشعر الأسود.
&
& & & & & & & العنق الطويل أبرز صفات الجمال في منغوليا والتبت

&