باريس: تصدر محكمة فرنسية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، قرارها المتعلق بالافراج او عدم الافراج عن جورج ابراهيم عبدالله المسجون في فرنسا منذ ما يناهز الثلاثين عاما.
&
ففي 24 تشرين الاول/اكتوبر 1984، دخل هذا اللبناني مقرا للشرطة في ليون وطلب الحماية من قتلة ينتمون الى الموساد الاسرائيلي لاعتقاده انهم كانوا يلاحقونه. ويوم الجمعة، يكون جورج ابراهيم عبدالله المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، امضى 30 عاما وراء القضبان.
&
وكان هذا المسيحي الذي يبلغ الثالثة والستين من العمر ويتحدر من بلدة القبيات في شمال لبنان، اسس في 1980، مع اربعة من اشقائه وخمسة من اقاربه، الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي مجموعة ماركسية صغيرة موالية لسوريا ومعادية لاسرائيل اعلنت مسؤوليتها عن خمسة اعتداءات، كانت اربعة منها دامية خلال عامي 1981 و1982 في فرنسا.
&
وخلال محاكمته في ليون في 1986، ادين بتهمة التواطوء في اغتيال الديبلوماسيين، الاميركي تشارلز راي في باريس، والاسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف في بولوني-بيانكور. والسلاح الذي استخدم في الجريمتين كان مسدسا يملكه من عيار 7.65 ملم.
&
ويقول جورج ابراهيم عبدالله، المدرس السابق، ابن ضابط صف في الجيش اللبناني وينتمي الى طائفة الروم الارثوذكس، "انا مقاتل ولست مجرما". واضاف امام القضاة ان "المسار الذي سلكته، املته علي الاساءات لحقوق الانسان التي ترتكب ضد فلسطين".
&
وكان "الافراج الفوري" عنه واحدا من مطالب لجنة التضامن مع السجناء السياسيين العرب وفي الشرق الاوسط، التي اعلنت مسؤوليتها عن الاعتداءات التي اسفرت في 1985-1986 عن ثلاثة عشر قتيلا و250 جريحا في فرنسا.
&
وقد تمسك جورج ابراهيم عبدالله الذي اصبح بمرور الزمن واحدا من اقدم السجناء في فرنسا، بالمثل العليا لأيام الشباب، ولم يتنكر لمعتقداته ولا اعرب عن اي ذرة ندم. وهو مسجون في الوقت الراهن في لانيمزان في مقاطعة أعالي البيرينيه.
&
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال محاميه جان-لوي شالانسيه ان "جورج ابراهيم عبدالله هو اقدم سجين سياسي في اوروبا". واضاف "يعتبر انه كان جزءا من الثورة اللبنانية، وانه كان يناضل ضد اسرائيل والولايات المتحدة، ولذلك ليس ورادا ان يعرب عن الاسف".
&
واضاف هذا المحامي "دائما ما رفض ان يعمل في السجن. فهو يقرأ كثيرا، ويبقى مطلعا على الوضع السياسي في لبنان وفي المنطقة. ونادرا ما رأيت شخصا امضى عقوبة طويلة الى هذا الحد ولا يزال يتمتع بثقافة عالية".
&
وكان جورج ابراهيم عبدالله مؤهلا منذ سنوات عدة لعفو مشروط، لكن محكمة التمييز رفضت طلباته الثمانية. ورفع طلب تاسع، على ان يصدر قرار محكمة تطبيق العقوبات في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
&
واكد شالانسيه ان "الاميركيين هم المدعي بالحق المدني، يعترضون سيواصلون الاعتراض على تخلية سبيله". واضاف "لكن ثمة سابقة. ففي المانيا، افرج عن عضوة سابقة في جماعة الجيش الاحمر التي ادينت بقتل ديبلوماسي اميركي، ونأمل في ان تقوم فرنسا بالخطوة نفسها".
&
وبمرور الزمن، اثر مصير جورج ابراهيم عبدالله على اعداد كبيرة من الناشطين المقربين من اليسار المتطرف، والذين يتهمون الحكومات الفرنسية المتعاقبة بالتعنت، وينظمون تظاهرات ويطالبون بالافراج عنه.
&
وآلان بوجولا، عضو الحزب الجديد ضد الرأسمالية، هو احد وجوه اللجنة التي تدعمه. وقال في تصريح لوكالة فرانس برس ان "جورج ابراهيم عبدالله ناشط للقضية الفلسطينية وتحرير لبنان، وقد تخلت عنه فرنسا وخصوصا القوى السياسية اليسارية. ويمكن ان نقارن سجنه بسجن نلسون مانديلا".
&
واضاف ان "الديبلوماسيين الذين قتلوا لم يكونوا مدنيين، وهو اتهم بالتواطؤ، وهذا يختلف كثيرا عن اعتداء بقنابل يسفر عن مقتل عدد كبير من الضحايا المدنيين. وجورج ابراهيم عبدالله مقاتل شيوعي ثوري لبناني دائما ما رفض ان يخون نفسه ويخون قضيته".
&
وفي لبنان، بات مصير جورج ابراهيم عبدالله "قضية وطنية"، كما اكد شالانسيه. وخلال زيارة رسمية الى باريس في شباط/فبراير 2012، طلب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من الحكومة الفرنسية الافراج عن هذا المواطن الذي وصفه بأنه "سجين سياسي". ومنذ ذلك الحين، تعهدت السلطات اللبنانية، كما اوضح المحامي، بأن تأخذه على عاتقها وتعيده الى لبنان اذا ما افرج عنه.
&
وغداة الذكرى الثلاثين لاعتقال عبد القادر سعدي (الاسم الحركي لجورج ابراهيم عبدالله) يوم السبت، دعت لجنة دعمه الى "تجمع وطني" تحت نوافذ سجنه في لانيمزان.
&
&