يتحادث رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، الأربعاء، مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، الذي بدأ الثلاثاء زيارة رسمية هي الأولى له للمملكة المتحدة منذ توليه منصبه قبل اكثر من عام.

نصر المجالي: قالت تقارير إنه مع حرص بريطانيا على علاقات جيدة مع قطر، إلا أن أميرها الزائر سيواجه مجموعة من التساؤلات حول دور بلاده في تمويل الجماعات الإرهابية، وكذلك معاملة العمالة الأجنبية.

وتناولت تقارير وسائل الإعلام البريطانية سبقت الزيارة معلومات تقول بأن قطر تستخدم ثروتها الهائلة من النفط والغاز في دعم الاسلاميين المتشددين في أرجاء منطقة الشرق الاوسط. وقالت التقارير إن الشيخ تميم سيحاول خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين البريطانيين تحسين صورة بلاده التي طالها الكثير من الاتهام والنقد في الأوان الأخير.

والتقى أمير قطر في مقر إقامته في لندن، الثلاثاء، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض إد ميليباند، ووزيري الدفاع والخارجية وعمدة لندن المحافظ بوريس جونسون.

موقف غامض

وتساءل تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) الأربعاء عن موقف دولة قطر من جملة من القضايا المطروحة، حيث إن موقف الدولة الخليجية الصغير "غامض" خاصة لجهة تنظيم (داعش). ويقول التقرير إنه من المفروض أنها مع الحلف الدولي الذي يشن غارات عليه، حيث تنطلق معظم الغارات الأميركية من قاعدة العديد القطرية، لكن هناك من يقول إن قطر تدعم التنظيم ماليًا، وهذا ما يثير علامات استفهام.

لكن الصحيفة تقول من جانب آخر إن لدى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أسبابًا كثيرة ليتوقع أجواء ودية على مأدبة الغداء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء، فكاميرون يأمل في المزيد من الاستثمارات القطرية، التي بلغت حتى الآن 25 مليار جنيه في لندن.

ومن ضمن الممتلكات القطرية في لندن البريطانية مخازن هارودز التي تملكها هيئة الاستثمار القطرية التي تمثل صندوق الثروة السيادية، وبناية (ذا شارد)، وهي أعلى بناية في أوروبا، التي مولتها الاسرة الحاكمة في قطر، كما استثمرت أموالاً طائلة في العديد من الشركات والعقارات البريطانية.

تمويل الارهاب

وقالت تقارير إنه من المتوقع أن يرفض مزاعم بأن بلاده تمول مقاتلي داعش، وكان وزير ألماني اتهم قطر في آب (اغسطس) الماضي بتمويل مقاتلي داعش، كما عبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تمويل أفراد أو جمعيات خيرية في الدول العربية، رغم أن قطر انضمت الى الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف لتنظيم داعش في سوريا.

وكان أعضاء في البرلمان البريطاني دعوا كاميرون لإثارة القضية عندما يجتمع مع الشيخ تميم الاربعاء، وقال المتحدث الرسمي باسم كاميرون إن التعامل مع التطرف سيكون على الارجح ضمن جدول اعمال المباحثات.

وكان الشيخ تميم نفى في أيلول (سبتمبر) الماضي أن تكون بلاده تساعد داعش في العراق أو سوريا، وأبلغ المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بأن أمن بلاده ذاتها في خطر من المتشددين.

مبادرة بريطانيا

ويشار الى أن بريطانيا كانت أطلقت مبادرة دبلوماسية تستهدف وقف تمويل المقاتلين المتطرفين في العراق وسوريا، نالت تأييدًا بالاجماع في مجلس الامن الدولي في آب (اغسطس) الماضي. ويهدد القرار بفرض عقوبات على أي بلد يتضح أنه يتعامل مباشرة أو بصفة غير مباشرة مع تنظيم (داعش).

وحسب الصحافة البريطانية، فإن الشيخ تميم الذي سيلتقي الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا سيواجه أيضاً أسئلة بشأن اساءة معاملة العمال المهاجرين الذين يساعدون قطر في الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، وكانت دولة قطر ردت على تلك التقارير بأنها اتخذت اجراءات لتحسين أحوال العمال وحقوقهم.

يذكر أن أمير قطر (34 عاماً) كان تعلم في بريطانيا، وهو حاصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن في المملكة المتحدة العام 1997، كما أنه خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية العريقة.