قالت مصادر بريطانية إن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون حث قطر ودولاً خليجية على وقف المساعدات المالية التي تقدم لجماعات "جهادية"، كما عبّر عن قلق المملكة المتحدة بشأن تمويل هذه الدول لتنظيم (داعش).


نصر المجالي: تحادث رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، يوم الأربعاء، مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يختم الخميس أول زيارة رسمية يقوم بها للمملكة المتحدة منذ توليه مهماته قبل أكثر من عام. وتقول التقارير البريطانية إن قطر هي واحدة من دول خليجية عديدة تجاهلت على مدى سنوات تمويل بعض الأثرياء من مواطنيها لجماعات "جهادية".

وقال تقرير لصحيفة (التايمز)، الخميس، إن "على الشيخ أن يغيّر المسار، مع حفظ ماء الوجه"، وأشار التقرير إلى أن الشيخ تميم، الذي تملك بلاده جزءًا كبيراً من لندن (في إشارة إلى الاستثمارات القطرية في العاصمة البريطانية)، لا بد أنه توقع زيارة سلسة، لكنه وجد نفسه في خضم اتهامات لبلده بتمويل مسلحي الدولة الإسلامية.

واضاف التقرير أنه حيث تنفي قطر ذلك، فإنه يتعين على الأمير أن يؤكد لحلفائه الغربيين أنه شريك يعتمد عليه، وقال:" المهمة أمام الأمير الشاب هي تغيير المسار الذي اتبعه بلده أثناء حكم والده، مع حفظ ماء الوجه، وجاءت مغادرة قيادات جماعة الإخوان المسلمين الدوحة خطوة في هذا الاتجاه، تبعها بوعد بالتبرع بمليار دولار لإعادة إعمار غزة".

بيان رسمي

وكان ناطق باسم 10 داونينغ ستريت (مقر رئيس الحكومة) أصدر بيانًا، الأربعاء، عن استقبال رئيس الوزراء، لأمير دولة قطر، قال فيه إن الزعيمين اتفقا على أن العلاقات الثنائية تشهد نموًا مضطرداً، وعلى ضرورة السعي لتعميق الروابط بين بلدينا في عدد من المجالات، من الروابط الاقتصادية وحتى التعاون الأمني.

واشار الناطق الى أن اتفاقية الشراكة التي وقعها وزيرا خارجيتي البلدين أثناء الزيارة هي مؤشر واضح على التزام البلدين بتعزيز العلاقات بمجالات الثقافة والدفاع والتعليم والتجارة والطاقة.

وقال إن رئيس الوزراء رحب بالاستثمار القطري الأخير في بريطانيا الذي يفوق 20 مليار جنيه استرليني، وحث أمير دولة قطر على النظر بمزيد من الفرص الاستثمارية في أنحاء البلاد، وخصوصًا في خطة الحكومة البريطانية بتحويل شمال إنجلترا إلى مركز تجاري واقتصادي نشط عن طريق الربط بين المدن الشمالية وتطوير خط القطار السريع. كما بحثا فرص الشركات البريطانية في قطر، وخصوصًا في ما يتعلق بتطوير المستشفيات والجامعات.

كأس العالم

وتابع الناطق: وبحث الزعيمان أيضًا دورة كأس العالم 2022، وعرض رئيس الوزراء مشاركة الخبرات البريطانية في قطاع الإنشاءات لدعم بناء وتطوير مرافق هذه الفعالية الرياضية العالمية. كما أثار الرئيس قضايا قنصلية من بينها قضية الطفل آدام جونز، والتي مضى عليها وقت طويل، وكانت محنته بدأت بعد أن دُعي مع أمه لزيارة عائلة والده، الذي لقي حتفه بحادث دراجة نارية عام 2005، والتي قامت بالاحتفاظ به ومنعه لاحقاً من رؤية أمه التي تقدمت بطلب إلى السلطات المعنية لأخذ حضانته. وقد وعد أمير قطر بمتابعة القضية.

الإرهاب

وفي ما يتعلق بالشؤون الدولية، قال المتحدث البريطاني إن كاميرون والشيخ تميم بحثا دور كلا البلدين في التحالف للتصدي لإرهابيي داعش، وضرورة عمل كافة الدول على معالجة التطرف ومنع تمويل المنظمات الإرهابية.

ونوه الى أن رئيس الوزراء رحب بالقانون الذي أقرته قطر مؤخرًا لمنع تمويل الإرهاب وأعرب عن تطلعه لتطبيق هذه التدابير سريعًا، كما اتفق الزعيمان على ضرورة سعي البلدين لبذل مزيد من الجهود لتبادل المعلومات بشأن الجماعات المثيرة للقلق.

وقالت وكالة الانباء القطرية إنه عقب المباحثات مع كاميرون، وقع خالد بن محمد العطية وزير الخارجية والسيد فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني على مذكرة تفاهم لتأسيس منتدى وزاري للحوار بين حكومة دولة قطر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا، شراكة، وهو منبر حواري وزاري سنوي يهدف الى تقوية العلاقات بين البلدين في مجالات واسعة من خلال الحوار السياسي وتعزيز المصالح المشتركة، والتي من بينها الأمن والاستقرار الإقليمي في المنطقة.

كما قدم يوسف بن علي الخاطر سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة إلى نيك بيري مستشار رئيس الوزراء البريطاني رسالة تتعلق بتقديم منحة من دولة قطر لدعم صندوق محفوظات مارغريت تاتشر للمنح الدراسية.

لقاء الملكة

والتقى الشيخ تميم ظهر الأربعاء مع جلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة في قصر باكنغهام، حيث جرى خلال اللقاء تناول علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تعزيزها بما يعود بالخير والنفع المشترك. كما جرى تبادل الآراء حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل.

وزار امير دولة قطر قصر ويستمنستر مساء الأربعاء، حيث التقى البارونة فرانسيس ديسوزا رئيسة مجلس اللوردات وعددًا من الأعضاء. كما التقى البارونة موريس وعددًا من اللوردات والبرلمانيين من ضمنهم مجموعة أصدقاء دولة قطر في البرلمان البريطاني.

وتم خلال اللقاءين تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل.