دونيتسك: بدأ الناخبون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا اليوم الاحد التصويت لاختيار رئيسيهم وبرلمانيهم وسط تكثف المعارك في اقتراع يلقى دعم موسكو لكن يدينه الغربيون وقد يعقد جهود السلام.

وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش في الجمهوريتين اللتين اعلنتا من جانب واحد وتأمل كل منهما في تشكيل "حكومة شرعية" والابتعاد اكثر فاكثر عن كييف.

وامام المدرسة رقم 104 في احدى جادات دونيتسك، اصطف حوالى عشرة اشخاص بانتظار الادلاء باصواتهم. وقالت تاتيانا ايفانوفنا (65 عاما) التي تعمل في معهد علمي "آمل ان يغير تصويتنا شيئا ما. قد يعترف بنا في نهاية المطاف كبلد حقيقي مستقل".

اما فاليري فيتالييفيتش (50 عاما) الذي كان من اوائل الذي وصلوا الى المركز الواقع في حي بعيد عن القصف في دونيتسك، فقال "يجب ان نعود الى الحياة الطبيعية وساصوت على امل ان يساعد ذلك السلطات على الدفاع عن مصالحنا ضد كييف".
&
وكان "رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية" الكسندر زاخارتشنكو الذي لا شك في فوزه في الاقتراع صرح امس السبت ان "الانتخابات ستسمح بتشكيل حكومة شرعية". وحتى في لوغانسك المعقل الثاني للانفصاليين، يرجح ان تسمح الانتخابات بتثبيت "الرئيس" ايغور بولتنيتسكي في منصبه.

واعلنت هاتان المنطقتان المتمردتان في حوض دونباس المنجمي في شرق اوكرانيا، استقلاليهما من جانب واحد في نيسان/ابريل الماضي، مما ادى الى اندلاع نزاع دام مع القوات الاوكرانية التي تتهم روسيا بارسال اسلحة ورجال لمساعدة الانفصاليين. وعشية الانتخابات تواصلت المعارك العنيفة في شرق اوكرانيا حيث قتل سبعة جنود اوكرانيين.

واعلنت الامم المتحدة الجمعة حصيلة جديدة للنزاع الذي سيطوي قريبا شهره السابع، حيث بلغ عدد القتلى 4035 بينهم 300 في الايام العشرة الاخيرة ما يؤكد هشاشة اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في ايلول/سبتمبر. وفر اكثر من 930 الف شخص من منازلهم، بحسب المصدر ذاته.

لكن كثافة المعارك تراجعت كثيرا منذ وقف اطلاق النار الموقع في الخامس من ايلول/سبتمبر في مينسك برعاية منظمة الامن والتعاون في اوروبا، في اطار اتفاق يرمي الى بدء عملية سلام. وفيما تبدو هذه العملية متوقفة في الوقت الراهن، بات اجراء الانتخابات في المناطق الانفصالية نقطة احتكاك كبيرة بين كييف والبلدان الغربية من جهة، وموسكو والمتمردين من جهة ثانية.

ورأت واشنطن ان الانتخابات "غير شرعية" واكدت على غرار فرنسا والمانيا واوكرانيا، ان "الولايات المتحدة لن تعترف بنتائج" اقتراع "ينتهك دستور اوكرانيا وقوانينها، اضافة الى اتفاق وقف اطلاق النار".

وفي اتصال هاتفي، دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الرئيس فلاديمير بوتين الى عدم الاعتراف بهذه الانتخابات.

ولكن يبدو ان الكرملين الذي تتهمه كييف والدول الغربية بدعم المتمردين عسكريا ونشر قوات في اوكرانيا، يتجاهل هذه الدعوة الى درجة لم يشر اليها في البيان الذي اصدره عن المشاورات الهاتفية المذكورة. واكدت موسكو في المقابل ضرورة اجراء "حوار جدي" بين كييف والمتمردين "يتيح استقرارا تاما للوضع".
&
من جهته، حمل الرئيس الاوكراني بعنف على "الانتخابات الوهمية التي يريد الارهابيون وقطاع الطرق تنظيمها في الاراضي المحتلة". لن يصل اي مراقب من المنظمات الدولية. وحدهم بعض النواب الروس اعلنوا انهم سيأتون لمراقبة اجراء الانتخابات.

وعدد الناخبين غير مؤكد. فمن اصل حوالى خمسة ملايين ناخب مسجلين على اللوائح الانتخابية الاوكرانية قبل النزاع، هناك كثيرون غادروا المنطقة بسبب المعارك. واعلنت سلطات دونيتسك المعلنة من جانب واحد انه تم طبع حوالى ثلاثة ملايين بطاقة اقتراع وان حوالى 34 الف شخص ادلوا باصواتهم عبر الانترنت. لكن لا تسود اجواء الحماس نفسها في كل مكان.

فقد قالت فيرا التي تقيم في حي كويبيشيفسكي الذي تضرر الى حد كبير بالقصف المدفعي بسبب قربه من مطار دونيتسك ان "المتمردين وعدونا بوضع افضل بعد استفتاء ايار/مايو حول الاستقلال فواجهنا الحرب". واضافت وهي تقوم بقطع الخشب للتدفئة "لم اعد اثق باحد ولن اذهب للتصويت".

ولا يملك الكثير من سكان الاحياء التي تضررت بالقصف والمحرومة من الكهرباء سوى فكرة مبهمة جدا عن المرشحين والمكان الذي يمكنهم التصويت فيه.

&