&
طرح سمير جعجع مبادرة من معراب، قوامها أن يتمّ انتخاب رئيس الأربعاء، في جلسة مخصّصة لتمديد ولاية البرلمان، طالما أن النصاب مؤمن.

&
بيروت: لم يكد أمين عام حزب الله حسن نصرالله ينتهي من خطبته احتفالًا بيوم عاشوراء، تخليدًا لمقتل الأمام الحسين بن علي، حتى عقد سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، مؤتمرًا صحافيًا في مقره بمعراب، أطلق فيه مبادرة سماها مبادرة "الساعة الأخيرة" لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الاربعاء، التي سيجرى فيها تمديد ولاية المجلس النيابي، طالما ان النصاب القانوني سيكون مؤمنًا.
&
الحل موجود
طرح جعجع مبادرته، وهي "خريطة طريق واحدة قادرة على إيصالنا الى عدم الفراغ وعدم التمديد في الوقت نفسه، وهي طالما أن النصاب سيكون مؤمنًا يوم غد، ولا سيما ان نصرالله أعلن أن عون هو مرشحه، وأنا مرشح قوى 14 آذار، فلماذا لا تجرى انتخابات رئاسية غدًا؟ لماذا لا ينزل نواب التغيير والاصلاح الى المجلس لانتخاب رئيس بكل بساطة؟ فإن انتخب عون رئيسًا نهنئه ونتعامل معه كرئيس، وإن انتخبت أنا فالأمر سيان، وبعد هذه الخطوة وفي ظل وجود النواب، تقام جلسة تشريعية نطرح فيها القانون الذي قدمه النائب انطوان زهرا باسم تكتل القوات لتعديل المهل الدستورية، بغية إجراء الانتخابات النيابية، فالحل موجود إلا اذا كنتم تبغون الفراغ".
&
نحن دستوريون
أكد جعجع في بداية حديثه أن القواتيين مع الجمهورية بتعصّب، أي مع الدستور والمهل والاستحقاقات الدستورية، "ونحن الفريق الأكثر مطالبة بانتخابات نيابية لسببين، الأول هو أن حجم القوات اللبنانية الشعبي أكبر بكثير من وجودها النيابي، والثاني أننا من الاحزاب القليلة الجاهزة دومًا لخوض الاستحقاق النيابي، واذا تمعّنا في الوضع الراهن، تبين لنا أن لا انتخابات نيابية للمشاركة فيها".
وانتقد جعجع من يطرح أن الإشكالية تكمن بالتمديد أو عدمه، "في الوقت الذي لا انتخابات، باعتبار أن الفرقاء الذين يرفضون التمديد هم أنفسهم لم يقوموا بأي شيء لمنع حصول التمديد، فالانتخابات ليست شعارًا يطرح، بل تحضيرات عملية، فما الذي قامت به الحكومة في هذا السياق، خصوصًا الكتل التي لطالما نادت بـ"لا للتمديد"، فحتى هذه اللحظة وعن سابق تصور وتصميم لم يتم تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات، حتى أن وزارة الداخلية دعت الهيئات الناخبة بعد أربع وعشرين ساعة عن الموعد الدستوري، وكأنها دعوة لم تكن، أي عمليا لا يوجد دعوة للانتخابات النيابية".
&
تمديد أو فراغ
بحسب جعجع، كان على الحكومة قبل ستة أشهر من موعد الانتخابات إقرار موازنة لها، بدءًا من تعيين أقلام اقتراع، وتأمين قرطاسية وصناديق اقتراع وعوازل وكل لوازم الانتخابات. وقال: "على سبيل المثال عام 2009 اتخذت الحكومة حينها قرارًا بصرف 22 مليار ليرة كموازنة للانتخابات، بينما نحن قبل ستة عشر يومًا من انتهاء ولاية المجلس، لم تقرر الحكومة صرف أي مبلغ، لا سيما أن هكذا مبلغ يحتاج الى قانون من مجلس النواب".
ورد جعجع على ما قاله الوزير السابق سليم جريصاتي، التمديد يقابله الانتخاب وليس الفراغ، فسأل: "كيف تحصل الانتخابات اذا لم يتم التمديد؟ كيف ستتخطى العوائق التي وضعتها الحكومة أمام الانتخابات النيابية؟ الحقيقة الوحيدة هي انكم والحكومة وضعتمونا أمام خيارين، إما التمديد وإما الفراغ".
أضاف: "يوم 20 الجاري يسقط المجلس النيابي، أي الدخول في الفراغ على مستوى السلطة التشريعية، وكما نعلم لا رئيس جمهورية أي فراغ على مستوى الرئاسة الأولى، وبالتالي حين يسقط المجلس النيابي تعتبر الحكومة غير شرعية، باعتبار أن الحكومة تستمد شرعيتها من المجلس النيابي، ولو ان&هناك اجتهادًا دستوريًا بأنها يمكن أن تكون قانونية، نصل عمليًا الى فراغ كامل اذا لم يمدد المجلس لنفسه غدًا".
&
سورنة كاملة
ورأى جعجع أن حزب الله وتيار المستقبل منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة لم يضعا أي جهد للتحضير للانتخابات النيابية، "فهما منذ البداية مع التمديد وسيصوتان له غدًا، فموقفهما واضح ومفهوم ولو أننا لا نؤيّده، فحزب الله مع التمديد لأنه يقاتل في سوريا بينما المستقبل يعتبر أن الظروف غير مؤاتية".
وسأل: "لماذا لم يقم تكتل الاصلاح والتغيير المتواجد بشكل وازن في هذه الحكومة والمنادي بلا للتمديد بأي جهد للتحضير للانتخابات النيابية؟ فمن أي خلفية يأتي موقف تكتل التغيير والاصلاح؟".
أضاف: "تكتل التغيير والاصلاح يريد ايصال البلد الى فراغ كامل، فالعماد ميشال عون كان ضد اتفاق الطائف والنظام القائم ويسعى في كل مناسبة لتدميره، وأنا هنا لا أناقش بحقه في تغيير النظام، ولو أننا لسنا مغرومين بالنظام الحالي واتفاق الطائف، لكن خطيئة كبرى ومميتة تدمير هذا النظام اذا لم يكن لدينا بديل عنه. واذا سايرنا العماد عون بخطته ووصلنا في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الى الفراغ، من خلال محاولتهم إغراءنا بأننا سنحكم البلد نحن والعماد عون وحزب الكتائب وكأنه لا يوجد أفرقاء آخرون في هذا البلد، وكأنها فرصة متاحة، فبأي نظام سنحكم؟ وكيف؟ هذا يعني أننا سنحكم بالأمر الواقع، في أحسن الحالات سنعود بفضل خطة عون الى وضعية شبيهة بحرب الخمسة عشر عامًا".
وقال: "السير بخطة عون يؤدي بنا إلى سورنة كاملة، فهل يريدنا عون مشاركته في تدمير البيت على رؤوسنا؟".
&