دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القوات الأمنية إلى مواجهة استخدام "الإرهابيين" للاتصالات وخاصة شبكات الإنترنت في قتل وترويع المواطنين، واستغلالها من قبل عصابات الجريمة المنظمة، وشدد على ضرورة توفير الاتصالات ذات الذبذبات العالية للأجهزة الأمنية والعسكرية لمواجهة الإرهاب والمخاطر الاخرى التي تتعرض لها البلاد حاليًا.


أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في كلمة لمناسبة اطلاق خدمات الجيل الثالث للإتصالات في بغداد الاثنين، إن هنالك الان جملة من التحديات التي يواجهها العراق بعد تطوير قطاع الاتصالات تتمثل باستخدام شبكات الانترنت والهاتف المحمول من قبل الإرهابيين وفي عالم الجريمة المنظمة، وذلك باستمالة الطبقات الضعيفة في المجتمع كالاطفال الذين هم عرضة لاعمال العصابات والمجرمين الكترونيًا، كما اوضح في كلمته التي تابعتها "إيلاف".

وأضاف أنّ الإرهاب "يستغل شبكة الانترنت للقيام بمخططاته الدنيئة واعماله الاجرامية"، لكنه أشار إلى أنّ هذه الاستخدامات وغيرها في اعمال الجريمة المنظمة لا يجب أن تقود إلى كبح الحريات العامة وحرية التعبير وأبداء الرأي أو تقييدها بأي حال. وحذر من خطورة استخدام الإرهابيين للانترنت&وعالم الجريمة المنظمة وايقاعهم بالطبقات الضعيفة والفتيان في براثنهم، ولذلك يجب العمل على حمايتهم من جرائم القتل والعنف والابتزاز.

وتعمل ثلاث شركات للاتصالات في العراق حاليًا وهي زين العراق التابعة لزين الكويتية وآسياسيل التابعة لـ "أريد القطرية" و "كورك" التابعة لـ "أورانج". وأشار العبادي إلى أنّ الإرهابيين يستغلون حاليًا شبكات الإنترنت لتنفيذ عملياتهم الاجرامية في القتل والترويع والتدمير.

وشدد على الأجهزة الأمنية ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة لمواجهة استخدام الإرهاب للإنترنت، وكذلك جماعات الجريمة المنظمة. وطالب بتوفير الاتصالات ذات الذبذبات العالية وتوسيعها وتوفيرها للأجهزة الأمنية والعسكرية لمواجهة الإرهاب والمخاطر الاخرى التي تواجه البلاد حاليًا، وهي تخوض معركة ضدها.

ودعا العبادي الأجهزة الأمنية إلى "استثمار التطور التكنولوجي وخدمات الجيل الثالث بعملها والاستفادة منها في حماية المواطنين والمجتمع، وان تساهم شركات الاتصالات ووزارة الاتصالات بتوفير خدمات افضل وارخص وفقًا للاتجاه العالمي السائد لذلك". وشدد على "ان الحكومة ليست لديها النية لتحديد الحريات العامة في مجال الاتصالات ولذلك لم تقم بقطع خدمات الانترنت طيلة الفترة الماضية".

وقال إن الاتصالات لها تاثير كبير حاليًا على الاوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق موضحاً أن خدمة الجيل الثالث منها قد تأخرت في العراق لأربع سنوات معربًا عن الامل في الانتقال سريعًا إلى الجيل الرابع لخدمات الهاتف النقال وتخفيض اسعار الاتصالات.

وأضاف أنّ اطلاق هذه الخدمات اليوم يشكل اضافة مهمة لخدمات الاتصالات المقدمة في البلاد مشددًا على ضرورة أن يكون العمل مشتركاً بين القطاعين العام والخاص وترك التنافس القائم بينهما من اجل تقديم افضل الخدمات للمواطن.

وأكد على ضرورة أن تكون هنالك شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، "لأن الدولة العراقية قائمة من اجل مصلحة المواطن وتقديم افضل خدمة له ودورها هو اسناد القطاع الخاص وليس منافسته أو محاربته عن طريق تحقيق الربحية له وفق الاطر المعمول بها عالميًا".

واوضح العبادي أن خدمات الهاتف النقال التي انطلقت في العراق منذ 10 سنوات، وصلت إلى اكثر من 25 مليون مشترك في مختلف انحاء العراق من بين 34 مليون نسمة من ابنائه "وهذا مؤشر على تطور العراق تكنولوجياً ومعلوماتياً ". وقال "ان العراق اتخذ القرار الصحيح بأن تكون ادارة قطاع الاتصالات من قبل القطاع الخاص، وليس القطاع العام من اجل اعطاء حرية ومساحة اكبر لمواكبة التطورات العالمية في مجال التكنولوجيا الحديثة".

توقيع عقد اطلاق الجيل الثالث مع شركات النقال

وقد وقعت هيئة الاعلام والاتصالات العراقية اليوم العقد الخاص بإطلاق خدمة الجيل الثالث 3G مع شركات الهاتف النقال العاملة في العراق.

والجيل الثالث لمعايير وتكنولوجيا الهواتف المحمولة ينبني على مجموعة معايير اتحاد المواصلات العالمية في إطار برنامج المواصلات الجوالة العالمية، وتمكن تقنياته من تقديم باقة خدمات أوسع وأكثر تقدمًا ويتميز بسعة شبكية عالية بفضل فعاليتها الطيفية من ضمن هذه الخدمات مثل الاتصال الهاتفي الصوتي اللاسلكي ممتد التغطية ونقل البيانات اللاسلكي واسع النطاق وكلها في بيئة جوالة.

وقال رئيس الهيئة صفاء الدين ربيع على هامش حفل توقيع ملحق العقد الخاص بحق استخدام ترددات الجيل للهاتف النقال مع شركات الهاتف النقال (زين، اسيا سيل، كورك تل كوم) إن "الهيئة وقعت العقد الخاص بإطلاق حق استخدام ترددات الجيل الثالث 3G مع شركات الهاتف النقال بكلفة 307 ملايين دولار لكل شركة تدفعها على أربعة أقساط".

وأضاف ربيع أن "توقيع هذا العقد سينشط الحركة الاقتصادية والتقنية في البلاد وسينهض وبشكل كبير بعالم التكنولوجيا في العراق" مؤكداً في تصريح نقلته وكالة "المدى بريس" أن "اطلاق الجيل الثالث سيخلق طفرة في تحميل البيانات وخدمات الانترنت للهاتف النقال، منها سرعة الانترنت وسرعة تحميل البيانات وتفعيل العالم الرقمي من خلال استخدام الأجهزة المحمولة، بالإضافة إلى تخفيض كلفة استخدام الانترنت من خلال الهاتف".

وبشأن مطالبة رئيس الوزراء بالإسراع لاطلاق الجيل الرابع، قال ربيع إن "الهيئة تعمل بهذا الاتجاه، لكن هناك دراسة سوق ايضاً ولا يمكن اطلاق الجيلين بوقت واحد لان المنافسة ستكون غير عادلة".. لافتًا& الى أن "الهيئة ستترك هذا الأمر لمدة اشهر ومن ثم نطلق بعدها الجيل الرابع بعد دراسة".

ويعتبر العراق واحدًا من دول قليلة في الشرق الأوسط ما زالت تعتمد على شبكات الجيل الثاني التي لا تتيح إلا المكالمات الصوتية والرسائل النصية القصيرة وخدمات الانترنت الأساسية في حين أن تكلفة انترنت الخطوط الثابتة مرتفعة ولا يمكن الاعتماد عليها.

وكانت هيئة الاعلام والاتصالات أعلنت الخميس الماضي الاتفاق مع شركات الاتصال العاملة في العراق على التعاقد لاطلاق الخدمة مقابل 307 ملايين دولار سددت منها الشركات مقدمًا 73 مليون دولار، فيما
ستسدد الشركات الباقي على أربع دفعات خلال 18 شهراً المقبلة، فيما ستكون هناك فترة تجريبية لمدة شهرين قبل التدشين التجاري لخدمات الجيل الثالث.