يقوم الرئيس الأفغاني أشرف غني بزيارة رسمية إلى باكستان، اليوم الجمعة، هي الأولى له منذ وصوله إلى السلطة، على أمل توطيد العلاقات مع إسلام أباد حول مسألة المفاوضات مع حركة طالبان لإنهاء النزاع المستمر منذ 13 عامًا.


إسلام أباد: هبطت طائرة غني قبيل الساعة 10:00 (7:00 تغ) في اسلام اباد، على ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس. ويتبادل البلدان الاتهامات بالسماح لمتمردي حركة طالبان بشن عمليات انطلاقًا من قواعد في مناطق حدودية مما يهدد الاستقرار الاقليمي.

الا أن رئاسة غني التي بدأت في 29 ايلول/سبتمبر تشكل مناسبة جيدة لتحسين العلاقات بين البلدين في وقت يسحب الحلف الاطلسي قواته القتالية من افغانستان. وكانت باكستان احدى ثلاث دول اعترفت بحكومة طالبان التي حكمت افغانستان من 1996 الى أن طردها تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة من الحكم اواخر 2001.

ولا يزال الجيش الباكستاني الى اليوم يعتبر قريبًا من المتمردين الافغان، وبالتالي يرى الدبلوماسيون المحليون والغربيون أن دوره حاسم لاعادة السلام الى افغانستان بعد نزاع مستمر منذ 13 عاماً.

وقال مسؤولون انه يتوقع أن يحضر غني مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مباراة كريكيت بين منتخبي البلدين في إسلام أباد السبت، مما يشكل مبادرة تهدئة بعد التوتر الحدودي المتقطع بين البلدين. ويتبادل البلدان الاتهامات بالسماح لمتمردي حركة طالبان بشن عمليات انطلاقًا من قواعد في مناطق حدودية، مما يهدد الاستقرار الاقليمي.

الا أن دبلوماسيين يعتبرون أن رئاسة غني، التي بدأت في 29 ايلول/سبتمبر، تشكل مناسبة جيدة لتحسين العلاقات بين البلدين، في الوقت الذي تنسحب فيه قوات حلف شمال الاطلسي، التي تقاتل حركة طالبان، من افغانستان.

لحظة تاريخية
وقال السفير الاميركي في اسلام اباد ريتشارد اولسون هذا الاسبوع إن أمام باكستان وافغانستان فرصة "تاريخية" لطيّ صفحة التوتر الماضي، واعادة علاقات جيدة تعزز السلام في المنطقة. وصرح اولسون في كلمة امام جامعة العلوم والتكنولوجيا في اسلام اباد الاربعاء أن "كلاً من الجانبين مهتم جداً بانتهاز الفرصة التي يشكلها الانتقال السياسي". واضاف "اعتقد أن هناك فعلًا قاعدة لإقامة علاقة جديدة بين افغانستان وباكستان، وكل من الجانبين يدرك اهمية هذه اللحظة التاريخية، ويعمل على الافادة منها".

وشدد اولسون خصوصًا على أن باكستان خطت "خطوة مهمة" في هذا الاتجاه، عبر شن هجوم عسكري ضد المتمردين الطالبان في منطقة وزيرستان الشمالية على الحدود بين البلدين قبل الصيف الماضي. وهذا الهجوم تنشده منذ وقت طويل الولايات المتحدة، الداعم العسكري والمالي الاول للدولتين، لأن المنطقة القبلية تعتبر بمثابة معقل مهم للمتمردين في حركتي طالبان الافغانية والباكستانية وتنظيم القاعدة.

وكانت باكستان احدى ثلاث دول اعترفت بحكومة طالبان، التي قادت افغانستان من 1996، وحتى طردها من الحكم اواخر 2001 من قبل تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة. وكان الرئيس الافغاني السابق حميد كرزاي يتهم باكستان بمواصلة دعم تمرد طالبان لزعزعة استقرار كابول، وهو ما تنفيه اسلام اباد.

حرب بالوساطة
واشار تقرير لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في الاسبوع الماضي الى استمرار التوتر بين البلدين، مشيرًا الى أن باكستان تواصل اللجوء الى "حرب بالواسطة" من اجل زعزعة افغانستان. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية في اسلام اباد إن الزيارة التي تستمر يومين ستبدأ الجمعة. من جهته، اعلن الناطق باسم هيئة الكريكيت الافغانية محمد عزيز غروال أن غني وشريف ينويان حضور مباراة للكريكيت السبت بين منتخبي البلدين.

واكد غني، الذي تولى السلطة في نهاية ايلول/سبتمبر، بعد انتخابات شهدت عمليات تزوير، وتلتها ازمة طويلة جرت تسويتها اخيرًا بتقاسم السلطة مع منافسه عبد الله عبد الله، أن الاولوية في حكمه ستكون لإعادة السلام بعد عقود من النزاع.

من جهتها، اكدت حركة طالبان، التي لا تعترف بالحكومة الافغانية، انها ستواصل القتال حتى رحيل آخر جندي اجنبي عن افغانستان. ووقع اشرف غني غداة تنصيبه رئيسًا جديدًا مع الولايات المتحدة والحلف الاطلسي اتفاقين امنيين يقضيان بابقاء قوات اجنبية في افغانستان في اطار المهمة الجديدة. وبناء على الاتفاق الامني سيبقى 12500 جندي اجنبي منتشرين في افغانستان، بينهم 9800 جندي اميركي، بالمقارنة مع انتشار 150 الف جندي في ذروة المهمة القتالية عام 2011.

وكان كرزاي بدأ محادثات مع طالبان، الا انها عالقة في المرحلة الاولية. وتحارب باكستان المجموعات الاسلامية في مناطقها القبلية منذ العام 2004، وشن الجيش هجومًا على نطاق واسع في حزيران/يونيو على الحدود الشمالية الغربية للقضاء على مقاتلي طالبان فيها.
&