كابول: تبنى الرئيس الافغاني الجديد اشرف غني الجمعة لهجة متصالحة جدا تجاه الحلف الاطلسي من خلال شكر جنود الحلف على تضحياتهم في بلاده، بعد ايام من توقيع الاتفاق الامني الذي يسمح بوجود مقلص لهم في 2015. وتصريحات غني تقطع مع موقف سلفه حميد كرزاي، الذي ساءت كثيرا علاقاته مع الغربيين في السنوات الاخيرة بعد ان انتقد بشدة حصيلة الاطلسي في بلاده، ورفض توقيع الاتفاق الامني الثنائي مع واشنطن.

وادلى غني بهذه التصريحات بمناسبة الزيارة غير المعلنة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اول قائد اجنبي كبير يلتقي الرئيس الافغاني الجديد، بعد تنصيبه الاثنين الماضي. وقال غني "اود ان اشكر هذه الاسر التي فقدت اقارب لها" موجّهًا كلمة شكر ايضا الى الجنود الذين سقطوا في المعارك والاجانب الذين قتلوا وجرحوا منذ التدخل الغربي الذي اطاح نظام طالبان قبل نحو 13 سنة.

واضاف& بعد اجتماع مع كاميرون ان الجنود الاجانب والافغان يقفون "جنبا الى جنب" في المعركة ضد طالبان، مؤكدا ان "وجودكم هنا سمح بان تكون لندن مدينة آمنة وكذلك باقي العالم". تاتي زيارة كاميرون لكابول في اجواء امنية متوترة في العاصمة الافغانية، حيث اوقعت خمس عمليات انتحارية، نفذها متمردو طالبان، الذين يعارضون اي وجود عسكري اجنبي، 17 قتيلا على الاقل منذ الاثنين اليوم، الذي ادى فيه اشرف غني اليمين الدستورية.

وخلف غني خبير الاقتصاد في الـ65 المعروف بقربه من الغربيين حميد كرزاي، وهو الرئيس الثاني لافغانستان منذ التدخل الغربي وسقوط نظام طالبان في نهاية 2001.والثلاثاء غداة تولي غني الحكم وقعت كابول مع الولايات المتحدة والحلف الاطلسي اتفاقات لبقاء 12500 جندي اجنبي في البلاد، بينهم 9800 اميركي، لدعم القوات الافغانية بعد المهمة القتالية للتحالف.

وفي العراق، ادى غياب مثل هذا الاتفاق لاسباب عدة، منها رفض السلطات المحلية منح الحصانة القانونية للجنود الاجانب، الى الانسحاب التام للقوات الاميركية من هذا البلد في 2011 الذي بات يشهد اعمال عنف على ايدي اسلاميين متطرفين. وفي افغانستان بريطانيا هي ثاني دولة مساهمة في التحالف الدولي بعد الولايات المتحدة بنشرها 3900 جندي على الارض.

ولم تتعهد لندن بابقاء جنود في افغانستان في اطار القوة المحدودة المقبلة، لكنها اشرفت على انشاء "الاكاديمية العسكرية للجيش الافغاني"، التي فتحت ابوابها في العام الماضي عند سفوح الجبال المحيطة بالعاصمة الافغانية. وهذه الاكاديمية مستوحاة من مدرسة ساندهرست العسكرية البريطانية المرموقة.& وتبدأ افغانستان عملية انتقالية امنية بعد اول عملية انتقالية ديموقراطية تخللتها ازمة سياسية دامت ثلاثة اشهر حول نتائج الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي انعكست سلبا على البلاد.

وكان كل من اشرف غني وخصمه عبدالله عبدالله يؤكد فوزه بالاقتراع في الدورة الثانية من الانتخابات التي تخللتها عمليات تزوير واسعة.ويحظى غني بدعم كبير في صفوف الباشتون في الجنوب، وعبدالله بتأييد الطاجيك في الشمال، ما اثار مخاوف من تقسيم افغانستان. لكن بضغط الامم المتحدة والولايات المتحدة وافق الخصمان في الاسبوع الماضي على تشكيل حكومة وحدة وطنية، يتولى فيها عبدالله منصب رئيس الوزراء. واعلن غني الفائز في الاقتراع بحصوله على اكثر من 55% من الاصوات بعد اعادة فرز ثمانية ملايين صوت. ولم يعلن الرجلان بعد تشكيلة الحكومة الجديدة التي ستكون اول اختبار في العلاقة بينهما في السلطة في هذا البلد الذي لا يزال يشهد حربا.
&