أكدت بريطانيا دعمها لكل من تونس وليبيا، وقالت إن إغلاق السفارة في طرابلس يعود لأسباب أمنية وسياسية أيضاً، في ظل تواجد حكومتين.


نصر المجالي: شارك وفد بريطاني رفيع المستوى تألف من كل من السفير البريطاني في تونس هاميش كويل، والسفير البريطاني في ليبيا مايكل آرون، إلى جانب مجموعة من الخبراء البريطانيين، في مؤتمر سنوي بارز شهدته مدينة "الحمّامات" التونسية، اختتم أعماله السبت 15 تشرين الثاني (نوفمبر).

وجاءت المشاركة البريطانية، حسب مسؤول دبلوماسي، لتأكيد دعم المملكة المتحدة لدول شمال أفريقيا لجهة تعزيز الحوار في ما بينها ومع المملكة المتحدة، سعيًا لجسر الهوة وتبادل الخبرات بين قادة اليوم والمستقبل لبناء مجتمعات أفضل.

وعقد المؤتمر بإدارة المجلس الثقافي البريطاني وبدعم المملكة المتحدة، كما تلقى دعماً استشارياً من اللجنة التوجيهية المكونة من مجموعة من القادة الناشئين وكبار القادة والخبراء من المملكة المتحدة ودول شمال أفريقيا. وكان الموضوع العام الذي تناوله المؤتمر السنوي لعام 2014 هو " تجسير الهوة: القيادة على جميع مستويات المجتمع".

وفي هذا الإطار، أجرى المجلس الثقافي البريطاني المنظم للمؤتمر، مقابلة مع كل من السفيرين البريطانيين، حول موقف المملكة المتحدة& مما يجري في ليبيا وتونس، وأهمية هذا المؤتمر بالنسبة للدول الخمس المشاركة من شمال أفريقيا ( مصر، تونس، ليبيا، الجزائر، والمغرب) والمملكة المتحدة.

إحتواء الأزمة الليبية

وعلى هامش المؤتمر، قال السفير البريطاني في ليبيا، مايكل آرون، إن إغلاق السفارة البريطانية في ليبيا يعود لأسباب أمنية وسياسية أيضاً، في ظل تواجد حكومتين، "حيث أن المملكة المتحدة لا تدعم حكومة طرابلس، وتفادياً للمواجهة، كان من الأفضل التواجد خارج ليبيا".

وحول الجهود التي تبذلها بريطانيا لإحتواء الأزمة الليبية، قال آرون: "نحن نسعى باستمرار بالتعاون مع الأمم المتحدة والتحاور مع الأطراف المعتدلة، إلى تعزيز الحوار في ما بينها، لأننا نعتبر أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة في ليبيا والعنف ليس حلاً مهما طال."

ونوّه آرون إلى أن مؤتمر (الحمّامات) يشكل منصة مهمة لتبادل الخبرات والاستماع إلى مختلف الآراء والتجارب في الدول الأخرى مثل تونس ومصر، والاستفادة منها لا سيما في خضم التحديات التي تعصف بليبيا.

وخلص إلى القول إن ليبيا تملك مستقبلاً واعداً وزاهراً لما تتمتع به من إمكانات وموارد غنية، عسى أن تدرك الأطراف الليبية في النهاية أهمية& ذلك.

تونس

من جهته، قال السفير البريطاني في تونس، هاميش كويل، حول الدور البريطاني في دعم العملية السياسية في تونس، إنه يتعين تحديد المجالات التي يمكن للمملكة المتحدة من خلالها، تقييم عملية الانتقال السياسية والاقتصادية، للعمل على إحداث فرق إيجابي فيها.

وأضاف أن بريطانيا تعمل من خلال مؤسسة "ويست فونديشن" للديمقراطية، ومؤسسات المجتمع المدني المحلية، المنخرطة في تعزيز الحوار بين الأطراف السياسية المختلفة، إلى جانب التعاون مع جمعيات نسائية وشبابية.

أما على المستوى الاقتصادي، قال هاميش إن بريطانيا تتعاون مع مجموعة من كبرى المؤسسات الفاعلة ومنها المؤسسات المالية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها، إضافة إلى مشاريع خاصة أخرى تندرج في إطار الشراكة العربية ـ البريطانية كبرنامج ’فرصة‘ وبرنامج ’إنجاز‘ لدعم رواد الأعمال الشباب.

قادة اليوم والمستقبل

وقال في الختام، إن "هذا المؤتمر الذي يجمع بين قادة اليوم والمستقبل، يوفر فرصة مميزة للدول المشاركة للاستفادة والتعلّم من خبرات بعضها البعض في مراحلها الانتقالية وعملياتها الديمقراطية كما في تونس، وربما اتخاذها نموذجاً لتطبيقها في مجتمعاتها."&

إلى ذلك، قال نايجل بللينغهام، مدير المجلس الثقافي البريطاني في تونس إن المؤتمر ناقش الطرق التي يمكن من خلالها ضمان أن القيادة قابلة للتحقيق لجميع ذوي المواهب الذين يعملون بجد، بغض النظر عن خلفياتهم، إضافة إلى تعزيز أواصر الحوار والتواصل مع مجتمعاتهم بفعالية ومع بعضهم البعض والعمل على تحقيق أهدافهم المشتركة، في محاولة لفهم الرؤية والقضايا الهامة داخل مجتمعاتهم،& لصياغة وتبادل وتطبيق أفكار مبتكرة من شأنها أن تحدث تحولاً وتغييراً في المجتمعات.