أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر بدأت فعليًا في تهيئة المناخ لتلبية دعوة الملك عبدالله، لكنه يفضل الانتظار قبل البحث في إعادة العلاقات مع قطر.


مروان شلالا من بيروت: في مقابلة أجرتها قناة "فرانس 24" الفرنسية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد أن مصر بدأت فعليًا في تهيئة المناخ والظروف، من أجل تلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي أطلقها الأربعاء، طالبًا فيها من مصر العمل على إنجاح مسيرة التضامن الخليجي والعربي، وبدء صفحة جديدة من العمل العربي المشترك.

دعونا ننتظر!
تناول السيسي تطبيع العلاقات المصرية مع قطر، خصوصًا بعدما أقرّت القمة الخليجية الاستثنائية في الرياض الأحد الماضي إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الدوحة، بالقول: "دعونا ننتظر النتائج"، متمهلًا في اتخاذ أي قرار في هذا الشأن، إلى ما بعد التأكد من التزام الدوحة باتفاق الرياض التكميلي، الذي وقعته الأحد في سياق القمة الاستثنائية.

وكانت العلاقات المصرية القطرية وصلت إلى حد القطيعة مع استمرار الدوحة في استقبال قياديي جماعة الإخوان المسلمين، وفتح المنابر لهم كي يهاجموا السيسي والنظام المصري الجديد، وخصوصًا الشيخ يوسف القرضاوي، إلى جانب استمرار الحملات الاعلامية من قناة الجزيرة على الحكومة المصرية وخارطة الطريق التي وضعها السيسي، مستمرة في تسميتها بـ"الانقلاب على الشرعية".

العفو ممكن
وأعلن السيسي أن مسألة إصدار عفو رئاسي عن صحافيي "الجزيرة" قيد البحث. وسئل السيسي عما إذا كان يمكن أن يصدر عفوًا رئاسيًا عن صحافيي الجزيرة المحبوسين منذ قرابة عام، فأجاب: "هذا الأمر سيتم بحثه، ولو وجدنا أن هذا مناسب للأمن القومي المصري، سنقوم بذلك".

وللتذكير، حُكم في حزيران (يونيو) على المصري الكندي محمد فاضل فهمي وزميله الأسترالي بيتر غريستي والمصري باهر محمد، الذين يعملون لحساب القسم الإنكليزي في قناة الجزيرة، بعقوبات بالسجن تراوحت بين سبعة إلى عشرة أعوام، بعد إدانتهم بدعم جماعة الإخوان المسلمين وبث أخبار مغلوطة.

مصر منخرطة
قال السيسي إن القوات المسلحة المصرية لم تتدخل في ليبيا، وإن بلاده مع توجيه ضربات التحالف في سوريا والعراق، لتشمل ليبيا أيضًا، داعيًا إلى محاربة التطرف في كل مكان، "فمحاربته في العراق وسوريا فقط قد تمهد لانتقاله إلى ليبيا، والناتو لم يكمل مهمته في ليبيا".

وأكد السيسي أن مصر تنخرط في محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي انطلاقًا من بلادها، وأقرّ بعدم تمكن السلطات في سيناء من وقف حركة وأنشطة المتشددين، مشيدًا بتفهم السكان الذين هدمت منازلهم لأجل تحديد منطقة عازلة.

كما شدد السيسي على موقفه الرافض لـ "الإسلام السياسي"، إذ اعتبر أن جماعاته، بما فيها "الإخوان"، لها "جذور واحدة، موضحًا أن التصدي للإرهاب يجب ألا ينبني فقط على مقاربة أمنية، "فالأمر يستدعي إجراءات متداخلة".