كابول: أكدت النائبة الافغانية شكرية بركزاي (41 عاما) التي نجت بمعجزة من تفجير كبير استهدفها الاحد في كابول، من سريرها في المستشفى لوكالة فرانس برس مواصلة معركتها من اجل حقوق النساء في افغانستان وضد الهجمات التي تشهدها البلاد يوميا.
فبعد نحو اسبوع من الهجوم الذي خلف ثلاثة قتلى تحدثت النائبة بصوت خافت لكنه لا يخفي عزيمتها التي لم تزحزح. وقالت "انتظر معافاتي لاواصل (العمل). وهذه المرة ساعمل بجهد اكبر"، مضيفة انها ستبقى بضعة ايام اخرى في المستشفى بسبب حروق في اليد اليسرى.
ومنذ حكم طالبان (1996-2001) حيث كانت تدير مدرسة سرية للبنات لم تعرف شكرية بركزاي السكينة في نضالها من اجل حقوق المرأة في افغانستان. وقالت "ان هذا الهجوم لم يستهدفني فقط بل يستهدف جميع النساء في افغانستان".
وكانت النائبة تتوجه الاحد الماضي الى البرلمان بسيارتها المصفحة عندما وصل انتحاري على متن سيارة مفخخة وفجر نفسه. وبالرغم من تصفيح سيارتها اصيبت بجروح لكنها خرجت من سيارتها بوعيها واستطاعت المشي وهي تمسك بحقيبتي يد وهاتفها الجوال.
فبعد ثلاثة عشر عاما على سقوط نظام طالبان الاصولي تحسنت اوضاع النساء اللواتي لم يعدن حكما حبيسات منازلهن وبات بامكانهن الانعتاق من ارتداء البرقع الذي يغطي اجسادهن من الرأس الى اخمس القدمين.
وتعد بركزاي التي دخلت المعترك السياسي في العام 2003 من ابرز الناشطات المدافعات عن حق المرأة في افغانستان لذلك بات لها اعداء كثر. فقد واجهت اعداء كثيرين من الاسلاميين المحافظين وتلقت تهديدات عديدة بالقتل بما في ذلك من جانب طالبان.
وقالت وهي تنظر الى يدها اليسرى الملفوفة بعناية بالشاش "تلقيت الكثير من التهديدات لكن هذه المرة كان (الاعتداء) ناجحا تقريبا". وتساءلت "هل اشكل تهديدا لهم؟ اني مجرد امرأة تعمل من اجل حق النساء في افغانستان".
وتابعت "انني مندهشة لان طالبان لم تعلن مسؤوليتها (عن الهجوم).. فمن عسى يكون (وراء الاعتداء)". واكدت انها لا تعلم من استهدفها لكنها تتساءل ان كان ذلك له علاقة بدعمها بقاء بعض القوات الاميركية في افغانستان بعد انتهاء العمليات القتالية لحلف شمال الاطلسي بحلول نهاية السنة.
او ربما يكون وراء الهجوم عناصر من باكستان المجاورة والتي غالبا ما تتهم باعمال عنف في افغانستان. وقالت "انني صريحة وشديدة الوضوح" و"سيكون امرا مستغربا بالنسبة لي ان دعمت باكستان نشاطاتي".
وايا يكن المسؤول عن الاعتداء تبدي بركزاي تصميمها على متابعة العمل من اجل حماية حقوق النساء. ولفتت الى ان التفجير قد يكون بسبب انشطتها في البرلمان حيث تؤيد الاتفاق الامني الثنائي مع الولايات المتحدة، الامر الذي لا يلقى استحسان الجميع، وخاصة بعض "دول الجوار" كما قالت مشيرة الى ايران.
&واستطردت ان الجار الكبير الاخر باكستان "يكرهني". واضافت "استغرب ان تكون باكستان مؤيدة لنشاطاتي": مؤكدة ثقتها بالحكومة الافغانية لكشف الحقيقة. وبعد زيارة اخيرة الى السعودية تأمل في ان يصدر رجال دين سعوديون فتوى تحظر الهجمات الانتحارية في افغانستان. واكدت "انني لست مع اي شخص بل انني مع افغانستان".
وفي اثناء الحملة الرئاسية دعمت النائبة الرئيس المقبل اشرف غني. لكن بعد اقل من شهرين من تنصيبه طالبته باحترام وعوده منتقدة اسلوبه بشكل يكاد يكون غير مبطن. وقالت "ان زيارة مستشفى في منتصف الليل (كما فعل الرئيس مؤخرا) امر جيد لكن بالنسبة لي انه مجرد امر رمزي. فعليه اتخاذ تدابير اقوى وجدية. اني اشجع فريقه".
وفي ما يتعلق بالشرطة التي فتشت سيارتها مباشرة قبل الاعتداء الاحد ونسيت سيارة الانتحاري، فانتقدتها كثيرا وطالبت بتغيير المسؤولين. وقالت هناك ضحايا يسقطون كل يوم، ولم نتقدم". وبركزاي قلقة على مستقبل اولادها الخمسة على غرار كل الامهات الافغانيات على مستقبل اولادها الخمسة.
فطفلاها التوأمان عثمان وتوران اللذان سيبلغان سنواتهما الاربع الاثنين، دخلا الى غرفتها في المستشفى الجمعة للمرة الاولى بعد الاعتداء. وجلسا على سريرها وقبلتهما. وقالت "ان الله حماني (...) شاء الله ان اقوم بمزيد من العمل". واكدت انها لن تغير نهجها "نريد ان يذهب اطفالنا الى المدرسة، نريد حياة طبيعية للجميع".
التعليقات