بوغوتا: اعلن في كولومبيا السبت ان عملية الافراج عن جنرال واربعة اشخاص آخرين محتجزين لدى القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) الشرط الذي وضعته السلطات لاستئناف عملية السلام، ارجئت الى الاسبوع المقبل. واعترف الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بان عملية الافراج عن الاسرى تشهد بعض التأخير، وذلك بعد يومين على اعلانه ان العملية "جارية".
وكتب سانتوس على حسابه على موقع الرسائل القصيرة تويتر "انا في صدد اعطاء توجيهات للسماح بعملية الافراج في الاسبوع المقبل". لكن رئيس الدولة الذي اوقف مفاوضات جارية مع حركة التمرد على اثر علميات الخطف هذه، قال ان تحديد الامكنة التي سيتم الافراج فيها عن اسرى القوات المسلحة الثورية الكولومبية "تم تسلمها".
وتنتظر الحكومة الافراج عن الجنرال روبن ألزاتي ومساعديه وهما كابورال ومستشارة في الجيش اسروا الاحد في منطقة شوكو على ساحل المحيط الهادئ، اضافة الى جنديين خطفا في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر في منطقة اروكا قرب الحدود مع فنزويلا. وكان جيزوس سانتريتش احد ممثلي حركة التمرد في كوبا التي انتقلت اليها المحادثات مع الحكومة من بوغوتا منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر، حذر من انه "ما دامت هناك عمليات (عسكرية)، فان الامور تتعقد كثيرا".
واكد مصدر عسكري طلب عدم كشف هويته، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس استمرار النشاطات العسكرية. وقال ان "العمليات ستستمر الى ان تقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر لنذهب الى الافراج عنهم. ليحددوا موعدا وعندها نقوم بتعليق العمليات". واضاف ان وقف نشاطات الجيش يستمر "بشكل عام بين 12 و24 ساعة".
من جهتها، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لورا غوميز لفرانس برس ان الهيئة "تنتظر ان تتوافر الشروط الامنية لموظفيها وللاشخاص الذين سيتم الافراج عنهم". وقال ارييل افيلا الخبير في مركز نويفو اركو ايريس المتخصص في النزاع الكولومبي ان "التأخير في عمليات الافراج هذه مفهوم. جرت عمليات عسكرية كثيرة على الارض ومقاتلو فارك يقومون بنقل اسراهم الى الاماكن التي ابلغوا السلطات بها".
واقليم شوكو، الذي تكسوه الغابات والغني بمجاري المياه منطقة يصعب الوصول اليها، وتجري عمليات النقل فيها حسب الاحوال الجوية، بمروحيات او مراكب. وتعهد الرئيس سانتوس باستئناف المفاوضات التي تهدف الى تسوية النزاع فور الافراج عن الاسرى. وتفيد ارقام رسمية ان النزاع المستمر منذ خمسين عاما والاقدم في اميركا اللاتينية، اسفر عن سقوط 220 الف قتيل ونزوح 5,3 ملايين شخص.
وقدمت اكبر حركة تمرد كولومبية انبثقت من انتفاضة للفلاحين في 1964 وتضم ثمانية آلاف مقاتل، الافراج عن هؤلاء الاسرى على انه "مبادرة سلام". وجاء الاعلان عن ارجاء العملية يوم وقوع هجوم، ادى الى مقتل شرطي، ونسب الى المتمردين في جزيرة غورغونا في المحيط الهادئ، مما دفع الرئيس سانتوس الى ادانة "الاعمال الارهابية".
وجرح اربعة شرطيين في الهجوم الذي شنه فجرا مسلحون قدموا بزوارق الى هذه المحمية الطبيعية التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا عن سواحل البلاد. ودمرت منشآت الشرطة بمتفجرات يدوية الصنع وفقد ثلاثة شرطيين لكن عثر عليهم خلال النهار. ونجا سائحان سويسريان كانا في الجزيرة. وقال مكتب الدفاع عن الشعب الهيئة التي تتابع قضايا حقوق الانسان "انهما سالمان لكن حياتهما تعرّضت للخطر" خلال الهجوم.
التعليقات