كابول: قتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين افغان وبريطاني الخميس في اعتداء انتحاري تبنته حركة طالبان، واستهدف سيارة دبلوماسية بريطانية في كابول، حيث تضاعفت الهجمات مع اقتراب انسحاب القسم الاكبر من قوات الحلف الاطلسي.
واصيب اكثر من ثلاثين من المارة، من بينهم خمسة اطفال بجروح في الانفجار، كما اعلن مسؤولون محليون. واعلنت السلطات الافغانية ان الهجوم تم بسيارة مفخخة انفجرت قرب السيارة الدبلوماسية، في حين كانت الشرطة اعلنت قبل ذلك عن انتحاري يركب دراجة نارية. وسرعان ما تبنت حركة طالبان التي تقاتل الحكومة الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي العملية الجديدة.
واعلن الناطق باسم وزارة الصحة كنيشكا تركستاني ان "تقارير مستشفيات كابول تشير الى سقوط خمسة قتلى و34 جريحا في الهجوم"، موضحا ان الوزارة لا تحصي في سجلاتها الضحايا الاجانب. بعد ذلك بقليل اعلن ناطق باسم الشرطة الافغانية حشمت ستانكزي في بيان ان "بريطانيا قتل في الهجوم". ولم تعلق السفارة البريطانية في كابول، التي اعلنت قبل ذلك ان عددا من موظفيها جرحوا في الاعتداء، على هذا الخبر.
وارتفعت سحب دخان كثيف من مكان الاعتداء، الذي سمع دويه في كل المدينة، فوق شرق المدينة الذي تكثر فيه المباني الاجنبية. ولاحظ مراسل فرانس برس ان سيارة السفارة رباعية الدفع انقلبت بفعل الانفجار على جنبها، وتفجر سقفها وتناثرت قطع منها. ومباشرة بعد الانفجار شاهد مراسل فرانس برس اجنبيا يترنح، ويسال الشرطة عن مكان نقل زملائه الجرحى.
وقال شرطي محلي ان احد الافغان الذين كانوا في السيارة اصيب بجروح خطيرة في الذراع، ان عددا اخر من الجرحى نقلوا وهم ينزفون الى المستشفى. وصرحت متحدثة باسم السفارة البريطانية لفرانس برس "اننا على اتصال بالسلطات الافغانية لتوضيح ظروف الحادث". ولم يكن سفير بريطانيا في افغانستان رتشارد ستاغ في السيارة، لانه كان يشارك في لقاء تلفزيوني.
وكثرت الهجمات خلال الايام الاخيرة، لا سيما في العاصمة كابول، قبل اسابيع معدودة من الانسحاب، المقرر في نهاية كانون الاول/ديسمبر للقسم الاكبر من قوات الحلف الاطلسي، والتي تدعم حكومة كابول الضعيفة في وجه طالبان منذ 2001.
وقتل جنديان اميركيان الاثنين في اعتداء استهدف سيارتهما في كابول غداة اعتداء انتحاري استهدف مباراة كرة الطائرة، واسفر عن سقوط 57 قتيلا في ولاية بكتيكا (جنوب شرق) الذي اسفر عن سقوط اكبر عدد من القتلى في افغانستان منذ كانون الاول/ديسمبر 2011. وسحبت بريطانيا الاثنين آخر جندي من جنوب افغانستان، احدى اكثر المناطق اضطرابا، بعد 13 عاما من النزاع الذي اسفر عن مقتل 453 من جنودها.
وينسحب القسم الاكبر من القوات المقاتلة للحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة في اواخر كانون الاول/ديسمبر، على ان تبقى قوة اجنبية قوامها حوالى 12500 عنصر، منهم 9800 اميركي في البلاد في اطار عملية "الدعم الحازم" للمساعدة والتدريب. لكن الجيش الاميركي سيترك في افغانستان في 2015 قوة اكبر عددا مما كان متوقعا، وستتمكن قواته من مساعدة القوات الافغانية اذا واجهت هذه الاخيرة صعوبات، كما اعلن مسؤولون من البنتاغون هذا الاسبوع.
وتعارض طالبان قطعا بقاء الجنود الاجانب على الاراضي الافغانية بعد 2014، وترفض فتح مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابول، ما ينذر بتصعيد جديد لاعمال العنف بعدما شهدت الاشهر الاخيرة هجمات دامية.
والنتيجة ارتفاع في عدد الضحايا في صفوف القوات الافغانية. وقتل اكثر من 4600 جندي وشرطي في معارك من كانون الثاني/يناير الى تشرين الثاني/نوفمبر خلال السنة الجارية، اي اكثر من مجمل عدد قتلى هذه القوات خلال 2013، والذي بلغ 4350 وفق ارقام تم الحصول عليها من مسؤولين اميركيين.
التعليقات