بكين: قتل 15 شخصا قتلوا واصيب 14 آخرون بجروح في "هجوم ارهابي" في منطقة شينجيانغ الصينية ذات الغالبية المسلمة التي تشهد اضطرابات باستمرار بسبب التوتر بين اتنية الهان التي تشكل غالبية في الصين والاويغور المسلمين الناطقين بالتركية.

وقالت قناة التلفزيون الحكومية ان "مجموعة من الارهابيين" هاجمت الجمعة مدنيين في منطقة شاشي مما ادى الى سقوط اربعة قتلى و14 جريحا. واوضحت ان 11 "ارهابيا" قتلوا بالرصاص خلال اعمال العنف هذه.

واكدت وكالة انباء الصين الجديدة هذه الحصيلة نقلا عن بيان للسلطات المحلية.

وفي الساعة 13,30 (5,30 ت غ)، القى المهاجمون عبوات ناسفة واندفعوا حاملين السلاح الابيض على الجموع الموجودة في احد الشوارع التجارية.

وقتل احد عشر منهم برصاص عناصر الشرطة الذين كانوا يقومون بدورية في هذا الحي.

وضبطت في هذا الشارع متفجرات وسكاكين وهراوات. ونقل المصابون الى مستشفيات، كما اوضحت الوكالة.

ويشهد اقليم شينجيانغ باستمرار اضطرابات بسبب التوتر بين قومية الهان التي تشكل غالبية في الصين والاويغور المسلمين الناطقين بالتركية. وتتهم السلطات باستمرار الناشطين الاويغور "بالارهاب".

وكانت منطقة شاشي التي يسميها الاويغور يركند وتبعد 200 كلم جنوب شرق مدينة قشقار مسرحا لمواجهات عنيفة جدا في تموز/يوليو، قبيل عيد الفطر.

وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان قوات الشرطة "قتلت آنذاك عشرات" المهاجمين "الذين كانوا يعتدون على المدنيين والآليات".

وتؤكد اعمال العنف الجديدة هذه تدهور الوضع في شينجيانغ حيث شنت بكين في الاشهر الاخيرة حملة قمع واسعة ترجمت بتنفيذ عشرات الاحكام المعلنة رسميا بالاعدام واعتقال المئات والاحكام الجماعية خلال محاكمات متسرعة وعرض "الارهابيين" على الملأ.

من جهة اخرى، تأتي هذه الاحداث بعد خمسة ايام على مثول عدد من طلبة المفكر الاويغوري المسجون الهام توهتي امام محكمة صينية بسرية تامة، والمتهمين مثل استاذهم بالميول "الانفصالية".

فقد كشف محام الاربعاء ان سبعة من طلاب المثقف الاويغوري المسجون الهام توهتي مثلوا امام محكمة صينية وسط تكتم شديد بتهمة تبني "نزعة انفصالية" مثل استاذهم.

وقال لي فانغبينغ احد المحامين المدافعين عن هؤلاء الطلاب الجامعيين، ان المحاكمة جرت الثلاثاء في جلسة مغلقة بعد اربعة ايام على تأكيد القضاء الصيني في جلسة استئناف الحكم بالسجن مدى الحياة على توهتي.

ومثل الطلاب السبعة امام المحكمة في اورومتشي عاصمة اقليم شينجيانغ الذي يشكل المسلمون الناطقون بالتركية اكبر اتنية فيه.

وذكرت صحيفة غلوبال تايمز الاربعاء ان ستة من الطلاب من الايغور والسابع ينتمي الى اقلية اتنية اخرى، موضة انه قد يحكم عليهم بالسجن بين خمسة اعوام و15 عاما.

وكان الطلاب يساعدون الهام توهتي في موقع الكتروني باللغتين الصينية والاويغورية يهدف الى تشجيع الاتصالات بين اغلبية الهان الصينية والاويغور، لكن السلطات تتهمه بالتحريض على "الكراهية العرقية" والترويج "لاستقلال شينجيانغ".

وسيعلن الحكم على هؤلاء في موعد لم يحدد. ولم ترد المحكمة الجزائية في اورومتشي على اسئلة وكالة فرانس برس الاربعاء.

وكان القضاء الصيني ثبت في 21 تشرين الثاني/نوفمبر حكما بالسجن المؤبد على توهتي بتهمة تبني "نزعة انفصالية" في اطار محاكمة جرت في ايلول/سبتمبر وانتقدها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

وهذا الحكم البالغ القساوة، اعتبره الخبراء مؤشرا بالغ السوء لتهدئة محتملة في منطقة شينجيانغ الشاسعة حيث اسفرت اعمال العنف وقمع قوى الامن عن مئات القتلى الصيف الماضي.

وتوهتي ندد باستمرار بالقمع الذي يستهدف الاويغور المسلمين الناطقين بالتركية لكن من دون الذهاب الى حد المطالبة باستقلال هذه المنطقة.

ويرفض قسم من الاويغور في شينجيانغ شمال غرب الصين وصاية بكين.

ويقولون انهم ضحايا التمييز ومستبعدون من منافع التنمية في المنطقة التي يتدفق اليها افراد من قومية الهان من بقية انحاء البلاد.

ويعتبر الخبراء ومجموعات الدفاع عن حقوق الانسان ان سياسة القمع التي تطبقها بكين ضد ثقافة الاويغور ودينهم تؤجج التوتر في شينجيانغ.