لندن: وافقت الحكومة العراقية في جلستها اليوم على اتفاقات عقدتها مع حكومة اقليم كردستان بعد نجاح&مفاوضات ماراثونية أجراها وفد كردي برئاسة رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان بارزاني في التوصل اليها، لكن بارزاني توقع أنه لن يتم حل جميع الملفات العالقة قبل ستة اشهر، فيما قررت حكومة العبادي تخفيض مرتبات اعضائها إلى النصف في اجراء لتقليص النفقات من اجل سد عجز الموازنة العامة للعام المقبل.

بغداد تصادق وتخفض مرتبات وزراء حكومتها
وعلى الفور قررت الحكومة العراقية في جلستها الأسبوعية اليوم الموافقة على الإتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، وقالت في بيان إن الإتفاق "ينص على ان النفط العراقي هو ملك لكل العراقيين، وأن يقوم اقليم كردستان بتسليم ما لا يقل عن 250 الف برميل نفط يوميًا إلى الحكومة الاتحادية لغرض التصدير وكذلك الإتفاق ايضًا على تصدير 300 الف برميل يوميًا من قبل الحكومة الاتحادية من حقول محافظة كركوك عبر خط انبوب النفط في اقليم كردستان.
واضاف انه تم الإتفاق ايضًا على تخصيص نسبة من تخصيصات القوات البرية الاتحادية للجيش العراقي إلى قوات البيشمركة حسب النسبة السكانية باعتبارها جزءًا من المنظومة الامنية العراقية.
أما نيجرفان بارزاني فقد كشف عن أن الحكومة المركزية وافقت على دفع مبلغ ترليون و200 مليار دينار (500 مليون دولار) إلى قوات البيشمركة، معرباً عن امله بحل جميع المشاكل بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم.

وقد قررت الحكومة تخفيض مرتبات رئيسها ونوابه الثلاثة والوزراء بنسبة 50 بالمائة، وذلك في إجراء يدشن حملة لتقليص النفقات الحكومية من اجل سد العجز المتوقع في موازنة العام المقبل 2015 والبالغ 45 مليار دولار.
ويقضي الإتفاق على ارسال بغداد لحصة الاقليم من الموازنة العامة للبلاد، والبالغة 17 بالمائة منها ، مقابل قيام أربيل بتسليمها 250 الف برميل يوميًا من حقول نفط الاقليم و300 الف برميل من حقول محافظة كركوك إلى الحكومة الاتحادية لتصديرها لحسابها الخاص. وسيتم تنفيذ هذه الإتفاقات بدءًا من مطلع العام المقبل، فيما سيعقد الوفدان المفوضان جلسة عمل ختامية في وقت لاحق اليوم الثلاثاء سيصدر عنها بيان مشترك يتضمن تفاصيل الإتفاق.
وقالت مصادر كردية إن هذه الإتفاقات توصل اليها رئيسا الحكومتين المركزية في بغداد حيدر العبادي والكردستانية في اربيل نجرفان بارزاني، عقب مباحثات شهدتها بغداد على مدى ثلاثة ايام وشهدت اربعة اجتماعات مكثفة. وينص الإتفاق على ان يتم تصدير هذه الكميات من النفط عن طريق شركة تسويق النفط الوطنية العراقية "سومو"، وذلك عبر ميناء جيهان التركي لتصدير النفط وهو ما كان يرفضه الأكراد سابقًا في تصدير نفطهم عبر الشركة.&

بارزاني : حل جميع الملفات العالقة خلال 6 أشهر
&ومن جهته، قال بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نائبه قباد الطالباني في بغداد عقب انتهاء المحادثات بين بغداد واربيل إن "الحكومة المركزية قررت دفع مبلغ ترليون و200 مليار دينار إلى قوات البيشمركة"، مبيناً ان "هذا المبلغ سيتم تخصيصه من موازنة منظومة الدفاع العراقية".
واضاف بارزاني أن "الإتفاق بين بغداد واربيل يعد مكسباً للطرفين"، لكنه استدرك بالقول إن الإتفاق ليس نهائياً مشيرًا إلى وجود مشاكل اخرى بين الطرفين ستحل خلال فترة ستة اشهر أو اكثر، معربًا عن امله بحل جميع المشاكل بين بغداد واربيل،& وقال إن الحكومة العراقية لديها رغبة جادة في التوصل إلى حلول مع الاقليم .

بيان مشترك
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده&&وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية القيادي الكردي روز نوري شاويس في ختام الاجتماعات، وتابعته "ايلاف"، فقد تلا الوزير بيانًا مشتركاً اكد ان المباحثات اتسمت بالجدية والصراحة والشراكة في الوطن الواحد، واسفرت عن الإتفاق بين الحكومتين حول المسائل العالقة المتعلقة بالموازنة العامة وتصدير النفط الذي تم الإتفاق على انه لكل العراقيين.
واضاف انه تم تخصيص نسبة من موازنة القوات العراقية إلى حرس الإقليم من قوات البيشمركة بنسبة عدد السكان (17 بالمائة) .. واوضح أن الجانبين اتفقا ايضًا على تشكيل لجان مشتركة ستتابع المفاوضات من اجل حل جميع المشاكل المتبقية على اساس الدستور والشراكة العادلة.
وكان الوفد الكردي برئاسة نيجيرفان بارزاني قد وصل إلى بغداد الاحد الماضي، حيث دخل في مباحثات مع القادة العراقيين في الحكومة الاتحادية في محاولة لحلحلة عدد من القضايا العالقة بين الجانبين.

وتتوقع مصادر كردية أن يتم انهاء جميع المشاكل العالقة بين بغداد واربيل خلال ستة أشهر من الآن، وخاصة تشريع قانون النفط والغاز واقراره نظراً لما يحتاجه من مباحثات معمقة بين جميع الكتل السياسية، حيث أن هذا القانون كان من ضمن القوانين المتفق على اقرارها في وثيقة الإتفاق السياسي المرفقة في المنهاج الحكومي، والتي وقعت من قبل قادة الكتل السياسية وافضت إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي.&

وكان عضو برلمان إقليم كردستان دلشاد شعبان اكد الخميس الماضي أن برلمان الإقليم أوصى رسمياً وفد كردستان المفاوض مع بغداد بالمطالبة بحصة الإقليم الحقيقية البالغة 17% من الموازنة العامة، مؤكداً أن البرلمان خوّل حكومة الإقليم ببيع نفطه في حال عدم توصل الطرفين إلى حل نهائي.
يشار إلى أن حكومة إقليم كردستان اعلنت في 13 من الشهر الحالي عن اتفاقها مع بغداد على ضرورة الوصول إلى حل شامل وعادل للمشاكل بين الجانبين، مؤكدة أن الحكومة الإتحادية ستدفع للإقليم مبلغ 500 مليون دولار، فيما ستحول حكومة الإقليم 150 ألف برميل من نفطها الخام يوميًا تحت تصرف الحكومة الإتحادية، وهو ما تم فعلاً خلال الايام القليلة الماضية، الامر الذي مهد لزيارة نجيرفان بارزاني الحالية لبغداد .
&
&
&