ثار جدل في الأسبوعين الأخيرين حول ما إذا كانت إيران، التي ليست عضوًا في التحالف الدولي، قد نسقت هجماتها الجوية على مواقع تنظيم (داعش) في العراق مع هذا التحالف أم لا.

نصر المجالي: أثار قرار إيران شن هجمات جوية على مواقع تنظيم داعش الكثير من الجدل. فهل كان قرارها منفردًا أم تم بالتنسيق مع التحالف؟ وظلت التقارير تتواتر بين نفي وتأكيد من إيران (الرسمية) لمثل تلك التقارير، بينما أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الطيران الحربي الإيراني شنّ غارات على مواقع لـ"داعش" في شرق العراق.

وبالمقابل، فإن إيران رفضت تأكيد أو نفي شن غارات جوية ضد "داعش" في العراق، وكانت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أكدت في تصريح صحافي: "لم يحصل تغيير في سياسة إيران لتقديم دعم واستشارات للمسؤولين العراقيين في المعركة ضد داعش".

وأضافت: "لا أؤكد هذه المعلومات حول تعاون عسكري (مع العراق). نحن نقدم دعماً عسكرياً واستشارات في إطار القوانين الدولية"، وذلك رداً على سؤال حول معلومات أشارت إلى قيام مقاتلات إيرانية بقصف مواقع لتنظيم "داعش" شرق العراق.

سؤال الاستفتاء

ومثل هذه التقارير، وما إذا كان قرار إيران بشن هجمات جوية على مواقع (داعش) منفرداً أو أنه تم بالتنسيق مع التحالف، موضوع سؤال (استفتاء إيلاف) للأسبوع الفائت 8 ـ 15 كانون الأول (ديسمبر) 2014 ).

وقالت ما نسبته 73 % من المشاركين في الاستفتاء (1400 قارئ) أن الضربات تمت بتنسيق مع التحالف الدولي، بينما قالت نسبة 27 % (523 قارئاً) انها تمت بقرار منفرد من طهران.

ويشار الى ان ايران التي نأت بنفسها عن المشاركة في الجهد الدولي لمحاربة تنظيم (الدولة الإسلامية) في العراق وسوريا، دأبت على مهاجمة التحالف الدولي وبعض الدول الأعضاء في هذا التحالف.

استبعاد أميركي

وعلى هذا الصعيد، فإن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي، استبعدت أي تنسيق في العمليات العسكرية مع الإيرانيين، وكرر المتحدثون باسم الخارجية والدفاع هذا الموقف لدى سؤالهم عن تدخل إيران في العراق.

وقالت ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: "كما قلنا من قبل نحن لا ننسق نشاطاتنا العسكرية مع إيران".

ومن جانبه، قال الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن هذا الأمر تقرر بشأنه الحكومة العراقية. وأضاف: "نحن نحلق فوق العراق وننسق مع الحكومة العراقية في الغارات ويعود للحكومة العراقية فتح مجالها الجوي".

وبحسب كيربي: "لم يتغيّر شيء بشأن سياستنا بعدم تنسيق النشاط العسكري مع إيران". لكن دخول طائرات حربية إيرانية إلى أجواء العمليات الحربية للأميركيين يدفع إلى استنتاج واحد هو موافقة الأميركيين والعراقيين على التصرفات الإيرانية.

ويشار إلى أن التدخل الإيراني في العراق لم يعد سرّاً بعد ظهور الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في فيديو وهو يحتفل مع مقاتلين عراقيين بتحرير بلدة آمرلي من تنظيم "داعش"، وذلك في أول تأكيد على التدخل العسكري الإيراني في العراق.