قصفت مقاتلات إيرانية مواقع لتنظيم (داعش) في العراق، لم تقصف؟، ومع تأكيدات أميركية في الأسبوع الماضي وكذلك مسؤول إيراني كبير عن تنفيذ ضربات جوية إيرانية، نفت الخارجية الإيرانية تلك التقارير.&

&
نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، الأحد، عن ما أسمته "مصدر عليم" في وزارة الخارجية الايرانية نفيه للتقارير التي تحدثت عن قيام الطيران الحربي الايراني بتنفيذ غارات على اهداف لتنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق.
&
وفند المصدر الذي لم تذكر الوكالة اسمه التصريحات التي كانت نسبت الى نائب وزير الخارجية لشؤون أسيا ومنطقة المحيط الهاديء ابراهيم رحيم بور التي قال فيها لدى سؤاله عن الغارات الجوية المذكورة "إن ايران مستعدة لمساعدة العراق عسكريا وفي اي مجال تطلبه الحكومة العراقية".
&
طلب عراقي&
وكانت صحيفة (الغارديان) البريطانية اكد نائب وزير الخارجية الايراني فيه ان الطيران الحربي الايراني هاجم مواقع لداعش في العراق بناء على طلب الحكومة العراقية.
وسلطت الأضواء على مشاركة إيران للمرة الأولى في لقطات صورتها قناة (الجزيرة) القطرية، بدت فيها طائرة من طراز "فانتوم اف-4" وهي تقصف مواقع لـ"داعش" في ديالى، وأشار خبراء في الدفاع إلى أن إيران وتركيا هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان يحلقان بهذا النوع من الطائرات وإن تركيا متحفظة في الهجوم على التنظيم المتشدد.
&
ونقلت الغارديان في تقريرها عن رحيم بور قوله إن الغارات الايرانية لم تنفذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي تشن منذ شهور غارات جوية على مواقع لداعش في العراق.
واعتبرت تصريحات رحيم بور اول تأكيد ايراني رسمي للغارات التي وقعت في محافظة ديالى العراقية المحاذية للحدود الايرانية اواخر تشرين الثاني (نوفمبر)الماضي.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الايراني قوله في لندن إن الغرض من الغارات هو "الدفاع عن مصالح اصدقائنا في العراق"، مشددا على ان ايران "لم تنسق مع الولايات المتحدة بل مع الحكومة العراقية فقط".
ومضى للقول "بشكل عام، كل العمليات العسكرية التي نقوم بها تأتي بطلب من الحكومة العراقية."
&
وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، قال الاربعاء الماضي إنه لا يعلم بأي غارات جوية ايرانية على اهداف لداعش في بلاده، فيما قال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري السبت في مؤتمر امني يعقد في البحرين إن الغارات "لا يمكن تأكيدها 100 بالمئة."

اعلان البنتاغون&
ويشار الى ان وزارة الدفاع الاميركية كانت اعلنت في الأسبوع الماضي ان مقاتلات ايرانية شنت ضربات على "الدولة الاسلامية" في شرق العراق خلال الايام الاخيرة، ما يؤكد عزم طهران على محاربة التنظيم المتطرف في وقت يبدو ان واشنطن تتقبل ضمنا هذا الدعم غير المتوقع.
&
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) جون كيربي الثلاثاء الماضي لوكالة فرانس برس: "لدينا مؤشرات الى انهم (الايرانيون) شنوا غارات جوية بواسطة طائرات فانتوم اف-4 خلال الايام الاخيرة".
وأشار الى الى انه لم يتم تنسيق هذه الضربات مع الولايات المتحدة، لكنها تظهر المشاركة المتزايدة لطهران في التصدي لعدو مشترك يشكل تهديدا جديا لمصالح البلدين.
&
وكان كيربي صرح في مؤتمر صحافي بانه يعود الى الحكومة العراقية ان تنسق الضربات الجوية التي تشنها دول مختلفة تشارك في التحالف الدولي ضد الدولة الاسلامية، وليس الولايات المتحدة.
&
وقال "نقوم بمهمات جوية فوق العراق. نجريها بعد التشاور مع الحكومة العراقية. يعود الى الحكومة العراقية ان تدير هذا الفضاء الجوي". واضاف "لم يتغير شيء في ما يتعلق بسياستنا القائمة على عدم تنسيق انشطتنا مع الايرانيين"، مؤكدا الموقف المبدئي للدبلوماسية الاميركية.
&
وكانت الولايات المتحدة شددت اكثر من مرة على ان البلدين لا يتعاونان عسكريا، إلا انهما بحثا مرارا التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، وخصوصا على هامش المفاوضات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل.

رصد تحركات ايرانية&
ورغم عدم التشاور معها، فان الولايات المتحدة رصدت بالتأكيد تحركات المقاتلات الايرانية، وهي طائرات قديمة استخدمها الاميركيون في حرب فيتنام قبل اكثر من اربعين عاما.
ويملك مركز القيادة الجوية الاميركية في قطر عتادا متطورا لرصد هذا النوع من الطائرات، وهو يشرف ايضا على مهمات المقاتلات والقاذفات والطائرات من دون طيار التي تحلق في شكل مستمر فوق العراق وسوريا، بالتعاون مع الدول الاخرى التي تشارك في التحالف ضد الدولة الاسلامية.
&
ويقول خبراء إنه إضافة لضرباته الجوية التي سجلت اخيرا، فإن الجيش الايراني ينشط كذلك على الارض عبر مساعدة الميليشيات (الشيعية) ووحدات الجيش العراقي، حتى ان بعض القوات العراقية تستخدم بنادق وعددا من قاذفات الصواريخ الايرانية.
كذلك، وضعت ايران في تصرف العراق مقاتلات من طراز سوخوي "سو 25"، وسرت معلومات ان طيارين ايرانيين يقودون تلك الطائرات.
&