سعيًا نحو مواجهة التطرف والإرهاب اللذين تمارسهما الجماعات الإسلامية المسلحة، افتتح& الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فعاليات مؤتمر بعنوان "الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف".
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: صنّف الأزهر في مؤتمره تنظيمات "داعش" والإخوان وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وأنصار الشريعة جماعات إرهابية تشوه صورة الإسلام. وأعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب تقديره لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في لم شمل الأمة، وتوحيد صفوفها.
بمشاركة 700 عالم إسلامي ومسيحي من 120 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، عقد الأزهر الشريف مؤتمره الأول لمواجهة التطرف والإرهاب من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في أنحاء الدول العربية، وبعض الدول الإسلامية، والتي تسيء إلى الدين الإسلامي والمسلمين، بارتكاب مجازر وحشية ضد الإنسانية باسم الإسلام، وتطوع بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية& لتحقيق أغراضهم الإرهابية، وتقرر أن يصدر المؤتمر عدة توصيات ولعل من أهمها تصنيف تنظيم داعش وجماعة الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية التي تسيء إلى الإسلام، كما يطالب المؤتمر جميع الأديان السماوية بنشر سماحة الإسلام ونبذ الإرهاب دون تميز.
مواجهة التطرف
مؤتمر الأزهر الأول لمواجهة التطرف والإرهاب& يلقى&حضوراً ومشاركة قوية من جانب عدد كبير من علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم، ورؤساء الكنائس الشرقية، وممثلين عن بعض الطوائف الأخرى التي عانت من إجرام الجماعات الإرهابية، وحرص عدد كبير من رموز الدين المسيحي على المشاركة وعلى رأسهم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ومن علماء العالم الإسلامي في مقدمتهم& الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية، والدكتور محمد يوسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية، والشيخ قيس آل مبارك ،عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والدكتور قريشي شهابي، عضو مجلس حكماء المسلمين، والشيخ إبراهيم صالح الحسيني، مفتي نيجيريا، والشيخ نعيم ترنافا، مفتي جمهورية كوسوفا.
ودعا الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر التحالف الدولي ضد داعش إلى القضاء على جميع الجماعات المتطرفة، وقال في مستهل المؤتمر: "على التحالف الدولي أن يستنفر كل طاقاته المادية والمعنوية للقضاء على الإرهاب بكل توجهاته ومذاهبه ومدارسه والتصدي للدول التي تدعمه وتقف وراءه وتمده بالمال والسلاح، وإن التحالف إذ يفعل ذلك فإنه يدافع عن شعوبه أولا قبل أن يدافع عن شعوب الشرق".
وأعلن عن تقديره لجهود خادم الحرمين الشريفين في لم شمل الأمة، وقال: "العرب قادرون على صنع الاتحاد، والأزهر الشريف يقدّر جهود خادم الحرمين الشريفين في سعيه الدؤوب في جمع الشمل العربي لمواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه الأمة".
تحمل الأزهر المسؤولية
ووفقاً& لوكيل شيخ الأزهر، عباس& شومان، فإن السبب الرئيسي لعقد مؤتمر مشيخة الأزهر لمواجهة الإرهاب، هو إحساس الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ& الأزهر الشريف بمسؤوليته تجاه ما يمر به العالم العربي والإسلامي من أزمات نتجت عنها ظواهر محزنة كالتكفير والإرهاب والإلحاد. وأضاف لـ"إيلاف" أن الأزهر الشريف هو معقل أهل السنة في العالم أجمع، والوحيد الذي يحمل الفكر الوسطي للدين الإسلامي، مشيراً إلى أنه كان من الطبيعي عقد المؤتمر في القاهرة تحت قبة الأزهر وبقيادة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبمشاركة وفود رسمية ممثلين عن 120 دولة.
براءة الإسلام من العنف
وأشار إلى أن المؤتمر سيبعث رسالة للعالم أجمع أن الإسلام براء من العنف والإرهاب وفاعليه، وعلماء الإسلام يكشفون الوجه الحقيقي للإرهاب وصانعيه من الجماعات الإرهابية مثل داعش وجماعة الإخوان المسلمين وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وأنصار الشريعة وغيرهم من المسميات الإرهابية، على حد قوله.
ولفت إلى أن الأزهر سوف يؤكد& للعالم أجمع ولا سيما الدول التي تصنع الإرهاب أنها لن تسلم من هذا الخطر، وسيطالها الإرهاب الذي صنعته، كما أن الأزهر ممثل الفكر الإسلامي الوسطي بريء من كل من يمارس العنف باسم الإسلام أو تطويع الآيات القرآنية وبعض الأحاديث لخدمة أغراضهم الدنياوية الإرهابية سعيًا نحو المال فقط .
تصحيح مفاهيم مغلوطة
ونفى محمد شحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن تكون هناك أية توجهات سياسية للمؤتمر، مشيرًا إلى أنه& يهدف إلى تصحيح مفاهيم مغلوطة& يروجها الإرهابيون باسم الدين كمفاهيم الدولة الإسلامية والخلافة والجهاد. وأضاف لـ"إيلاف" أن العلماء& المشاركين في المؤتمر يؤكدون على الدور السلبي للإرهاب على المجتمعات، والدور الشعبي والسياسي والديني لمواجهته.
وأضاف لـ"إيلاف" أن المؤتمر سوف يسعى إلى تصحيح تفسير الآيات القرآنية التي تستغلها الجماعات الإرهابية في تنفيذ مخططها الإرهابي، ونفس الأمر بالنسبة لبعض الأحاديث التي نعتبر بعضها مدسوساً وأخرى يتم تفسيرها بطريقة خاطئة، مشيراً إلى أن توصيات المؤتمر سوف تكون خير رد على الجماعات الإرهابية، وستحقق دوراً كبيراً في توعية الشباب المنخدعين بهذه الجماعات الإرهابية.
المواجهة بالفكر&
&الإسلام الوسطي إحدى أهم ركائز تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة، وقال محمد أبو هاشم، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إن فكر الجماعات الإرهابية لا يفرق بين مسلم وغير مسلم، فالأعراض كلها مستباحة والدماء أيضًا. وأضاف لـ"إيلاف" أن منهج الأزهر الوحيد القادر على مواجهة هذا الفكر، مصداقًا لقوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً".
ولفت إلى أن تدخل الأزهر في المواجهة الجادة لتلك الجماعات أمر هام جدًا في هذا الوقت بالذات؛ نظرًا لسعي الجماعات المتطرفة بالغلو في فكرهم المتطرف، ليكون منهجاً لهم ليخرجوا به على العالم أجمع ويحدثوا الخوف والرعب والإرهاب ويلصقوا أفكارهم الضالة على أنها من تعاليم الإسلام.
ونبّه إلى أن علماء الأئمة المسلمين والمسيحيين مطالبون في هذه المرحلة الحرجة بمناقشة تهديدات الجماعات المسلحة للدول العربية والإسلامية، والرد العملي على الصورة السيئة التي تتناولها وسائل الإعلام& الغربية عن الإسلام والمسلمين .
&
التعليقات