جمال الخرسان من هلسنكي: بابا نويل شخصية اسطورية اثير حول جذورها جدل كبير، قيل مرة: بانها تعود الى شخصية القديس نيكولاس او كما يعرف باسم "نيقولا ميرا" نسبةً لبلدة ميرا "Myra" القديمة في الاناضول وكانت حينها جزءا من اليونان في القرن الرابع الميلادي.

وقيل مرة اخرى انه من جذور هولندية. اما السويديون فلهم راي اخر، اذ هم على قناعة بان الاسطورة وابطالها ولدت في صقيع اسكندنافيا حيث موطن حيوان الرنة بقرب الشفق القطبي ومنطقة لابلاند الموزعة على بلدان اسكندنافيا.
&
الفنلنديون من جانبهم وان اتفقوا مع قناعة جارتهم السويد بأن اسكندنافيا هي الموطن الاصلي لينيكولاوس او بابا نويل الا انهم يختلفون مع الاخرين بان فنلندا هي الموطن الام لهذا الرجل النبيل، وان بابا نويل شخصية فنلندية كانت تعيش في أطراف مدينة Korvatunturi في شمال شرق فنلندا بمحاذاة الحدود الفنلندية الروسية او كما يعرفها البعض باسمها المترجم جبل الاذن.

يعيش الى جنب الاقزام وحيوانات الرنة هناك في شمال فنلندا في منطقة لابلاند الساحرة.

هناك في سفح الجبل وفي كوخ انيق ينتظر بابا نويل زائريه من جميع انحاء العالم ويستقبل مئات الالاف من الرسائل البريدية.

المبنى من الداخل يشبه بيتا مفعما بأجواء من السحر والحنان، حيث تعلق على الجدار الخشبي أجراس، وعلى السقف مصابيح ملونة تضفي على ليل لابلاند الذي يحل مبكرا في فصل الشتاء، شيئا من السحر والجمال.

انها لابلاند حيث النقاء والسطوع ولون ابيض متوهج يكسر قيود ليل طويل لا يمنح النهار الا بضع دقائق.

وبعيدا عن الخلاف في جذور هذه الاسطورة فانها بلاشك اصبحت اسطورة عابرة للقارات ولصيقة جدا بثقافات مختلف البلدان، حتى انها لم تعد تقتصر على دولة معينة او ديانة بذاتها، ورغم ان العالم يعيش في الفية ثالثة بعد الميلاد وهي حقبة اكثر ما يميزها هو الابتعاد عن لغة الاساطير والخرافات، الا ان اسطورة بابا نويل عصية على النسيان اذ يتمسك بها الجميع ولايفرّط بها أحد باي حال من الاحوال، وذلك لانها سوقت بطريقة جيدة فهي جميلة في الشكل والمظهر ونبيلة في الغاية والاهداف.
&
الاساطير عالم خرافي لكنه في نفس الوقت يشكل جزءا مهما في ثقافات الشعوب والامم، كما ان شعوب العالم ومن حيث لاتدري اتفقت بشكل عفوي على تفسير العديد من المظاهر الطبيعية او الظواهر الاجتماعية في سياق اسطوري يلعب فيه الخيال والخرافة الدور الابرز.
&
نجاح اسطورة بابا نويل او كما يحلو للبعض ان يسميه سانتا كروز يدعونا للتساؤل عن الاسباب التي جعلت من هذه الاسطورة تلصق نفسها في ثقافات الشعوب بهذ الشكل الفاضح، فيما لايتجاوز ما لدينا من اساطير نبيلة& رفوف المكتبات؟

فهل لان اساطيرنا لاتسمن ولاتغني من جوع ؟ ام ان المشكلة تكمن في التسويق الفاشل والرتيب جدا للاسطورة ؟ او ربما تكون هناك اسباب اخرى علمها عند ربي؟

وفي كل الحالات فهي دعوة متجددة مع بداية كل عام الى المراجعة واعادة تعليب مانملك من اساطير.

ختاما: مرحى لبابا نويل ومرحى لحيوان الرنة الجميل واصدقائه الاقزام الذين يسهرون من اجل رسم ابتسامة على محيّا وجوه بريئة.. وكل عام وانتم بخير!