&عانت السعودية كثيراً خلال عام 2014 كما هو الشأن في العامين السابقين من مرض "كورونا"، الذي انتشر في المملكة متسبباً بوفاة العديد من المواطنين، ورغم المحاولات المستمرة للقضاء على الفيروس إلا أنه لا يزال يشكل خطراً وتحدياً كبيراً أمام السلطات في عام 2015.

الرياض: تدخل السعودية &العام 2015، وهي مثقلة بجراح فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المسبب لمرض (كورونا) ، والذي هاجمها مطلع يونيو 2012، وحصد حتى الآن أرواح 350 شخصاً من أصل 818 شخصًا التقطوا الفيروس منذ ظهوره، حيث سجلت السعودية غالبية الإصابات بالفيروس الذي ظهر في نحو 20 بلدًا ولا يزال يشكل لغزًا صعبًا حتى الآن.

وتوافق مجموعة من الأطباء على غموض مستقبل فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بالسعودية، حيث أكدوا&&أنه من الصعوبة التكهن بمستقبل تلك الفيروسات ، لاسيما أن أرقام الإصابات تشير الى أن المرض يتراوح ما بين الركود ثم تتبعه مرحلة الانحسار، ليشهد مرة أخرى ارتفاعاً قياسياً، وان الحل المتاح حاليًا يتمثل في القضاء على مصدر العدوى أو الحاضنات.

ولا يوجد حتى الآن أي لقاح لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والذي يصيب الجهاز التنفسي ويتسبب في مجموعة من الإعتلالات الصحية &تبدأ من العطاس وانسداد الجيوب الأنفية، ثم ارتفاع في درجة الحرارة &والحمى، لتصل إلى مرحلة الإصابة الحادة في الجهاز التنفسي السفلي والفشل الكلوي، مع احتمال عالٍ للوفاة خصوصاً لدى المسنين أو من لديهم أمراض مزمنة.

فيروس متحور

الدكتور حسين أمير منسعاي، أخصائي أمراض القلب، أوضح أن غموض مستقبل الفيروس التاجي "كورونا" يتمثل في التكوين البيولوجي للفيروس، والذي يشير إلى أن لديه القدرة والقابلية على التحور، وبالتالي من الصعب التنبؤ بمستقبل هذا المرض من حيث الركود أو الانحسار، مشيرًا في حديثه لـ "ايلاف" إلى أن أعراض الفيروس &تتشابه مع حالات مرضية مثل الحمى والسعال وصعوبة في التنفس، وهذا يوضح أن الفيروس مع تزايد فترة حضانته يتحور ويندمج مع الأنواع الأخرى داخل العائلة ليصبح أكثر فتكًا.

وأكد منسعاي، أن السعودية ستكون أكثر استعدادًا للتعامل مع كورنا في العام 2015 ، باعتبار أن &وزارة الصحة &السعودية شرعت في التنسيق والتعاون مع المنظمات والهيئات الصحية الدولية ، حيث شهدت الأشهر الماضية اجتماعات مكثفة بين المسؤولين في الوزارة والخبراء الدوليين تركزت حول تطوير آليات مكافحة فيروس كورونا، &فضلاً عن زيادة وعي الناس بالمخاطر التي يمكن أن تحدثها هذه الفيروسات، إذا ما تم عدم الحذر منها وعدم التعامل معها بالجدية الكافية، بخاصة على أصحاب الأمراض المزمنة.

وكانت وزارة الصحة السعودية قد رفعت مطلع ديسمبر الجاري درجة التأهب، لمواجهة موجة صاعدة جديدة ومحتملة لنشاط فيروس"كورونا" حيث قامت بإطلاق حملة للممارسين الصحيين لجعل المرافق الصحية مكاناً آمناً للجميع من فيروس "كورونا"، كما تم تصميم منظومة من الإرشادات التوعوية والتثقيفية التي ستكفل تحقيق السلامة لجميع الموظفين والمرضى والزائرين في المنشآت الصحية على حد سواء، والحد من انتشار الفيروس.

حلول مستقبلية

من جهته، قال الدكتور محمود الحربي، استشاري الإمراض المعدية، انه واعتماداً على الإصابات المسجلة في السعودية منذ العام 2012 ، فإن المرض يتراوح ما بين &مرحلة الركود والانحسار والارتفاع ، وهو ما يجعل مستقبل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في غاية الغموض ، مشيراً في حديثه لـ "ايلاف" إلى أنه لا توجد &إحصائية دقيقة تبين دواعي الارتفاع و مسببات الانخفاض، وحتى معرفة ملابسات هذا المرض فإن الحل الوحيد يتمثل في رفع الوعي بين الجمهور حول طرق العدوى وسبل الوقاية منها.

وحول التوقعات المستقبلية لانحسار "كرونا" في السعودية ، أوضح الحربي أن الأمر قد ينحصر في احتمالين، الأول يتمثل في اكتشاف لقاح ضد الفيروس وإن تم ذلك فسيكون أفضل وسيلة ، إلا أن ذلك تحكمه عدة عوامل وقد يستغرق وقتًا طويلاً، أما الاحتمال الثاني فيتمثل في القضاء على مصدر العدوى وهذا يحتاج إلى بحث علمي دقيق تشرف عليه كفاءات علمية مؤهلة مدعومة بتقنيات حديثة، لأنه إذا تم التمكن من معرفة مصدر العدوى، سنكون بذلك قطعنا رأس الأفعى وأوقفنا نفث سموم كرونا.

تجدر الإشارة إلى أنه في يونيو ٢٠١٢ توفي بالسعودية &أول مريض بفيروس كورونا، فيما أظهرت دراسة حديثة&&أن &نسبة الوفيات بين المصابين بالفيروس تصل إلى حوالي ٥٠٪ خصوصاً عند كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، كما اعتبرت الدراسة أن السعودية تعتبر الأكثر إصابة بالفيروس بين الدول &التي ثبت وجود حالات إصابة، حيث بلغت نسبة المصابين 40% ، كما أشارت &الى أن ٨٠٪ من حالات الإصابة السعودية أصابت الذكور، إذ كان الفيروس أقل تأثيراً على النساء بسبب ارتدائهن &للنقاب الذي ساهم في تقليل انتقال الفيروسات إلى الفم والأنف، بحسب وصف الدراسة.
&