بغداد: قتل 26 شخصا اليوم الاربعاء في تفجير انتحاري استهدف تجمعا لمقاتلين سنة مناهضين لتنظيم "الدولة الاسلامية" في جنوب شرق بغداد، في حين اغتال مسلحون ضابطا بارزا في كركوك، بحسب ما افاد مسؤولون عراقيون.
فقد قتل 26 شخصا واصيب 56 آخرون على الاقل، عندما فجر انتحاري نفسه في تجمع لمقاتلين سنة من مجموعات تعرف باسم "الصحوات" ينتظرون الحصول على رواتبهم على مقربة من قاعدة عسكرية للجيش العراقي في منطقة المدائن في جنوب شرق العاصمة العراقية.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن الهجمات الانتحارية اسلوب تعتمده الجماعات المتطرفة، لا سيما تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق. وشن التنظيم هجوما كاسحا في العراق في حزيران/يونيو في العراق، ما ادى الى سيطرته على مناطق عدة ذات غالبية سنية في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار.
واستخدم مصطلح "الصحوات" للاشارة الى المجموعات التي انشئت خلال الوجود الاميركي في العراق (2003-2011)، وقاتلت بدعم من واشنطن ضد المجموعات المتطرفة، وابرزها تنظيم "دولة العراق الاسلامية" المرتبط بالقاعدة، والذي تعود جذور تنظيم "الدولة الاسلامية" اليه.
وشكلت الصحوات عاملا اساسيا في تراجع اعمال العنف والحد من تأثير تنظيم القاعدة في العراق. وكانت رواتب مقاتلي الصحوات مرتبطة بالقوات الاميركية، الا انه مع انتقال ذلك الى مسؤولية السلطات العراقية، شابت العملية مشكلات عدة منها التأخير او انعدام الاموال.
وبعد سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على مساحات واسعة في العراق، تسعى الحكومة الى استمالة العشائر السنية للقتال الى جانبها ضد الجهاديين. كما اكدت واشنطن التي تقود تحالفا دوليا ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف، اهمية دور العشائر السنية في القتال ضده.
في كركوك (240 كلم شمال بغداد)، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية بيضاء اللون، اطلقوا النار صوب سيارة تقل العقيد ضرغام خيرالله، قائد قوة مكافحة الارهاب في محافظة كركوك، ما ادى الى اصابته بوابل من الرصاص ومقتله على الفور".
واشار الضابط الى ان خيرالله كان يستقل سيارة مموهة على انها سيارة اجرة، الا انها في الواقع سيارة مدنية تابعة لجهاز مكافحة الارهاب، احد ابرز الوحدات الخاصة التابعة للقوات المسلحة العراقية. واكد الطبيب في مستشفى آزادي العام نوزاد عمر ان جثة خيرالله كانت مصابة "بطلقات عدة في الرأس والصدر".
ويسير تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ حزيران/يونيو على مناطق جنوب وغرب مدينة كركوك الغنية بالنفط، الا ان المدينة نفسها تسيطر عليها قوات البشمركة الكردية التي دختلها بعد انسحاب القوات العراقية منذ الهجوم الكاسح الذي شنه التنظيم المتطرف.
التعليقات