بحث السناتور الأميركي جون ماكين في بغداد اليوم مع رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بصحبة ممثلين عن عشائر المحافظات السنية الساخنة في نينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين وحزام بغداد تسليح هذه العشائر من أجل تحرير مناطقها من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".


أسامة مهدي: جرى خلال اجتماع السناتور ماكين رئيس الغالبية في الكونغرس الاميركي مع الجبوري وممثلي العشائر السنية طرح العديد من القضايا وما تعانيه هذه المحافظات التي ترزح تحت تأثير الإرهاب والعمليات العسكرية، وعلى رأسها تسليح العشائر من أجل تحرير مناطقهم. وتناولت المباحثات ايضا الاوضاع العسكرية والانسانية في هذه المحافظات والاستعدادات العسكرية والتدريبية لطرده منها.

وأكد الجبوري ضرورة دعم العشائر وضمهم في نطاق الأجهزة الأمنية وإشراكهم في عملية تحرير مناطقهم من سيطرة داعش مع توفير كل ما يحتاجونه لتحرير مناطقهم مشيرا الى أن دعم أبناء تلك العشائر في مواجهة جميع اشكال الإرهاب في المحافظات ركيزة اساسية من ركائز استقرار مناطقهم.

من جانبه اكد السيناتور ماكين أن الولايات المتحدة الأميركية حريصة على سماع هذه الكلمات من القادة العشائريين وعازمة على مساعدة العشائر في مواجهتهم& ضد الإرهاب. وحضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس النواب إضافة إلى شيوخ ووجهاء عدد من المحافظات، كما قال بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان العراقي، تسلمت "إيلاف" نسخة منه.&

وقال مصدر عراقي ان ممثلي العشائر اطلعوا ماكين على آخر تطورات الاوضاع في محافظاتهم والطلب من الادارة الاميركية بدعم عشائر هذه المحافظات والضغط على الحكومة العراقية من اجل تحقيق مطالبها والابتعاد عن سياسة الاقصاء والتهميش التي تتعرض لها والعمل على ادارة التوازن في عمل الدولة".&&

ويوم امس اقر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي مشترك في انقرة مع نظيره التركي احمد داود اوغلو بوجود انتقادات له في داخل العراق، وخاصة من قبل العشائر السنية لضعف التسليح والدعم.. وقال "هناك انتقادات من عشائر المناطق التي تعاني الارهاب، ومن ضمنها مناطق شيعية على قلة الدعم التسليحي والامني".
واضاف موضحا "نحن نستوعب، ونمد ايدينا لابناء العشائر المقاتلين، لكن لا يمكن ان نستوعب جميع من يريد ان يقاتل داعش، لقلة الامكانات، لكن نحن نساند بعض المقاتلين من ابناء العشائر، ونعطيهم رواتب ونمدهم بالسلاح". وشدد على ان تحرير المناطق التي سيطر عليها داعش لا يمكن ان يكون الا بوجود مقاتلين من هذه المناطق.

وسبق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي ان دعا الحكومة العراقية في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) الماضي إلى تسليح "العشائر السنية" في محافظة الأنبار، وعدّ ذلك "شرطاً مسبقاً" لإرسال المزيد من المستشارين العسكريين إلى العراق. وقال ديمبسي خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى البنتاغون "ان على الحكومة العراقية تسليح أبناء العشائر السنية في الأنبار كإجراء مسبق من أجل جلب مستشارين من الخارج إلى المحافظة ".. مؤكدا ضرورة إرسال المزيد من المستشارين الأميركيين الى العراق.

وأضاف ان ما قام به تنظيم "داعش" من إعدام عدد من أبناء العشائر "يدعونا إلى توسيع نطاق عملية تقديم المساعدة لمحافظة الأنبار من خلال التدريب والمستشارين، ولكن الشرط المسبق هو لجوء الحكومة العراقية إلى تسليح العشائر، ولدينا مؤشرات إيجابية حول هذه المسألة، ولكننا لم نشرع بها حتى الآن".

وكانت القوى السنية العراقية قد سعت خلال اجتماع لها في اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي في الثامن عشر من الشهر الحالي الى إسقاط ذريعة الحكومة في بغداد والمجتمع الدولي، اللذين يتحدثان عن صعوبة إيجاد طرف واحد، يمثل هذا المكوّن للحوار معه حول خطط تحرير المدن المحتلة من "داعش" ودعم القوات المحلية في المحافظات السنية التي تحارب التنظيم منذ أشهر.

وقد اعتبر محافظ نينوى وراعي المؤتمر أثيل النجيفي مع وزير المالية السابق رافع العيساوي ان المؤتمر بعث برسالة واضحة للجماهير العربية السنية بأنه على الرغم من كل التحديات الاخرى، فإنها متشوقة لقتال "داعش". واشار النجيفي الى انه "من المؤكد اننا لن نستطيع جمع كل السنة في موقف واحد، ولا بد ان يعارض هذا المؤتمر عدد من السياسيين او المواطنين، ولكننا استطعنا ان نخرج بمؤتمر ناجح، بعث برسائل إيجابية قادرة على التعايش والتقبل من كل الجهات".

وكانت خلافات سنية سنية قد برزت قبل وأثناء انعقاد المؤتمر، الذي قاطعه ممثلو محافظتي كركوك وصلاح الدين، واعتذر عن الحضور وزراء ومعظم نواب "تحالف القوى العراقية" السني.

وقد خرج المؤتمر بنقاط عدة ابرزها وحدة أبناء العشائر وتشجيع أبنائهم على التطوع في الجيش والحرس الوطني ودعوة الحكومة الى الالتزام ببرنامجها الحكومي وإنهاء جميع مظاهر التسلح ولجم الميليشيات.

كما أكد ضرورة التزام الحكومة بإنشاء صندوق إعمار المحافظات المتضررة وإدراجه في ميزانية عام 2015 ودعوة المجتمع الدولي الى المشاركة في إعمار المحافظات عبر إنشاء صندوق دولي للاعمار. كما اوصى بقيام كل محافظة بعقد مؤتمرها الخاص بها بهدف الانفتاح على جميع التوجهات السياسية وبحث خصوصية كل محافظة للوصول الى الأهداف المتفق عليها.
&