هاجم زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، الحكومة ورئيسها المالكي ووصفه بالدكتاتور، وقال إن ثلة ظالمة تحكم العراق حاليًا وتسلطت على مقاديره باسم الشيعة والتشيّع وتزج بأي معارض سواء كان شيعياً أو سنياً أو كردياً في السجون، ودعا العراقيين إلى مشاركة واسعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في 30 نيسان المقبل.


لندن: قال زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، في كلمة متلفزة إلى الشعب العراقي، تابعتها quot;إيلافquot; اليوم الثلاثاء، إن quot;العراق الجريح المظلوم الآن تخيم عليه غيمة سوداء أطبقت على أرضه وسمائه وحروب منتشرة وعمليات يقتل فيها البعض البعض الآخر باسم القانون مرة، وباسم الدين مرة أخرى، فتبًا لقانون يؤدي لإسالة الدماء وتبًا لدين تضرب باسمه التفجيرات في وقت يتربع فيه سياسيون وعلى رأسهم دكتاتور، في إشارة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي يتسابق على جمع الاموال ويقصف المدن ويحارب الطوائف ويشتري الضمائر ليكون الجميع مصوتاً على بقائه في الحكمquot;.

وأضاف أن العراق أصبح في مهب الريح فلا صناعة ولا زراعة ولا خدمات ولا أمن ولا سلام وانتخابات يروج لها من يريدون التسلط على مقدرات الشعب.. وحكومة تتسلط على المواطنين وتذلهم وبرلمان لا يدفع الضر عن الآخرين، ولا يجمع على إقرار القوانين التي تنفع الناس لكنه يستطيع الإجماع على منح مكاسب وامتيازات لنفسه، واذا كان هناك قانون فيه مصلحة عامة فإنه يرفضه لكنه لا يرفض الامتيازات لاعضائه.

العراق تحكمه ذئاب متعطشة

وشدد على أن العراق تحكمه الآن ذئاب متعطشة تاركة الشعب للخوف والعذاب وتعصف به الاغتيالات حول خلافات بسيطة والحكومة تتفرج. وأشار إلى أنّ العراق اصبحت تحكمه ثلة قادمة من وراء الحدود في إشارة إلى السياسيين المنفيين في زمن النظام السابق،كان الشعب ينتظر أن تحرره من الدكتاتورية واذا بها تتسلط على الشعب وتتمسك بالحكم باسم الشيعة والتشيّع، حكومة خائفة متخفية وراء القصور في حصون المنطقة الخضراء والطائرات الخاصة المعدة للسفر اعمتها الاموال الحرام فلم يبقَ هناك شيء اسمه العراق.

وأضاف الصدر الذي كان أعلن السبت الماضي اعتزاله العمل السياسي وحل كتلته أن في العراق الآن حكومة تقتل المعارضين وتكمم أفواههم وتهجرهم وتزج بهم في السجون.. حكومة استأثرت لنفسها بكل شيء واصبحت لاتستمع إلى اصوات الشرفاء او للمرجعيات مدعومة من الشرق والغرب بشكل يستغرب منه العقل.

وأكد أنّ آل الصدر الذين يمثلهم لا يريدون أن يأخذوا من هذه الحكومة كراسيها وانما يريدون لها النصح ليكون العراق بأيادٍ أمينة لكنّ مسؤوليها لا يسمعون إلا أصوات أسيادهم ومن يعارضهم سنياً أو شيعياً أو كردياً يتهمونه بالارهاب ويدفعون به إلى القضاء والمحاكم والاعلام المشوه لينتقموا منه.

ودعا الصدر من أسماهم بالمخلصين من أصحاب الأصوات السياسية الشريفة إلى الاستمرار بعملهم باطر مستقلة بعيدة عنه، يجمعهم الاخلاص والايمان بالوطن والمصلحة العامة حتى لا يترك العراق لأهل الباطل، في إشارة إلى قياديين من تياره يتولون مناصب رسمية.

الصدر يدعو العراقيين للمشاركة بكثافة في الانتخابات

وشدد الصدر على أنه سيبقى للعراق كله، موضحًا أن ما صدر منه من قرارات خلال اليومين الماضيين، في إشارة إلى اعلان اعتزاله السياسة واعادة هيكلة تياره دينيًا واجتماعيًا بعيدًا عن السياسة، فإنه مصرّ عليها لانها مستوحاة من نهج وفكرة وقادة مراجع ال الصدر وشهدائهم. وأشار إلى أنّ المجتمع العراقي بات بعيدًا عن ذكر الله داعيًا العراقيين إلى أنّ يكونوا مطيعين لله عسى ان يكون ذلك بابًا للحق بحسب قوله.

ودعا العراقيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات البرلمانية العامة التي ستشهدها البلاد في 30 نيسان (ابريل) المقبل حتى لاتبقى الحكومة بأيدٍ غير امينة مشيراً إلى أنّه سيشارك بالتصويت فيها باقياً مع الجميع وعلى مسافة واحدة منهم، وقال إن من يمتنع عن التصويت سيخون العراق وشعبه. وشدد في الختام على أن السياسة في العراق اصبحت بابًا للظلم وتغافلت عن هموم الشعب وتطلعاته.

وكان وزراء ونواب الصدر في الحكومة والبرلمان قد وضعوا الليلة الماضية استقالاتهم تحت تصرفه عقب اجتماع طارئ لقادة كتلة الاحرار الصدرية من النواب والوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة
في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) قرروا فيه وضع استقالاتهم تحت تصرف الصدر.

وقالت الامانة العامة لكتلة الاحرار quot;إن الامانة العامة لكتلة الاحرار quot;قررت، بعد قرار السيد القائد مقتدى الصَّـدر في رفع الدعم والرعاية الأبوية عن الخط السياسي المتمثل في كتلة الأحرار، وضع استقالات اعضائها تحت تصرف السيد القائد واستعدادهم الأكيد لتصحيح المسار ومعالجة جميع الأخطاء التي نجمت عن العمل السياسيquot;.

ولتيار الصدر 40 عضواً في مجلس النواب يمثلون ثلث اعضائه البالغ 325 نائباً، إضافة إلى ستة وزراء في الحكومة الحالية. وحتى الآن فقد قدم نصف هؤلاء النواب استقالاتهم من البرلمان واعتزالهم السياسة استجابة لقرار الصدر السبت الماضي باعتزال العمل السياسي.

وأضافت الامانة في بيان صحافي حصلت quot;ايلافquot; على نصه أنه quot;قد تم التأكيد خلال الاجتماع بأن الخط السياسي المتمثل بكتلة الأحرار يسعى دائماً لنيل رضا ومباركة ورعاية السيد مقتدى الصـدر وإنه ماضٍ في اتخاذ جميع الاجراءات والخطوات التي من شأنها تعزيز ثقة الجماهير وتلبية مطالبهم وتطلعاتهمquot;.

وكان الصدر أعلن السبت الماضي عن اعتزاله جميع الأمور السياسية وإغلاق جميع مكاتب تياره في انحاء العراق، مؤكدًا أن لا كتلة برلمانية تمثله بعد الآن أو أي منصب داخل الحكومة وخارجها، مشدداً على أن من يتكلم خلاف ذلك فسيعرض نفسه للمساءلة quot;الشرعية والقانونيةquot; في حين أبقى على 19 مؤسسة لتكون تحت إدارته المباشرة.