لندن: فيما يخاطب زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، العراقيين صباح اليوم شارحًا أسباب اعتزاله السياسة وحل كتلته السياسية، فقد وضع وزراؤه في الحكومة ونوابه في البرلمان استقالاتهم تحت تصرفه، واكد رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي دعمه للصدر في مكافحة الفساد الذي قال إنه كان وراء هجره للسياسة.

وعقب اجتماع طارئ لقادة كتلة الاحرار الصدرية من النواب والوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة،في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد)، فقد قرروا وضع استقالاتهم تحت تصرف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وقالت الأمانة العامة للكتلة إن الامانة العامة لكتلة الاحرار quot;قررت، بعد قرار السيد القائد مقتدى الصَّـدر في رفع الدعم والرعاية الأبوية عن الخط السياسي المتمثل في كتلة الأحرار، وضع استقالات اعضائها تحت تصرف السيد القائد، واستعدادهم الأكيد لتصحيح المسار ومعالجة جميع الأخطاء التي نجمت عن العمل السياسيquot;. ولتيار الصدر 40 عضوًا في مجلس النواب يمثلون ثلث اعضائه البالغ 325 نائبًا، اضافة إلى ستة وزراء في الحكومة الحالية. وحتى الآن فقد قدم نصف هؤلاء النواب استقالاتهم من البرلمان واعتزالهم السياسة استجابة لقرار الصدر السبت الماضي.
وأضافت الامانة في بيان صحافي عقب انتهاء اجتماعها في وقت متأخر الليلة الماضية، وحصلت quot;إيلافquot; على نصه، أن quot;المجتمعين اتفقوا على الثبات على نهج الشهيدين الصدرين والتمسك بقيادة السيد القائد مقتدى الصـدر وعدم الحيود عنه، وإنهم لن يخرجوا عن هذا الخط بأي حال من الأحوالquot;. واكدت أن quot;الخط السياسي المتمثل بكتلة الأحرار يسعى دائماً لنيل رضا ومباركة ورعاية السيد مقتدى الصـدر، وإنه ماضٍ في اتخاذ جميع الاجراءات والخطوات التي من شأنها تعزيز ثقة الجماهير وتلبية مطالبهم وتطلعاتهمquot; .
جاء ذلك، في وقت اعلن مصدر مقرب من التيار الصدري أن مقتدى الصدر سيوجه صباح اليوم الثلاثاء كلمة مهمة إلى الشعب العراقي يشرح فيها اسباب اعتزاله العمل السياسي وخططه للمستقبل.
وقال المكتب الخاص للصدر في بيان مقتضب إن quot;سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر (أعزه الله) سيوجه كلمة مهمة إلى الشعب العراقي حول الوضع الراهن الثلاثاء الثامن عشر من ربيع الثاني 1435 الموافق 18/ 2/ 2014 في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، وذلك على قناة الأضواء الفضائية الوطنيةquot;.
وكان الصدر أعلن السبت الماضي عن اعتزاله جميع الأمور السياسية وإغلاق جميع مكاتب تياره في انحاء العراق، مؤكداً أن لا كتلة برلمانية تمثله بعد الآن أو أي منصب داخل الحكومة وخارجها مشدداً على أن من يتكلم خلاف ذلك فسيعرض نفسه للمساءلة quot;الشرعية والقانونيةquot;، في حين أبقى على 19 مؤسسة لتكون تحت إدارته المباشرة.

الجلبي يؤكد دعمه لزعيم التيار الصدري لمكافحة الفساد
أكد رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي دعمه للصدر في مواجهته للفساد الذي يعتقد أنه كان وراء قراره اعتزال السياسة نظرًا لتورط العديد من قادة واعضاء تياره بالفساد.
وقال الجلبي في بيان صحافي تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه اليوم إنه يشارك الصدر ادانته الفساد، مؤكداً أنه يؤمن بأن التغيير يكمن في مواصلة الكفاح والصبر للقضاء على الفساد والانحراف. واشار إلى أنه يرى أن الفساد والانحراف اصبحا يقودان الدولة، وقدضربااطنابهما في المجتمع العراقي، وهما سبب في فقدان الامن والخدمات والتخلف عن بناء مؤسسات الدولة .. مشيرًا إلى أن معالجة ذلك يكمن في العمل الدؤوب والمنهجي لتذليل العقبات والصعوبات التي تواجه المسيرة. وقال إن تشبث كثير من المسؤولين في السلطة على الرغم من معرفتهم بتفشي الفساد هو ما انتفض ضده الصدر داعيًا هؤلاء إلى مواجهة الشعب العراقي بكل صراحة وشفافية ومعالجة الانهيار الذي يكاد يحل وشيكاً على العراق.
وطالب الجلبي ما اسماه بالقوى الخيرة للتكاتف والتعاون لغرض تغيير هذا الواقع المر، والوصول بالعراق إلى مرافئ الامان والتقدم، بحسب قوله.