اعتبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن اعتزال الصدر للسياسة يترك فراغًا سياسيًا وجماهيريًا يتطلب المراجعة والعدول عنه، مؤكدًا أن مساحة آل الصدر سياسيًا ومعنويًا لا يشغلها إلا مقتدى الصدر نفسه وستبقى هذه المساحة تعاني من الفراغ مادام ممثلها الشرعي بعيدًا عنها.. فيما أكد رئيس الكتلة الصدرية أن نواب الكتلة ووزراءَها مستمرون بعملهم لان دعوة الصدر واضحة في الإستمرار بالعمل السياسيولكن بعيداً عن إسم آل الصدر بدليل دعوته للإشتراك في الإنتخابات بقوة في سبيل إختيار الأفضل والأصلح من أجل التغيير.


قال رئيس المجلس الأعلى الإسلاميالعراقي عمار الحكيم في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي نظمه المجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية بحضور جمع غفير من مواطني العاصمة، إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر له مساحة مهمة على الساحة السياسية وتمثيل مؤثر على المستوى الجماهيري والتشريعي والتنفيذي، quot;وهذه المساحة ستعاني من الفراغquot;.. مشيرًا إلى أنّ تيار المجلس الاعلى يرى أن مساحة ال الصدر سياسياً ومعنوياً لا يشغلها الا مقتدى الصدر نفسه، وستبقى هذه المساحة تعاني من الفراغ مادام ممثلها الشرعي بعيداً عنهاquot;.

ويرتبط الحكيم والصدر بعقد انتخابي خاضا به انتخابات مجالس المحافظات التي شهدها العراق في نيسان (ابريل) من العام الماضي وحققا فيها مكاسب كبيرة على حساب ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، وتمكنا من تشكيل معظم الحكومات المحلية بوسط وجنوب العراق.

وأضاف الحكيم أن الصدر قد quot;اتخذ قرارًا صعبًا، وهو يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه تياره وتجاه وطنه وامته، لكن القرارات الصعبة ومهما كانت الخلفيات التي دعت اليها تبقى دائماً قيد المراجعة واعادة التقييم خصوصاً عندما يكون لها تأثير على مساحة مهمة من الواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمع، وما يخلّفه من اثر على حجم مساحتها في رسم مستقبل الدولة والوطنquot;.

وعن الانتخابات البرلمانية المنتظرة في 30 نيسان (أبريل) الماضي، أكد الحكيم أن الانتخابات هي روح الديمقراطية في العراق الجديد quot;وأي عبث بها هو عبث بهذه الروح وما سينتج عن هذا العبث من تداعيات، داعيًا إلى الحفاظ على روح الديمقراطية في العراق وتدعيمها وتقويتها وترسيخها في الذهنية العراقية السياسية والمجتمعيةquot;.

وشدد الحكيم على ضرورة أن تكون الممارسات التي ترافق الحملات الانتخابية منضبطة وأخلاقية لأنها ستعبر عن طبيعة من يمارسها. وحذر من ممارسات التسقيط السياسي والاجتماعي والشخصي باعتبارها اسلوباً منحرفاً ورخيصاً، quot;لان الذين يستخدمون الاساليب المنحرفة ويعتمدون التسقيط والتجريح لا يمتلكون مشروعاً ولا يمثلون رؤية ولا يعبرون عن فكرquot;. ودعا الحكيم الجيش العراقي إلى التمسك بوطنية الجيش، وشدد على ضرورة أن يكون ملكاً للعراق كله وليس لطائفة أو حزب أو جهة أو شخص.

وحذر من ضياع هوية الجيش quot;لأنه بضياعها ستضيع معها هوية الدولة والوطنquot;.. وقال إن الماضي القريب quot;يخبرنا عن قصة اختزال الدكتاتور للجيش بشخصه وكيف كانت لهذا الاختزال نتائج كارثية على الجيش وعلى الدولة وعلى الوطن والمواطنquot;. وأكد أهمية تحصين الجيش وحمايته من التدخلات السياسية وأن تكون هويته الواضحة هي هوية الوطن ككل حتى يبقى بعيدًا عن التسييس والاستغلال الفئويquot;.

وطالب بإعادة رسم السياسة التسليحية والتدريبية للجيش وأن تحرص الدولة على أن يكون مواكبًا للتطور الذي تشهده جيوش المنطقة والعالم quot;خصوصاً وأننا في حرب مفتوحة مع الارهاب وأن تصاغ عقيدة الجيش بشكل واضح وأن تحدد بالدفاع عن الوطن وحماية كل العراقيين والابتعاد عن التدخلات السياسيةquot;.

ودعا إلى العمل للارتقاء بالقوات المسلحة على المستويين التسليحي والتدريبي والارتقاء بفكرها العقائدي الوطني، وأن تكون مؤسسة قوية وقادرة على العمل والحركة تحت سقف الدستور وبغطاء الشرعية وأن تكون مسؤولة عن ادائها وقراراتها وأن تبتعد عن التدخلات السياسية والاستغلال السياسيquot;.

رئيس الكتلة الصدرية يؤكد استمرار وزرائها ونوابها بعملهم

أكد رئيس الكتلة الصدرية الممثلة للتيار الصدري بهاء الاعرجي أن نواب الكتلة ووزراءَها مستمرون بعملهم لأن دعوة الصدر واضحة في الإستمرار بالعمل السياسي ولكن بعيداً عن إسم آل الصدر بدليل دعوته للإشتراك في الإنتخابات بقوة في سبيل إختيار الأفضل والأصلح من أجل التغيير.

وأشار الاعرجي إلى انّتشار إشاعات كثيرة خلال اليومين الماضيين حول التيار الصدري وقادته، quot;رغم أن خطاب السيد مقتدى الصدر كان واضحاً وصريحاً وقد وضع النقاط على الحروفquot;.. وقال في بيان صحافي quot;إذا كان الصدر لا يمارس السياسة بسبب المَفاسد سواء كانت حكومية أم برلمانية، والتي آلت إلى ما آلت إليه من أضرار على الشَعب إلاّ أنه ينبغي الإشارة إلى أن الصدر يمثل مَكتب مَرجعية كبيرة وعَظيمة، وهي مَرجعية الشهيد الصدر (في إشارة إلى والده الذي اغتاله النظام السابق عام 1999)، فهي أكبر من أن تختزل بعملية سياسية وشريحة معينة، بل هي تمثل كل جَوانب الحياة ولكل العراقيينquot;.

وأشار إلى أنّ دعوة الصدر كانت واضحة في الإستمرار بالعمل السياسي ولكن بعيداً عن إسم آل الصدر حتى يبقى هذا الإسم لكل العراقيين وعدم التدخل بالتفاصيل التي أزعجته كثيراً، وجميع العراقيين، والدليل على ذلك دعوته للإشتراك في الإنتخابات بقوة في سبيل إختيار الأفضل والأصلح من أجل التغييرquot;.

وقال: quot;أما من يَتصيد بالماء العَكر سواء أكانت كتلاً أو شخصيات سياسية، والتي تدفعها مَصالحها الحزبية الضيقة وليست الوطنية التي يَبتغيها الصدر دوماً، فسنبين ذلك بكل وضوح خلال الأيام المقبلةquot;. وأضاف القيادي الصدري: quot;نحن كصدريين جميعاً إرتباطنا بهذه المرجعية إرتباطاً عقائدياً قبل أن يكون سياسياً، لذلك سيبقى نهجنا ذاته الذي إختطته لنا بل سوف نضاعف جهودنا من أجل رفعته، فعلينا جَميعاً كصدريين أن نرص الصفوف وألا نسمح لهذه الإرهاصات أن تنال منا كما يريد أعداؤنا ذلك quot;.

وكان الصدر اعلن السبت الماضي اعتزاله العمل السياسي وعدم تدخله في الأمور السياسية كافة، مؤكدًا أنه لم تعد هناك اي كتلة تمثله بعد الآن ولا أي منصب في داخل الحكومة وخارجها ولا في البرلمان.. موضحاً أن قراره هذا جاء من المنطلق الشرعي وحفاظاً على سمعة آل الصدر ومن منطلق إنهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي من المحتمل أن تقع تحت عنوانها.

وأمس تراجع نواب كتلة الاحرار عن قرار استقالاتهم من مجلس النواب وقدموا اعتذارًا للصدر عن الاخطاء التي ارتكبوها خلال عملهم في مجلس النواب منذ عام 2010، وذلك بعد أن كان 20 من بين 40 نائبًا يمثلون التيار في مجلس النواب قد قدموا استقالاتهم عقب اعلان الصدر اعتزاله السياسة، وقالت مصادر في الكتلة إن نوابها الاربعين سيشاركون في جلسة مجلس النواب التي ستعقد الاحد المقبل لدى استئناف المجلس لاجتماعاته، كما يستمر وزراؤها الستة بالمشاركة في اجتماعات مجلس الحكومة.