وجه الداعية المصري (القطري الجنسية) يوسف القرضاوي مجددًا انتقاداً مبطناً لدولة الإمارات وهاجم الجيش المصري ومن سمّاهم بـquot;الأفاكين والكذّابينquot; من الإعلاميين.
ونشر موقع يوسف القرضاوي مقتطفات من خطبته التي ألقاها الجمعة من على منبر مسجد عمر بن الخطاب في العاصمة القطرية الدوحة، وفيها انتقد الداعية الجيش المصري ولمّح في كلامه للإمارات العربية المتحدة في شكل مبطّن.
وأوضح القرضاوي في خطبته التي نقلها التلفزيون القطري الرسمي أن غيابه في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لم يكن بسبب منع طاله مثلما تناقلته أوساط واصفًا الأمر بقوله quot;أصحاب الفتن الذين صنعوا أزمة من سطرين قلتهماquot;.
وأضاف أن quot;كلمتين قالهما في حق الإمارات جعلت أنصار الانقلاب يعملون منها ضجة كبيرة، قائلا quot;إنهم لا يطيقون سبع كلماتquot;.
وتعود الخطبة الأخيرة للقرضاوي إلى 24 كانون الثاني (يناير) الماضي، وحملت وقتها انتقادات لدولة الإمارات العربية المتحدة التي اتهمها الداعية المصري بـquot;الوقوف ضد كل حكم إسلاميquot; على خلفية موقفها من الأوضاع في مصر.
وقال القرضاوي إنه لن يفلح من غدر بمرسي، وquot;ننتظر النقمة أن تزل بهؤلاءquot;، مشيرا إلى تطورات الأوضاع في دول الربيع العربي وخاصة مصر.
وهاجم القرضاوي quot;الحكّام الذين دفعوا مليارات وراء المليارات ليخرجوا مرسي الحاكم الذي اختاره الشعب، وأتوا بالعسكر الذين اكتسبوا آلاف الملايين من قوت الشعب، ولم يكتفوا بذلك بل سلبوا الناس كل حقوقهم من حرية وعدالة وديمقراطيةquot;.
تصريح العطية
وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية، اضطر إلى الخروج بتصريح علني يؤكد فيه أن ما ذكره القرضاوي quot;لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطرquot;، ولكن الإمارات ردت مع ذلك بإعلان استدعاء سفير الدوحة في أبوظبي وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية.
وغاب القرضاوي منذ ذلك الحين عن الخطابة، الأمر الذي فسره البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتلقيه طلبا رسميا بذلك منعا لزيادة التوتر، غير أنّ القرضاوي نفى في خطبته، الجمعة، ذلك قائلا quot;لم أخطب منذ ثلاثة أسابيع، جمعة اعتذرت عنها، وجمعتان أقعدني المرض الذي يقعد الناس في هذه الفترة من الزمنquot;.
وتابع قرضاوي: quot;إني ما دمت حيا، ومادام فيّ عقل يفكر ولسان ينطق، وجسم يتحرك، سأظل أخطب وسأقول كلمة الحق، يرضى بها من يرضى، ويغضب منها من يغضب.. لا يهمني غضب الغاضبين ورضا الراضين، وإنما يهمني رضا الله تعالى.
ولفت رئيس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى quot;أن القتلة وسفاكي الدماء ومن يمولون القتل بالمليارات ينزعجون من كلمات قليلة، فكيف لو خصص لهم خطبة كاملة؟! وشدد على أهمية أن يصدع المؤمن بكلمة الحق وبلغة مناسبة ما أمكنquot;.
لا اعادي احداً
وقال القرضاوي إنه يحب الخير للناس كافة ! ولا يعادي أحدا لشخصه، وليس بينه وبين أحد عداوة، وقال quot;كل الذي يهمني هو الإسلام والمسلمين وتجميع الأمة ولا أريد من الدنيا شيئا إلا أن يهتدي الضالون ويتوب العاصون ويسلم الكافرون ويرجع إلى الله التائهون والضائعونquot;.
وانتقد الداعية رد فعل الأمة الإسلامية تجاه الفظائع التي ترتكب ضد المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وقارن الشيخ القرضاوي بين رد فعل العالم الغربي على مقتل عدد قليل من المتظاهرين في أوكرانيا، في حين لا يبالي أحد بقتل واعتقال الآلاف في رابعة وما حولها، مرجعا ذلك إلى تفكك الأمة، التي يجب أن تكون متحدة كالبنيان.
وحذر قرضاوي من مخططات إسرائيل تجاه المسجد الأقصى المبارك، مشددا على أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تفرط في المسجد الأقصى، وquot;على الأمة أن تتنبه إلى هذه المصيبة.. هذه الكارثة التي تحيط بها، وهي غافلة عن ما يدبر لهاquot;.
وقال موقع القرضاوي ان الخطبة حول موضوع quot;الكبر والاستكبار والمستكبرين في القرآن الكريمquot;، حيث بيّن الداعية أن المعاصي نوعان، معاصي الجوارح ومعاصي القلوب، والأخيرة هي الذنوب الخطرة، لافتا إلى أن معصية آدم أبو البشر عليه السلام معصية جارحة، في حين كانت معصية إبليس معصية قلوب.
التعليقات