يميل المحققون في موضوع اختفاء الطائرة الماليزية إلى الاعتقاد بأنه تم اختطافها كتجربة عملية إرهابية محتملة على غرار تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، حيث تصاعدت احتمالات هبوطها في مناطق تسيطر عليها حركة quot;طالبانquot;.


نصر المجالي: أفادت تقارير إعلامية بأن المحققين الماليزيين في اختفاء الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية يبحثون في إمكانية توجّه الطائرة المختفية إلى منطقة في أراضي أفغانستان أو باكستان، تسيطر عليها حركة quot;طالبانquot;، وأنهم ينتظرون أن تسمح السلطات الباكستانية والأفغانية لهم بإجراء التحقيق.

وقالت السلطات الماليزية في وقت سابق إنه تم تعطيل اتصالات الطائرة المختفية جزئيًا، قبل أن يجري طيار الطائرة اتصاله الأخير من الأرض. وطلبت ماليزيا مساعدة دولية على البحث عن الطائرة، عبر مسارين، يمتدان من شواطئ بحر قزوين إلى أقصى جنوب المحيط الهندي.

وقامت الشرطة الماليزية بتفتيش منزلي طياريْ الطائرة المختفية، بعدما أعلن رئيس وزراء ماليزيا، نجيب عبد الرزاق، أن أحدًا ما وجّه الطائرة عمدًا إلى جزر أندامان.

لم يعثر إلى الآن على أثر لطائرة الركاب الماليزية في الرحلة إم.اتش. 370 منذ اختفائها في الثامن من مارس (آذار)، وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين، وعلى متنها 239 شخصًا.

احتمالات تخريب
تكونت لدى المحققين قناعة بأنه تم تحويل مسار الطائرة، لتبتعد عن مسارها الأصلي بآلاف الأميال، وأن الشخص الذي قام بذلك لديه خبرة كبيرة في الطائرات البوينغ 777-200 إي.ار وبالرحلات التجارية.

زادت الشكوك المتعلقة بالخطف أو التخريب، بعدما تأكد أن آخر رسالة لاسلكية من قمرة الطائرة وكان مفادها أن quot;كل شيء على مايرام تصبحون على خيرquot; سجلت بعدما قام شخص ما بتعطيل أحد أنظمة التتبع الآلي للطائرة.

لكن الشرطة وفريق التحقيق، الذي يضم العديد من الدول، قد لا يتوصل أبدًا وبشكل قاطع إلى ما حدث في الطائرة، إلا إذا عثروا على الطائرة نفسها، وهذا في حد ذاته تحدٍ كبير.

أستراليا تقود البحث
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت يوم الاثنين إن بلاده ستقود عملية بحث في المنطقة الجنوبية النائية من المحيط الهندي عن طائرة الركاب الماليزية المفقودة، مع تنامي الأدلة على أن الحادث وقع من قبيل التخريب العمد أو الخطف.

وتشير بيانات الأقمار الصناعية إلى أن الطائرة قد تكون في أي نقطة من مسارين، واحد يمتد من شمال تايلاند إلى حدود قازاخستان وتركمانستان، والثاني مسار جنوبي، يمتد من أندونيسيا إلى المحيط الهندي، وحتى غرب أستراليا.

وصرح رئيس الوزراء الأسترالي بأنه تحدث مع نظيره الماليزي نجيب عبد الرزاق هاتفيًا، وعرض المزيد من معدات المراقبة إلى جانب طائرتي أوريون قدمتهما بلاده بالفعل.

وقال أبوت للبرلمان الأسترالي quot;طلب أن تتولى أستراليا مسؤولية البحث في المسار الجنوبي، والذي تعتقد السلطات الماليزية الآن أنه أحد المسارات المحتملة لهذه الطائرة المنكوبة، quot;وأنا وافقت على أن نقوم بذلكquot;.

خلفيات الطاقم والركاب
وقال قائد شرطة ماليزيا إن محققين ماليزيين يعكفون على مراجعة خلفيات الطيار وأفراد الطاقم وموظفين على الأرض تعاملوا مع الطائرة المفقودة بحثًا عن تفسير للسبب، الذي دفع شخصًا ما إلى التحليق بها ربما لآلاف الأميال بعيدًا عن مسارها.

وأوضح خالد أبو بكر قائد الشرطة في مؤتمر صحافي يوم الأحد أن فحص خلفيات ركاب الرحلة الجوية ام.اتش 370 لم يسفر عن شيء، لكن لم تستجب كل الدول، التي لديها مواطنون بين ركاب الطائرة لطلبات الحصول على معلومات.

وقال مسؤول رفيع في الشرطة إن السلطات الماليزية تجري تحقيقات بشأن مهندس طيران كان بين الركاب في الطائرة المفقودة في إطار تركيزهم على الطيار وأي شخص آخر بين الركاب لديه معرفة تقنية بالطائرات.

وأضاف المسؤول، وهو على دراية بسير التحقيق، لرويترز، quot;نعم نتحرّى عن محمد خير الله (مهندس الطيران) إلى جانب باقي الركاب وطاقم الطائرة. التركيز على أي شخص يملك مهارة متعلقة بالطيران يكون على متن الطائرةquot;.

احتمالات بمسارين
وكشف رئيس الوزراء الماليزي يوم السبت عن بيانات للأقمار الصناعية، تفيد بأن الطائرة قد تكون في أي مكان من مسارين: مسار شمالي، يمتد من شمال تايلاند إلى حدود قازاخستان وتركمانستان، أو مسار جنوبي يمتد من أندونيسيا إلى جنوب المحيط الهندي.

وقال نجيب في مؤتمر صحافي يوم السبت إن المحققين يعتقدون أن أحدًا عطل نظام الاتصالات في الطائرة وأغلق جهاز الإبلاغ وحلق بالطائرة غربًا بعيدًا عن مسارها المقرر.

وتشير الإشارات الالكترونية، التي ظلت الطائرة تتبادلها مع الأقمار الاصطناعية، إلى أنها ربما استمرت في التحليق قرابة سبع ساعات، بعدما رصدها للمرة الأخيرة رادار تابع للجيش الماليزي قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبلاد. وقال نجيب إنه في ضوء الأدلة المتزايدة على أن مسار الطائرة جرى تحويله عمدًا، سيتم تكثيف فحص خلفيات أفراد الطاقم والركاب.