كييف: يزور وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر السبت كييف غداة الدعم القوي الذي قدمه القادة الاوروبيون للسلطات الاوكرانية الجديدة فيما تواصل القوات الموالية للروس هجومها في اتجاه قواعد عسكرية اوكرانية في القرم.

فقد سيطر بحارة روس على الغواصة الاوكرانية الوحيدة في القرم quot;زابوريجياquot; وفق مشاهد بثتها القناة الاوكرانية الخامسة السبت. وفي الايام الاخيرة، عرفت العديد من القواعد والسفن الاوكرانية المصير نفسه بعدما سلمها الجنود الاوكرانيون للقوات الروسية او تلك الموالية لها من دون قتال.

وذكرت قناة ان تي اس التلفزيونية ان بعض المؤسسات لا تزال quot;تقاومquot;، على غرار معهد الطاقة النووية في سيباستوبول الذي يضم ثلاثة مفاعلات ولا يزال يرتفع عليه العلم الاوكراني. وتسعى اوكرانيا ايضا الى الصمود في الحرب الدعائية التي تخوضها ضد روسيا.

وفي هذا السياق، اكدت وزارة الدفاع الاوكرانية السبت ان الجنود العائدين من القرم سيتم استقبالهم في شكل لائق ولن يتم التعامل معهم كمنشقين بل كمقاتلين قدامى وquot;ابطال فعليينquot;. واكدت الوزارة انها تسعى الى التصدي للمعلومات الكاذبة في هذا الصدد والتي quot;تبثها اجهزة الاستخبارات الروسية في شكل كثيفquot; سعيا الى تعزيز الاقتناع بان الوحدات العائدة من القرم سيتم حلها مع ملاحقة الجنود في شكل فردي بتهمة الخيانة العظمى.

ويبدو ان هذه الحملة باتت تؤتي بعض النتائج، اذ صرح احد البحارة الجمعة لفرانس برس في القرم انه يخشى ملاحقته في حال عودته الى اوكرانيا. وعلى كييف ايضا ان تواجه التحرك الانفصالي الموالي لروسيا في شرق البلاد. وتشهد دونيتسك المدينة الصناعية في المنطقة السبت تظاهرة جديدة.

وسيزور وزير الخارجية الالماني بعد ظهر السبت دونيتسك بعد ان يلتقي القادة الاوكرانيين ظهرا. من جهته سيلتقي وزير الخارجية الكندي ستيفن هاربر رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك. ويجتمع قادة مجموعة السبع وبين اعضائها المانيا وكندا، الاثنين في لاهاي في قمة مخصصة للوضع في اوكرانيا بناء على دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما.

والجمعة قدم القادة الاوروبيون دعمهم القوي لاوكرانيا عبر توقيع الشق السياسي لاتفاق شراكة وفرض عقوبات على مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما قامت الولايات المتحدة بالمثل. ويطيح هذا الاتفاق بامال موسكو ضم اوكرانيا الى منطقة التبادل الحر التي تسعى الى اقامتها مع جمهوريات سوفياتية سابقة.

واعتبرت رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو الجمعة ان الرئيس بوتين بضمه شبه جزيرة القرم الاوكرانية الى روسيا quot;خسر اوكرانيا الى الابد بعدما اعلن الحرب عليناquot;. ودعت تيموشنكو مواطنيها الى الاستعداد للقتال اذا ما حاولت القوات الروسية احتلال المزيد من الاراضي الاوكرانية. وقالت quot;علينا ان نكون مستعدين اذا ما اجتاز بوتين الخط الاحمرquot;، مؤكدة ان حوالى 100 الف جندي روسي محتشدون حاليا على الحدود مع اوكرانيا.

من جانبها اعلنت الدول ال57 الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا ارسال بعثة مراقبين الى اوكرانيا بعد ان وافقت روسيا على سحب اعتراضاتها. وسيتألف الفريق المدعو الى الانتشار في مجمل ارجاء البلاد باستثناء منطقة القرم الانفصالية، من نحو مئة مراقب مدني بينهم quot;فريق طليعيquot; يتوقع وصوله في غضون 24 ساعة.

واملت الخارجية الروسية في بيان السبت ان quot;تساعد الاهداف والعمل الحيادي للمراقبين الدوليين في تجاوز الازمة في اوكرانياquot;. لكنها اضافت ان quot;تفويض البعثة يعكس الحقائق السياسية والقانونية الجديدة ولا يشمل القرم وسيباستوبول اللتين تشكلان جزءا من روسياquot;.

وازاء تقديرها ان الوضع لا يشير الى quot;انفراجquot;، شددت الولايات المتحدة ثم الاتحاد الاوروبي يومي الخميس والجمعة العقوبات التي تستهدف مسؤولين روس او اوكرانيين موالين للروس. واستهدفت واشنطن مسؤولين كبارا هم اقرب مساعدي الرئيس فلاديمير بوتين وبينهم سيرغي ايفانوف رئيس مكتبه. واضافت عشرين شخصا على لائحة الاحد عشر شخصية الذين تم تجميد ارصدتهم.

وحذت بروكسل حذو واشنطن عبر اقرارها اضافة 12 روسيا واوكرانيا موالين لروسيا على لائحتها ما يرفع الى 33 عدد الاشخاص المستهدفين. والمستهدفون الجدد هم مسؤولون quot;كبارquot; مثل نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين، ورئيسي مجلسي الاتحاد والنواب في البرلمان الروسي. الا ان رئيس مكتب بوتين ليس على اللائحة.

ورد روغوزين على ذلك قائلا ان quot;كل العقوبات لا تساوي حبة من تراب أرض القرم التي عادت الى روسياquot;. وفي ختام حفل توقيع الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي، دعا ياتسينيوك الاتحاد الى فرض عقوبات اقتصادية quot;حقيقيةquot; على روسيا لانها quot;الوسيلة المثلى لاحتوائهاquot;.

الا ان الدول الاعضاء ال28 قررت عدم المضي في هذه الخطوة في الوقت الراهن وخصوصا بسبب العواقب الاقتصادية على الاوروبيين انفسهم. ولدى عودته الى كييف، انتقد ياتسينيوك روسيا لquot;تاميمها عشرات من المنشات العائدة الى الدولة الاوكرانيةquot; في القرم، وقال quot;لا يتصل الامر بمليارات الدولارات بل بمئات الملياراتquot;.