اديس ابابا: اعلن متمردو جنوب السودان الاربعاء عن تعليق محادثات السلام الهادفة الى انهاء ثلاثة اشهر من النزاع الدموي حتى نهاية نيسان/ابريل، وذلك برغم تحذيرات الامم المتحدة من أن حياة الملايين معرضة للخطر. وقد شهدت المحادثات تقدما محدودا بعد اسابيع من اللقاءات في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.

وقد تحولت الدورة الثالثة من المحادثات، التي بدأت في أواخر الشهر الماضي، الى مشادات في الفنادق الفخمة حول من يحق له المشاركة في الجلسات. واندلعت اعمال العنف في جنوب السودان في 15 كانون الاول/ديسمبر بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ومقاتلين موالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار.

واجبر النزاع اكثر من مليون شخص على النزوح من منازلهم. وحذرت الامم المتحدة من تدهور الاوضاع اكثر. واشار احد موفدي المتمردين حسين مار الى تقدم في وضع الخطوط الاساسية لبرنامج المحادثات. لكن حتى في هذه النقطة فشل المفاوضون في توقيع اتفاق رسمي، اذ تعارض الحكومة مشاركة اشخاص محددين في المحادثات، من بينهم رؤساء حكومة سابقين كانوا تعرّضوا للاعتقال بحجة التحريض على العنف.

وبحسب مار، فانه من المفترض ان تستأنف المحادثات، التي تم تأجيلها مرات عدة سابقًا، الى 30 نيسان/ابريل. وتوصل الطرفان في كانون الثاني/يناير الى اتفاق وقف اطلاق النار، الا ان الاشتباكات ما زالت مستمرة. وهدد كل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في الشهر الماضي بفرض عقوبات على الطرفين في حال فشلا في التقدم في المحادثات وفي الالتزام بوقف اطلاق النار.

وفي نهاية زيارتهما الى جنوب السودان، حذر كل من الرئيسة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي التابع إرثارين كازين والمفوض الأعلى للامم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس من ان حياة الكثيرين معرّضة للخطر. وجاء في بيان للامم المتحدة بعد تلك الزيارة ان quot;الازمة في جنوب السودان قد تعرّض للخطر حياة الملايين خلال الاشهر المقبلة اذا لم يتم اتخاذ خطوات طارئة لوضع حد للنزاعquot;.

ودعت منظمة اوكسفام الاربعاء وفدي التفاوض الى التوصل سريعا لحل سلمي. وقد لجأ حوالى 67 الف مدني الى قواعد الامم المتحدة في جنوب السودان حتى اليوم خوفا من عمليات انتقامية ضدهم، في حين تفاقم الامطار الغزيرة من وضعهم المعيشي السيء.