قد تكون سيدة أفغانستان الأولى المقبلة مسيحية من أصل لبناني، رغم هيمنة المسلمين في هذا البلد. ورولا سعادة هي زوجة أشرف غني أحمدزاي، وهو الأوفر حظاً بين أقوى 3 متنافسين من أصل 8 مرشحين يخوضون الانتخابات الرئاسية في أفغانستان.


إيلاف: قد تحمل مسيحية لبنانية لقب quot;السيدة الأولىquot; في أفغانستان وهي مفارقة واضحة في بلد يبلغ فيه عدد المسلمين 99.79% من إجمالي عدد السكان.

والسبب هو أنّ المسيحية اللبنانية رولا سعادة هي عقيلة أشرف غني أحمدزاي، وهو الأوفر حظاً بين أقوى 3 متنافسين من أصل 8 مرشحين يخوضون الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، والاثنان الأكثر حصولاً على الأصوات سيخوضان دورة ثانية وأخيرة في 28 أيار المقبل.

تعرفا في الجامعة الأميركية

تقول قناة quot;العربيةquot; إنّ أشرف غني، هو بشتوني سُني وأمه شيعية اسمها كوكبة، تعرّف إلى زوجته رولا في الجامعة الأميركية في بيروت، حين التحق بها في العام 1969 ليتخرج بعد 5 أعوام حائزا على إجازة في quot;علم الإنسانquot;، وساعده في دراسته الدكتور فؤاد سعادة شقيق زوجته.

بعد التخرج عاد غني في العام 1974 إلى أفغانستان للتدريس في جامعة كابول، وحصل أثناءها على منحة لمتابعة دراسته في الخارج، فنال ماجستيراً في المادة نفسها من جامعة كولومبيا في نيويورك، ثم الدكتوراه وأصبح بعدها أستاذاً محاضراً في جامعة كاليفورنيا، وكذلك في جامعة quot;جون هوبكينزquot; في بالتيمور في ولاية ماريلاند من العام 1983 حتى 1991، وبعدها شغل منصب خبير اقتصادي لدى البنك الدولي.

ولأن الاتحاد السوفياتي قام في العام 1979 بغزو أفغانستان، وتلاه نظام طالبان، بقي غني في الولايات المتحدة هو وزوجته التي له منها ابنان مريم وطارق، حيث شغل مناصب مهمة في هيئات تابعة للأمم المتحدة، ومنها البنك الدولي، إلى درجة أنه كان من بين المرشحين لخلافة كوفي أنان كسكرتير عام للمنظمة، ثم عاد في العام 2001 إلى أفغانستان، وشغل منصب وزير للمال من العام 2002 حتى 2004.

سعادة ابنة بيروت

لا معلومات تشير إلى المنطقة التي تنتمي إليها زوجته رولا سعادة في لبنان، علماً أن عائلة سعادة، وهي مسيحية من الأرثوذكس إجمالاً، منتشرة في بيروت ومناطق الشمال وبعض المصايف. كما لا معلومات عن عملها أو نشاطها في الولايات المتحدة التي تحمل جنسيتها، ولا تفاصيل أيضاً عن حياتها الحالية في أفغانستان.

عائلة متعلمة

ابنتها مريم كاتبة وفنانة تصوير وأداء فوتوغرافي عالمية الشهرة، حصلت على بكالوريوس في الأدب المقارن في العام 2002 من جامعة نيويورك، وماجستير من مدرسة الفنون البصرية في العام نفسه من نيويورك أيضاً، وهي تعمل مدرّسة في برنامج quot;كوبريونيونquot;، وبرنامج الفن والسياسة العامة في جامعة نيويورك، ونالت جوائز بالعشرات ذكرتها في مدوّنة باسمها.

أما طارق الذي يصغرها بأربعة أعوام، فحاصل على بكالوريوس في برمجيات إدارة المعلومات، كما شغل منصب مستشار لوالده حين كان وزيراً للمال، وله نشاطات بارزة في حقل تخصصه، وفي موقع quot;يوتيوبquot; فيديوهات عديدة له وهو يلقي محاضرات في الشأن نفسه.

مسلم معتدل

ويكتبون عن غني أنه مدمن على استخدام السبحة ولا تفارقه أبداً، وكان يرافق زوجته رولا سعادة إلى الكنيسة دائماً حين كانا يقيمان في الولايات المتحدة، ولم يجبرها على اعتناق الإسلام، وأنه quot;مرشح النساء والشباب والمحرومينquot;، لذلك يتوقعون فوزه على خصميه في الانتخابات التي لن تعرف نتائجها إلا في 24 الجاري، وبعدها بشهر يعرف الأفغان رئيسهم في الجولة الثانية.

وانتهت الانتخابات الرئاسية الأفغانية يوم السبت وسط شعور بالإرتياح لتراجع هجمات مقاتلي طالبان عن المتوقع في اقتراع سيفضي إلى أول انتقال ديمقراطي للسلطة في بلد عانى من الصراعات على مدى عقود.

وقال ضياء الرحمن أمين مفوضية الانتخابات مع تواصل فرز الأصوات quot;أهنيء كل الأفغان على هذه الانتخابات الناجحة والتاريخية... مشاركة الجماهير تجاوزت توقعاتنا.quot;

وبسبب تضاريس أفغانستان الوعرة سيستغرق الأمر ستة أسابيع لوصول النتائج من أنحاء البلاد وإعلان النتيجة النهائية في السباق على خلافة الرئيس حامد كرزاي.

وينبغي أن يحصل أحد المرشحين الثمانية على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين لتجنب خوض جولة إعادة مع أقرب منافسيه.