أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم أن الحكومة العراقية اتخذت قرارًا بقيام الجيش بحل أزمة الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية وتحريرها من داعش، وإنهاء عملية قطع المياه عن ملايين الأشخاص، متهمًا بعض السياسيين بالطعن بعقيدة القوات العراقية.


لندن: قال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمته الاسبوعية إلى العراقيين الاربعاء وتابعتها quot;ايلافquot; إن الجريمة التي ارتكبها تنظيما القاعدة وداعش ومعهما البعث في قطع المياه عن وسط وجنوب العراق هي جريمة بشعة تضاف إلى الجرائم التي تستهدف الشعب العراقي يوميًا.

وقال إن هذه الجريمة مدانة انسانيًا لأنها تهدف إلى quot;قطع الحياة عن ملايين العراقيين وحيواناتهم ومزارعهم في سلوك قذر لايتورع من خلاله الارهابيون عن استخدام أي وسيلة للانتقام من اجل اثارة الفتنة واسقاط العملية السياسية ومعاقبة من يختلفون معهمquot;. وأشار إلى أنّ تلك التنظيمات لا تميز في القتل بين العراقيين وانما هدفها هو انتصار الفكر التكفيري الطائفي مستغلة انضباط الحكومة وصبرها.

وقال quot;اننا وعدنا بأن سكان الفلوجة سيكونون مع القوات الامنية الحكومية لمواجهة عصابات المسلحين من داعش وغيرها، لكن العملية اصبحت الآن تتطلب المواجهة والتصدي ومشاركة ابناء الفلوجة في تحرير مدينتهم، فقد كنا نريد تحاشي مواجهات مسلحة تقتل الناس وتدمر بيوتهم لكن داعش طردت السكان من مدينتهم ثم قطعت المياه الآن.. ويجب أن يسمع العراقيون والعالم انه كفى صبرًا على هؤلاء المجرمين، ولن نسمح باستمرار قطع المياه عن ملايين الناسquot;.

وأضاف المالكي مؤكدًا quot;انه لذلك فقد اتخذت الحكومة قرارها وعبر جيشها بتحمل مسؤولياتها في انهاء هذا الوضع، لكنه مع الاسف أن بعض السياسيين يطعنون بالجيش العراقي وعقيدته رغم أنه يتحمل مسؤولياته في حماية الشعب والدفاع عنه في مواجهة الارهابquot; ودعا القوات المسلحة إلى عدم الالتفات لهذه الاصوات.

وأشار إلى أن quot;القاعدة والبعث وداعش هم الوجه الآخر للسياسة، التي كان يعتمدها نظام البعث في ظل سلطته السابقة حينما قام بتجفيف الاهوار وغلق المياه أو حينما قام بقتل العلماء والمراجع، وفي مقدمتهم الشهيد محمد باقر الصدر الذي نشهد اليوم الذكرى السنوية لاستشهادهquot;، في إشارة إلى مؤسس حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي حاليًا.

وشدد المالكي في الختام على أنه رغم الخسائر التي ستقدم، فإن واجب الحكومة هو الدفاع عن الشعب وحسم قضية قطع المياه وانقاذ حياة المواطنين والحيوانات والمزارع والدفاع عن العملية السياسية وحمايتها من السقوط. وشدد بالقول quot;لقد حان الوقت لحسم قضية الفلوجة واطلاق الماء، وعلى العالم الذي يدعو الى تخفيف التوتر في العراق.. وعلى مجلس الامن والامم المتحدة أن يعلموا أن القضية اكبر من الاستمرار بتحملها ولابد من رفع الظلم وتجاوزهquot;.

استخدام القوة لإطلاق المياه

وكانت السلطات العراقية قالت الاحد الماضي إن تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; قطع المياه عن وسط وجنوب العراق، مؤكدة أن ذلك يهدد حياة الملايين من العراقيين ومزارعهم وممتلكاتهم للخطر.

وقال مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي إن quot;عصابات داعش ومن يقف معها من البعثيين وايتام النظام المقبور المتواجدين بالفلوجة قاموا بارتكاب عمل خطير ينم عن مدى إجرامهم وخلوهم ومن يقفون خلفهم من أي معنى من معاني الشرف والرجولة، وهو الإقدام على قطع المياه عن مناطق الوسط والجنوب مما جعل حياة الناس مهددة بالخطر وليس مزارعهم وممتلكاتهم فحسبquot;.

وأضاف مكتب المالكي في بيان صحافي اطلعت quot;إيلافquot; على نصه أنه قد quot;اصبح لزامًا علينا استخدام أقصى درجات القوة من اجل إنقاذ حياة الناس والاراضي الزراعية وعدم السماح لهؤلاء القتلة باتخاذ مدينة الفلوجة قاعدة لإجرامهم واللعب بأرواح الناس وممتلكاتهمquot;.

ودعا المواطنين جميعاً quot;لاسيما في محافظة الأنبار وخارجها لتحمل مسؤولياتهم الشرعية والوطنية في الوقوف إلى جانب قواتهم المسلحة بضرب هؤلاء المجرمين الذين لايملكون أي رادع ديني أو أخلاقي أو إنساني ولايتورعون عن ارتكاب أية جريمةquot;.

وكانت وزارة الدفاع العراقية قالت السبت الماضي إن العناصر quot;الارهابيةquot;لا تزال تسيطر على الفلوجة، وفيما أشارت إلى أنّ حسم الموضوع بانتظار قرار من المراجع العليا أكدت أنها تفضل حسم ازمة المدينة من قبل الاهالي. وكثف الجيش خلال الفترة الماضية قصفه على الفلوجة التي تتركز فيها مجموعات مسلحة يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم (داعش).

ويأتي الاعلان عن قطع داعش للمياه عن وسط وجنوب العراق في وقت يستعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام لفتح جبهة جديدة في مواجهة قوات الامن العراقية بهدف التقدم نحو بغداد لتخفيف الضغط الذي يواجهه في الفلوجة المحاصرة.

وجاءت المواجهات الاخيرة قبل اسابيع من انتخابات تشريعية ستشهدها البلاد لتثير تساؤلات عن قدرات الجيش والشرطة على صد الهجمات التي يشنها مسلحون بسطوا سيطرتهم على مدينة الفلوجة التي لا تبعد سوى حوالى ستين كيلومترًا عن بغداد.

وأكثر ما أثار قلق السلطات العراقية هو قدرات داعش التي قامت بعرض عسكري شاركت فيه عشرات السيارات الاسبوع الماضي في وضح النهار في ابو غريب (20 كلم غرب بغداد)، كما ذكر شهود عيان وشريط فيديو نشر على موقع يوتيوب.

وخرجت الفلوجة واجزاء من الرمادي عن سلطة الدولة، وتقع المدينتان في محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) التي تتشاطر حدوداً مع سوريا. ويقوم الجيش الذي يحاصر الفلوجة حالياً بحفر خنادق وتعزيز ثكناته.

وقد ادت الاحداث الاخيرة في الفلوجة والرمادي إلى نزوح مئات الآلاف من هاتين المدينتين نحو محافظات أخرى في البلاد. وتشكل سيطرة داعش على مدينة الفلوجة خصوصاً حدثاً استثنائيًا نظراً إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004.