أكد رئيسا الوزراء، العراقي نوري المالكي، والاردني عبد الله النسور، العمل على منع مرور الإرهابيين عبر حدود بلديهما والاتفاق على مد أنبوب للنفط وسكة للحديد وتطوير النقل البري والبحري والجوي بينهما والترتيب لمباحثات ثلاثية عراقية مصرية أردنية لمد انبوب للنفط العراقي إلى البحر الأحمر فيما تم الاعلان عن موافقة العراق على اطلاق الأردنيين في سجونه.
وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع النسور في بغداد اليوم إنهما ترأسا الاجتماع الثامن للجنة العليا المشتركة لبلديهما ومد انبوب للنفط العراقي الى ميناء العقبة الاردني وخط للسكة الحديد بين البلدين يتوسع الى بلدان اسيوية اخرى بينها السعودية . واشار الى انه قد تم الاتفاق على منح المنتجات الزراعية الاردنية الاولوية في الاستيراد العراقي ومساهمة الشركات الاردنية بتزويد وزارة التجارة العراقية بمفردات البطاقة التموينية. واوضح أن مشروع خط النفط العراقي للاردن وصل الى مرحلة التعاقد لتنفيذه بعد تقديم شركات عدة لعروض لانجازه.
واشار إلى أن العراق اعطى موافقته على مد انبوب للنفط من اراضيه الى مصر عبر الاردن واوضح ان هناك اجتماعا بين الدول الثلاث سيعقد قريبا للبحث في تنفيذ هذا المشروع وبدايته ونهايته.
واضاف المالكي انه بحث مع النسور القضايا السياسية والامنية في المنطقة انطلاقا من كون بلديهما يتخذان سياسات وسطية معتدلة ازاء الاحداث فيها ويقفان ضد العنف والارهاب اللذين ينتشران فيها. واشار الى ان البلدين يتعاونان من اجل ضمان حدود امنة بينهما مشددا على ان ملاحقة الارهاب هو واجب دول المنطقة كلها. وقال انه لذلك فإن العراق يتعاون مع دول الجوار وخاصة العربية منها لمكافحة الارهاب وهو حريص على منع المسلحين الهاربين من ضربات القوات العراقية من الدخول الى تلك الدول والعبث بأمنها .. وقال انه لذلك فقد شددت السلطات العراقية من رقابتها على الحدود مع الاردن وسوريا.
ومن جهته، اشار النسور خلال المؤتمر الصحافي إلى أنه سلم المالكي رسالة خطية من العاهل الأردني الملك عبد الله تؤكد الرغبة في الاستمرار في تطوير علاقات البلدين. واشار الى انه بحث مع المالكي ثلاثة مواضيع استراتيجية يتعلق الاول بمد انبوب النفط العراقي الى ميناء العقبة الاردني والثاني بربط البلدين بالسكك الحديدية ثم تطوير الطريق البري بين العراق والاردن الذي يعتبر مشروعا حيويا لربط البلدين حيث ان هناك 160 الف شاحنة عراقية واردنية تستخدمه كل عام وصولا الى ميناء العقبة الاردني. واشار الى انه بحث مع المالكي ايضا المشروع المقترح لمد انبوب النفط العراقي عبر الاردن الى مصر.
واعلن النسور موافقة العراق على اطلاق سراح السجناء الاردنيين لديه واقترح توقيع اتفاق ثنائي يقضي بقضاء محكوميات سجناء البلدين في البلد الاخر. واكد دعم الاردن للعراق في مواجهة الارهاب وشدد على ان بلاده لم ولن تكون مأوى او ممرا للارهابيين . وقال quot;ان الاردن لايصدر الارهاب ولايمرره مطلقا ولم تسجل عليه اي حالة في هذا المجالquot; لان الارهاب عدو الجميع وخاصة العرب والمسلمين كما قال.
وفي وقت سابق اليوم وصل النسور الى بغداد في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا على رأس وفد وزاري كبير يضم وزراء الخارجية ناصر جودة والداخلية حسين المجالي والصناعة والتجارة والتموين حاتم الحلواني والزراعة عاكف الزعبي والطاقه محمد حامد . وكان النسور والمالكي قد ترأسا في عمان في 24 كانون الاول (ديسمبر) العام الماضي اجتماعات اللجنة العليا الاردنية العراقية المشتركة في دورتها السابعة.
وكانت وزارة النفط العراقية قد أعلنت في الرابع من أيلول (سبتمبر) الماضي إن 12 شركة ومشروعا مشتركا تأهلت للمنافسة على مشروع لمد خط أنابيب إلى الأردن بتكلفة 18 مليار دولار من محافظة كركوك ليضخ مليون برميل يوميا ليصل منها 850 الف برميل الى ميناء العقبة و150 الف برميل الى مصفاة البترول الاردنية في الزرقاء إضافة إلى أنبوب آخر لنقل 100 مليون متر مكعب يوميا من الغاز سيقوم الأردن باستخدامها لإنتاج الكهرباء. ومنح العراق في آب (أغسطس) الماضي مساعدات الى الاردن على شكل كميات من النفط الخام بقيمة 25 مليون دولار .