رأى السيسي في مقابلة بثت الليلة أن الإخوان هم من عزلوا أنفسهم عن المجتمع والقانون، وكانوا يحوّلون الخلاف السياسي معهم دينيًا، حاصرًا مسؤولية تجديد الخطاب الديني في الأزهر والكنيسة، وواعدًا المصريين بتغيير شامل في مناحي حياتهم خلال عامين.


القاهرة: قال السيسي أثناء حوار مع برنامج "بصراحة مع زينة يازجي" بث الجزء الأول منه الليلة: "إذا سارت الأمور وفق برنامجنا، سيشعر المصريون بتغيير حقيقي خلال عامين". ويبث الجزء الثاني من المقابلة غدًا (الاثنين) في الموعد نفسه.

وأوضح المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي أن "حالة الثورة التي نعيشها أدت الى إرباك المشهد في مصر". مؤكدًا أن مصر هبطت من المركز الثاني إلى المركز الثاني والثلاثين في تصنيف الدول التي خلت من الجريمة المنظمة.

وأشار خلال مقابلة تلفزيونية بثت الليلة على قناة "سكاي نيوز عربية" إلى أن المصريين صبروا كثيرًا، ويتطلعون الآن إلى إنجاز حقيقي، وحجم التحدي كبير جدًا، وعلى كل المصريين التحرك والاجتهاد.

وأكد المشير أن ضبط الأمن داخل الدولة لن يتحقق إلا بالقانون. وقال خلال حواره التليفزيوني الثاني مع الإعلامية زينة يازجي، على قناة سكاي نيوز عربية "لا بد من إعطاء الفرصة الكاملة لجهاز الشرطة للعودة مرة أخرى، ولن يتم ذلك إلا بتنظيم حياتنا بالكامل".

لتنسيق إعلامي - أمني
ورأى المشير إن الإشكالية في مصر ليست سياسية فقط، ولكن هناك إشكاليات اجتماعية واقتصادية وأمنية. وطالب الإعلام بأن يعمل مع باقي أجهزة الدولة لعودة الأمن مرة أخرى إلى الشارع المصري.

وأكد أنه يعمل على حشد قدرات المصريين الذاتية لمواجهة التحديات في ملف التنمية. وأضاف: التقيت العديد من مختلف أطياف المجتمع وطرحت عليهم الحجم الحقيقي للمشاكل التي نحن فيها.

حول الحاجة إلى قوانين جديدة للقضاء على بعض السلبيات التي تواجه المجتمع المصري، قال السيسي إن "المصريين ليسوا بحاجة إلى مزيد من القوانين.. بل نحتاج احترام القانون". ويتناول الحوار البرنامج الانتخابي للمرشح ورؤيته لأهم القضايا التي تشغل الرأي العام في مصر، وأيضًا علاقة القاهرة بالخارج في المحيطين العربي والدولي.

كانوا في كوكب آخر
حول فترة حكم الإخوان المسلمين، رأى السيسي أن إشكالية الإخوان تمثلت في "أنهم كانوا جاهزين ومنظمين جدًا ومستعدين للحكم، لكنهم لم يكونوا مستعدين للنجاح في الحكم". وأضاف إن المصريين "اختاروا الإخوان على عقد الدستور والقانون.. لكنهم كانوا يتحركون وفق وجهة نظر أخرى غير الدستور والقانون".

كما لفت إلى أن الجماعة التي حكمت البلاد لمدة عام، كانت في "عزلة عن المجتمع المصري.. كانوا غير متوافقين مع النسيج.. هذه إحدى الإشكاليات التي واجهت استمرارهم".

وشدد السيسي على أن "ليس بيني وبين الإخوان خصومة أو ثأر، لكنهم قدموا أنفسهم بشكل جعل المصريين لا يقبلونهم. هم حولوا الخلاف السياسي بسبب فشلهم خلافًا دينيًا". وأشار إلى أن المصريين "لا يحتاجون من يحدثهم باسم الدين، فهم مسلمون ومسيحيون متدينون". وشدد على أن تجديد الخطاب الديني مسؤولية الأزهر والكنيسة، وليس مسؤولية أي جهة أخرى.

تعديل كامب ديفيد وارد
وقال السيسي إن مبادرة السلام حل عربي نتحرك من خلاله لحل القضية الفلسطينية، مضيفًا "إذا تطلب الأمر تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل فسنطلب ذلك". وأشار إلى أن جيش مصر يحمي، ولا يهدد، وهو لحماية الأمن القومي العربي. وأكد أن مصر تتحرك لمصلحة الفلسطينيين وحل القضية في إقامة الدولة الفلسطينية، موضحًا أنه لا بد من إيجاد حل سلمي للأزمة السورية والحفاظ على وحدة سوريا.

وتابع السيسي "نحن لم نبدأ بعداء قطر، ولن يستطيع أحد التدخل في شؤوننا، إن جماعة الإخوان وفرت بيئة للإرهاب"، مشيرًا إلى أن الأوضاع في سيناء خلال عهد المعزول محمد مرسي ازدادت سوءًا.