في إطار زيارته الحالية لبريطانيا حيث سيغادرها الى الولايات المتحدة، حاضر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الاثنين، في الكلية الملكية للدراسات الدفاعية، في لندن.


نصر المجالي: أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الأردن رغم الظروف التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط، استطاع المضي بثبات في تحقيق الإصلاح الشامل كخيار استراتيجي، وبما يتوافق مع تطلعات الأردنيين والأردنيات في مستقبل أفضل.

وشدد العاهل الهاشمي أمام نخبة من أساتذة وطلبة الكلية الملكية للدراسات الدفاعية، التي تحظى بسمعة عالمية كونها تعنى بإعداد قادة المستقبل وبينهم عرب، على أن الأردن وأمام التطورات الإقليمية التي عانت منها شعوب المنطقة، يسعى لنشر ثقافة التسامح والحوار والتعايش المشترك كبديل عن التشدد والتعصب والانغلاق، الذي طالما عانت منه شعوب الشرق الأوسط.

وعرض الملك عبدالله الثاني الخطوات الإصلاحية التي حققتها المملكة بتدرج وثبات في مجالات تعديل الدستور والقوانين الناظمة للحريات والحياة السياسة والحزبية في الأردن، وبمسار يوازي بين الإصلاح السياسي والاقتصادي والتشريعي وتفعيل المواطنة المبنية على أسس الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار.

منظومة النزاهة

وقال إن الأردن، وفي سياق توفير نهج إصلاحي متكامل،قطع أشواطاً كبيرة ومتقدمة في إنجاز منظومة وطنية شاملة للنزاهة والرقابة والشفافية، بما يعزز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، ويحمي حقوقهم ويلبي تطلعاتهم.

ولفت في هذا الإطار إلى أن الحكومة ستعمل بالشراكة مع البرلمان لتعزيز نهج الحكم والإدارة المحلية، بما يضمن زيادة مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار وفق خريطة طريق لتطوير نهج اللامركزية. وأكد العاهل الأردني أن الأردن مستمر في تطوير القوانين والتشريعات التي تعزز الإصلاح السياسي، بما فيها قوانين الانتخابات البلدية والنيابية واللامركزية، بعد كل دورة انتخابية نيابية وبلدية.

الأزمة السورية

وفي ما يتعلق بالمستجدات الإقليمية، جدد الملك عبدالله الثاني موقف الأردن الداعي والداعم للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، يضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا، محذراً من مآلات استمرار الأزمة على الشعب السوري ودول الجوار والمنطقة ككل.

ونبه في هذا الصدد، إلى الأعباء المتزايدة والكبيرة التي يتحملها الأردن نتيجة استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، بما يفوق إمكاناته وموارده المحدودة، داعيا المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته، ومضاعفة مساعدته للمملكة لتتمكن من القيام بدورها في هذا المجال.

كما لفت إلى المسؤولية التي يجب أن يتحملها المجتمع الدولي والقوى الإقليمية المؤثرة لمنع انتشار التوتر والفوضى كبديل عن السلام والاستقرار اللذين تأمّل بهما شعوب الشرق الأوسط، وما يتطلبه ذلك من تغليب لصوت الحكمة والعقل والمنطق في التعامل مع قضايا المنطقة.

جهود السلام

وحول جهود تحقيق السلام، شدد العاهل الهاشمي على ضرورة عدم إضاعة فرص دعم المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وصولا إلى إحياء حقيقي لعملية السلام، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق حل الدولتين.

وكان الملك عبدالله الثاني، حضر في العاصمة البريطانية العرض العسكري الـ 90 للمجموعات المدرعة في الجيش البريطاني كضيف شرف. واشتمل العرض، الذي حضره كبار العسكريين البريطانيين على فقرات استعراض عسكرية، وتقليد شارات وأوسمة لمن نالوا شرف الخدمة في المجموعات المدرعة.

وتضم المجموعات المدرعة كتيبة Light Dragoons، التي تسلم الملك أحد المواقع القيادية فيها خلال تلقي جلالته تدريبات عسكرية، بعد تخرجه من كلية ساند هيرست في بريطانيا في ثمانينات القرن الفائت، والتي تعد من أقدم وأهم الكتائب في الجيش البريطاني وتحظى بسمعة عالمية مرموقة.