بعد أقل من شهر من انهيار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين غداة المصالحة بين حركتي فتح وحماس، يجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس المقبل مع الرئيس محمود عباس.


نصر المجالي: أعلنت الإدارة الأميركية مجددًا التزامها بعملية السلام على الرغم من انهيار مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس إن ادارة الرئيس باراك أوباما ستبقى ملتزمة بقضية السلام.

وقالت رايس متحدثة في حفل&بواشنطن في ذكرى انشاء دولة اسرائيل يوم الاثنين: "رغم اننا وصلنا إلى فترة توقف في المفاوضات إلا اننا نواصل تشجيع الطرفين للعمل والتحرك نحو مستقبل للسلام".

لكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي الزائر يوفال شتاينتز، الذي تحدث بعد رايس وكرر إشادتها بالتحالف الراسخ بين الولايات المتحدة واسرائيل، أشار إلى استمرار التوترات بين واشنطن وإسرائيل بشأن المحادثات المتعثرة.

وقال شتاينتز وهو حليف وثيق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "نحن حريصون على اقامة سلام ليس لأن أحدًا يقول لنا اننا نحتاج للسلام... بل لأنه مهم لدولة إسرائيل والإسرائيليين".

تنازلات صعبة

وأضاف ان معظم الاسرائيليين سيؤيدون تقديم "تنازلات صعبة" لكن شريطة "أنه سيكون هناك سلام فعلي حقيقي وأمن حقيقي".

وأبدى بعض المسؤولين الإسرائيليين استياء، الاسبوع الماضي، عندما ذكر المبعوث الاميركي الخاص مارتن انديك البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الارض الفلسطينية المحتلة كأحد الأسباب الأساسية لانهيار الجهود الدبلوماسية رغم أنه انتقد ايضًا الفلسطينيين لتوقيعهم 15 معاهدة واتفاقية دولية.

وألقى المبعوث الأميركي اللوم على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في انهيار المفاوضات،& مشيرًا إلى النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وطلب الفلسطينيين الانضمام إلى 15 اتفاقية دولية. وتلك كانت&المرة الاولى&التي يعلق فيها كيري علنًا على الجهود التي بذلها على مدى تسعة&أشهر من أجل إبرام اتفاق بحلول 29 نيسان (أبريل) الذي مضى من دون أي اتفاق.

كيري وعباس

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزيرها جون كيري سيجتمع والرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن يوم الخميس، مشيرة إلى أن المحادثات ستركز على العلاقات الأميركية الفلسطينية، في إشارة محتملة إلى ما إذا كان بمقدور واشنطن الإبقاء على تمويل السلطة الفلسطينية إذا نفذت اتفاق المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وبلغ حجم المعونة الأميركية للفلسطينيين في الأعوام الأخيرة نحو 500 مليون دولار. على الرغم من أنها تراجعت إلى ما يقرب من 440 مليون دولار في العام المالي الذي انتهى في 30 سبتمبر (أيلول) 2013 بحسب تقرير جهاز البحث التابع للكونغرس.

ويحظر القانون الأميركي أن تنتفع حماس من المعونة الأميركية التي تقدم للفلسطينيين، حيث تعتبر حماس تنظيماً إرهابياً، وإذا ما تم تنفيذ الاتفاق بالفعل فإن ذلك من شأنه أن يهدد المعونة التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي في إفادة صحفية يوم الإثنين: "بينما يبقى الباب مفتوحًا على عملية السلام... فإن هدف اللقاء هو بحث علاقتنا المستمرة مع الفلسطينيين". وأضافت "سيؤكد الوزير كيري، مثلما فعل خلال العملية كلها، على دعوة وجهها إلى الجانبين للإبقاء على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ خطوات بلا فائدة".

ويشار ختاماً إلى أن إسرائيل أوقفت المحادثات في 24 نيسان (أبريل) بعد أن أعلنت حركة فتح التي يقودها عباس المصالحة مع حماس، وهي خطوة بدت المسمار الأخير في نعش المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة.