يخضع سبعة فرنسيين يشتبه بأنهم قاتلوا في سوريا لتحقيق رسمي بعدما اعتقلوا في مدينة ستراسبورغ بعد أسابيع من إعلان باريس عن سياسات تمنع الفرنسيين المسلمين من اعتناق الفكر المتطرف.


نصر المجالي: أكدت مصادر فرنسية ان السبعة الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و25 عاما اعتقلوا في ستراسبورغ بشرق فرنسا يوم الثلاثاء الماضي ويخضعون للتحقيق بتهمة التآمر الجنائي فيما يتعلق بارتكاب أعمال إرهابية.

ويشتبه بأن السبعة سافروا إلى سوريا في أواخر العام الماضي للانضمام إلى تشكيلات مسلحة تابعة للمعارضة& السورية.

وتقدر حكومات أوروبية أن الآلاف من مواطنيها ذهبوا إلى سوريا منذ نشوب الحرب عام 2011، وهي تخشى الخطر الأمني الذي يمثله شبان اعتنقوا الفكر المتطرف بسبب الصراع.

وتقول فرنسا إن نحو 285 من مواطنيها يحاربون في صفوف مقاتلي المعارضة السورية في الوقت الحالي وأطلقت الشهر الماضي خطة لمنع مواطنيها من الانضمام إلى الحرب الأهلية السورية.

وبموجب السياسات الجديدة قد يواجه الفرنسيون العائدون من سوريا اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية كما قد يمنع القصر من مغادرة فرنسا دون موافقة الوالدين.

وكانت السلطات الفرنسية فتحت خطا ساخنا للآباء والأمهات الذين يساورهم القلق من سلوك أبنائهم.

مراقبة دقيقة

ويشار الى ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تفرض مراقبة دقيقة على العائدين من "الجهاد" في سوريا خشية ان تغفل عن اقلية صغيرة منهم يمكن ان تنتقل الى تنفيذ اعمال ارهابية داخل البلاد.

وقالت مصادر استخبارية انه يتم رصد معظم المغادرين الى سوريا وبعض العائدين منها, لكن عددا من هؤلاء وخصوصا الذين يتوجهون الى الحدود السورية التركية بالسيارة ويعبرون الحدود سرا قد لا تكشفهم اجهزة مكافحة الارهاب التي تخشى ان تواجه مفاجآت سيئة.

وتؤكد هذه المصادر ان الاستخبارات التركية تبلغ نظيراتها الاوروبية بشكل دقيق نسبيا بالعائدين، ومن الصعب ان يمر الجهاديون الغربيون بدون ان يكشفوا في المنطقة الحدودية التي تخضع لمراقبة شديدة.

وذكر احد هذه المصادر ان الاستخبارات التركية تميل الى ادخال الراغبين في الجهاد المتوجهين الى سوريا بدون مشاورة باريس او بروكسل او لندن, لمحاربة نظام الرئيس السوري بشار الاسد والتسبب بمشاكل للاكراد وتبرير الوجود العسكري, بحسب ما افاد احد المصادر.

ويقول متابعون لشأن الجماعات الجهادية الأوروبية انه ما ان يصلوا الى سوريا، الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والمجاورة للحدود التركية، يلتحق معظم الجهاديين الفرنسيين والاوروبيين بجماعات مرتبطة بالقاعدة او تعتنق فكرها,،وخصوصا جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).

يؤكدون تورطهم

ومن تلك اللحظة، يصبح هؤلاء في اغلب الاحيان هم انفسهم من يعطي المحققين العناصر اللازمة لتحديد مدى تورطهم في المجموعات المصنفة "ارهابية" من خلال الرسائل والصور وتسجيلات الفيديو التي يضعونها على الانترنت, ما يساهم في تشكيل ملفاتهم تحسبا لعودتهم.

ويؤكد البعض من هؤلاء "الجهاديين" انهم لا يرغبون في العودة ويسعون الى "الشهادة"، لكن آخرين يشعرون بالخوف او بخيبة الامل بعد تكليفهم بمهمات متواضعة فيسلكون طريق العودة بعد اسابيع او اشهر.

وحسب ما قاله ديفيد تومسون مؤلف كتاب (الجهاديون الفرنسيون) فإن "اوائل الفرنسيين وصلوا الى سوريا في 2012, اما بوسائلهم الخاصة منطلقين في مغامرة, او مرورا بتونس والتسجل بشبكة التجنيد التونسية المهمة. لكن ما ان يصلوا حتى يشكلوا مجموعة ويستدعوا رفاقهم".

ويضيف تومسون "انهم يعرفون بدقة الى اين سيذهبون ومن سيتولى امرهم”, موضحا ان “الامر يمكن ان يجري بسرعة وفاعلية كبيرتين.. في بعض الاحيان تكفي ثلاثة عناوين على فيسبوك".
&