وجهت الشرطة الدولية (إنتربول) تحذيراً لبريطانيا من احتمال تزايد مخاطر تعرضها لعمليات إرهابية، بعد انتهاء الحرب الأهلية في سوريا.


نصر المجالي: كشف تقرير عن تحذيرات الانتربول بأن بريطانيا تعرضت لعشرات المخططات "الإرهابية" العام الماضي، ولا تزال هدفاً رئيساً في أوروبا، فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد فرنسا في عدد الهجمات الإرهابية.

وكانت الدول الأوروبية التسع المعنية بشكل كبير بملف المقاتلين الأجانب في سوريا، عقدت اجتماعاً في 8 مايو (أيار) الماضي& في بروكسل لدراسة سبل مواجهة التطرف حال عودة هؤلاء المقاتلين

ونقلت صحيفة (إندبندنت أون صنداي)، الأحد، عن مدير الانتربول روب واينرايت، قوله إن "الظاهرة" السورية تعطي "بعدًا جديدًا" للتهديدات الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي، لأنها تجلب إلى أوروبا مجموعات جديدة بقدرات&فائقة&على تنفيذ أعمال "إرهابية".

وينبه تقرير الانتربول إلى أن سوريا ستبقى "الوجهة المفضلة" لمن يريدون الانخراط في صفوف "الجهاديين"، ما دامت الحرب الأهلية مستمرة. ويشير التقرير إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة السورية المسلحة ارتفع إلى نحو ألف مقاتل بنهاية عام 2013، من بينهم مئات البريطانيين، قتل منهم 20 شخصًا.

تحذيرات أوروبية

ويحذر الأنتربول من أن بعض المنظمات غير الحكومية تستخدم غطاء لنشر الدعاية "للإرهاب" ولتجنيد الشباب للالتحاق بصفوف المعارضة المسلحة، في سوريا، عن طريق تركيا التي أصبحت، حسب التقرير، معبرًا "للإرهابيين".

وكانت دول أوروبية عبّرت عن حذرها الشديد من عودة مقاتلين من سوريا إليها، فعلى هامش مؤتمر بروكسل، كانت وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكي، قالت إن& إحدى أهم القضايا التي تشغل بروكسل هي وجود منصة لتنظيم القاعدة على أبواب أوروبا، وهي مشكلة جديدة طرحها النزاع في سوريا.

كما كانت فرنسا أعلنت الشهر الماضي عن عقد هذا المؤتمر بعد إعلان فرنسا هذا الأسبوع عن خطة صارمة في محاولة لمنع المجندين من التوجه للقتال في سوريا.

جهاديو بريطانيا

ويشار إلى أن مؤسسة كيليام، وهي معهد للابحاث حول الاسلاميين، ومقرها لندن، كانت قدرت عدد الجهاديين البريطانيين في سوريا بحوالى 200 الى 1200 التحق معظمهم بصفوف جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام باستثناء البعض من اصل سوري ينضمون إلى المجموعات المسلحة المعتدلة.&&&

واعتبر منسق الاتحاد الأوروبي جيل دي كيريشوف أن هؤلاء المقاتلين يتعلمون القتال في سوريا، ويتم تلقينهم ما زعم أنه تعاليم الإسلام المتشدد، الأمر الذي سيشكل خطرًا حقيقيًّا للداخل الأوروبي على حد قوله.

كما حذر كير يشوف في مذكرة تم عرضها على اجتماع وزراء الداخلية لدول الاتحاد الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من أن هؤلاء المقاتلين غالبًا ما يعتبرون أبطالاً عند فئة من الشباب الأوروبي؛ ما يعزز فرص انتدابهم والمضي في الطريق نفسه.

ومن جهته، كان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اعترف بأن مسألة المقاتلين الأجانب في سوريا أصبحت مصدر قلق متزايد للحكومات الغربية.

وأشار المعهد الى أنه وفقًا للعديد من المصادر أصبح هناك ما يقدر بنحو 11 ألف مقاتل من 74 دولة في صفوف المعارضة السورية، وأن عدد المقاتلين من أوروبا الغربية تضاعف منذ شهر ابريل (نيسان) العام الماضي من 600 فقط الى 1900 حاليًا.&&

وقال آرون زيلين الباحث في معهد واشنطن أنه بين عامي 2011 و2013 ارتفع عدد المقاتلين الاجانب من 3300 الى 11 ألفًا، مشيرًا الى أنهم ذهبوا الى سوريا للانضمام إلى صفوف المعارضة.&& وأضاف الباحث أن هذا العدد يشمل الذين مازالوا في سوريا حاليًا، وهؤلاء الذين عادوا إلى أوطانهم، حيث تم إلقاء القبض عليهم أو لقوا حتفهم.