فئة الأطفال اللاجئين هي الأكثر ضررًا من استمرار الأزمة في سوريا بحسب اليونيسيف، في ظل تنامي الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة لوجود اللاجئين السوريين في لبنان.

بيروت: حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من تفاقم سوء أحوال أطفال اللاجئين السوريين في لبنان كلما طالت الأزمة في بلادهم، مشيرة إلى أن الأطفال هم أكثر المتضررين من استمرار الأزمة في سوريا، لأن أحوالهم تزداد سوءًا بعد ثلاث سنوات من النزاع باعتبار أن القسم الأكبر من عائلاتهم لم يعد قادرًا على إعالتهم لذلك يُدفع بهم إلى سوق العمل.

في هذا الصدد، يرى النائب مروان فارس في حديثه لـ"إيلاف" أن عدد النازحين السوريين في لبنان حتمًا يفوق ما هو معلن عنه، ولكن بعض النازحين عادوا الى المناطق السورية التي انتهت فيها الاشتباكات، ويضيف فارس: "&هناك بعض الجهات الدولية تقدم مساعدات، إنما حل مشكلة النازحين في لبنان لا يتم إلا عبر حل المشكلة في سوريا، وكلما تحسّنت الأوضاع في سوريا حُلت مشكلتهم في لبنان.

عن المساعدات وإمكانية تنظيمها، يقول فارس:" هناك مساعدات دولية توزّع على النازحين، من قبل الأمم المتحدة إنما تتم من خلال بطاقات، وهناك نازحون بأعداد كبيرة في بعلبك وعرسال والبقاع وبيروت، ولا بد من معالجة موضوع النزوح وإنما المعالجة الأساسية تكون بانهاء الوضع في سوريا، لأنهم يجب أن يعودوا إليها بخاصة أن لبنان لم ينظّم مجيء اللاجئين.

أعداد كبيرة

عن الخطة التي يجب اتباعها لتنظيم وجود اللاجئين السوريين في لبنان، يرى فارس أن هذا الموضوع برسم وزارة الشؤون الاجتماعية، إنما موضوع اللاجئين السوريين لا بد من معالجته من موقع إنساني أكثر،& خصوصًا لجهة وضع أطفال اللاجئين، لأنه خلال العام 2006، نزح اللبنانيون إلى سوريا واستقبلهم السوريون يومها، ومن المفترض أن يكون التعاطي إنسانيًا مع الموضوع، وفي الوقت ذاته معالجته من قبل الوزارات المعنية.

نوعان من النازحين

بدوره، يتحدث الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي لـ"إيلاف" عن نوعين من النازحين السوريين إلى لبنان، النازح الذي يملك القدرة على استئجار المنازل والمقتدر، والنوع الآخر المعدم والفقير، ومع الأسف غالبية النازحين هم من الفئة الثانية، وبالتالي هذا يطرح مشكلة إنسانية واجتماعية واقتصادية على لبنان والحكومة اللبنانية.

ويضيف يشوعي:" أعتقد أن المسؤولية اليوم تشبه قضية الفلسطينيين، لا يجب أن تكون مسؤولية دولة واحدة بل من خلال تضامن عربي تجاه هذه القضية الإنسانية.

عن الحديث عن أعداد للنازحين التي تفوق الإحصاءات الرسمية، يقول يشوعي:" يجب أن يكون هناك تضامن عربي ومساعدات مالية، ليس عبر الحكومة اللبنانية بل من خلال السفارات، وأعتقد على الحكومة اللبنانية أن تطلب من الدول العربية الغنية، وكذلك من الأمم المتحدة ومن المجتمع الدولي من خلال سفاراتها في بيروت، أن تقوم هذه الاخيرة بتقديم كل أنواع المساعدات، حتى البيوت الجاهزة، كي نستطيع إيواء كل اللاجئين، ويكون هناك نوع من الإلتزام من المجتمع الدولي والبلدان العربية، بأن كل هؤلاء النازحين سيعودون يومًا إلى قراهم ومنازلهم في سوريا عندما تنتهي الأزمة هناك.

ويتابع يشوعي:" لبنان لا يستطيع ولا يقدر القيام بهذا العبء لوحده لأنه كخزينة هي مرهقة، وقد أتعبوها بالديون، من سياسات البنك المركزي الى السياسات المالية، إلى سياسات الخدمة العامة، والانفاق الاستثماري، كل تلك السياسات العبء، والمحاصصة الخ، والنهب المنظم، أغرق الخزينة اللبنانية بالديون، ولم تعد لديها أي قدرة على مساعدة أي كان.