كشف التقرير الطبي لحالة ضحية الإغتصاب الجماعي بميدان التحرير، ليلة تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن تعرضها للطعن بسكين في الفرج، ما أدى إلى اصابتها بجرح قطعي طوله 15 سنتيمتراً. بينما ينظم نشطاء وقفة احتجاجية ضد التحرش يوم السبت المقبل أمام دار الأوبرا بالقاهرة.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: حصلت "إيلاف" على محتوى التقرير الطبي الخاص بضحية الإغتصاب الجماعي في ميدان التحرير يوم 8 يونيو/ حزيران الجاري، تزامناً مع مراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكشف التقرير أن الضحية وصلت إلى سيارة الإسعاف المتمركزة بالقرب من ميدان التحرير في حالة إغماء، وعارية تماماً من ملابسها.

حروق بالغة

وأضاف تقرير الحالة الطبي، أن الضحية تعاني من حروق في أنحاء الجسد بنسبة 35%، موضحاً أنها تعاني من حروق من الدرجة الأولى والثانية بمنطقة الفخذ والساق والقدم اليمنى، ومنطقة الظهر والبطن من الجهة اليمنى، بينما تعاني من حروق من الدرجة الثانية بمنطقة المعدة، فضلاً عن حروق من الدرجة الأولى بالذراع اليمنى. ونبّه التقرير إلى أن الضحية تعاني أيضاً من كدمات في أنحاء الجسد.

وكشف التقرير الطبي أن الضحية تعاني من جرح قطعي في منطقة الحوض (المهبل) طوله 15 سنتيمتراً، مشيراً إلى أن المستشفى أجرى لها عملية خياطة لجرح المهبل، وتخضع للعلاج من الحروق والكدمات في غرفة العناية المركزة بمستشفى عسكري.

وكشفت التحقيقات عن رفض مستشفيات عامة في مصر استقبال الضحية وتقديم العلاج لها، وأمر النائب العام ووزير الصحة بالتحقيق مع مسؤولي تلك المستشفيات، وتقديمهم للمحاكمة.

رفضوا علاجها !

وقال المسعف الذي نقل الضحية في التحقيقات إن مستشفيات: قصر العيني، وقصر العيني الفرنساوي، والمنيرة، والدمرداش، رفضت تقديم العلاج أو الإسعافات الأولية للضحية، لمدة 12 ساعة ونصف الساعة، رغم أنها كانت في حالة غيبوبة، وتعاني من حروق بنسبة 35%، وجرح قطعي بالمهبل بطول 15 سنتيمتراً.

وقالت الضحية في التحقيقات إنها صحافية، توجهت لميدان التحرير بصحبة ابنتها البالغة من العمر 18 عاماً، من أجل إعداد تقرير صحافي عن احتفالات المصريين بتنصيب السيسي، مشيرة إلى أنها فوجئت بمجموعة من الأشخاص يتحلقون حولها، ويتحرشون بها، ومزقوا ملابسها باستخدام السكاكين والمطاوي, ولفتت إلى أنها لما حاولت الفرار منهم سقطت في إناء مليء بالماء المغلي يستخدمه بائع متجول في إعداد المشروبات الساخنة.

وأضافت أنها تعرضت للطعن بمطواة، حتى أصيبت بغيبوبة وفقدت الوعي.

انتهاك خصوصية الضحية

ورغم أن القواعد المهنية الإعلامية لا تجيز نشر صور الضحايا، لاسيما في جرائم الشرف، وضحايا الإغتصاب، إلا أن التلفزيون الرسمي المصري، وقع في خطأ كبير، وأجرى حديثاً مع الضحية وبث لقطات لها تظهر فيها صورتها بوضوح أثناء زيارة وزير الصحة لها، ما أثار غضب وسخط المنظمات النسائية والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وطلبت الحكومة المصرية من موقع يوتيوب رسمياً حذف فيديو الإغتصاب الجماعي للضحية، بناء على رغبتها، التي أبدتها للرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء زيارته لها.

احتجاج

ودعت 15 حركة ومنظمة نسائية لوقفة احتجاجية يوم السبت المقبل الساعة الخامسة مساء، أمام دار الأوبرا بالقاهرة، وقالت& حركة "شفت تحرش"، إحدى المنظمات الداعية للوقفة، في حيثيات الدعوة للإحتجاج: "لأننا مللنا من التعرض لمثل هذه الأفعال المشينة، والجرائم غير الإنسانية من معاكسات وملامسات وتحرش، وللأسف الأمر امتد للاغتصاب في الشوارع".

وأضافت: "لأننا نحتل المركز الثاني في&العالم في المجتمعات المتحرشة، لأن الواقعة الأخيرة في ميدان التحرير من اغتصاب جماعي لسيدة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة"، مشيرة إلى أنه "منذ نوفمبر 2012 وحتى 30 يونيو 2013 شهدت الميادين عدة وقائع تحرش جنسي جماعي واغتصاب باستخدام الآلات الحادة والأصابع، واعتداءات جماعية بلغت 250 واقعة لم تتخذ سلطات التحقيق الرسمية أي اهتمام حقيقي أو إجراءات واضحة للقبض على مرتكبي الجرائم أو محاسبتهم".

وتهدف الوقفة الإحتجاجية إلى "مطالبة مؤسسات الدولة المصرية بالاعتراف بجرائم التحرش الجنسي الواقع على النساء والفتيات في مصر"، و"تفعيل تعديلات قانون العقوبات المتعلقة بجرائم التحرش الجنسي وفقاً لآليات واضحة للتنفيذ والتطبيق بما يضمن سرية بيانات المبلغة، وحماية الشهود، ودعم الناجيات من العنف، وتأهيل مرتكبي الجرائم خلال فترات العقوبة، ووضع خطة وطنية شاملة من أجل مواجهة جرائم العنف الجنسي الواقع على النساء والفتيات في مصر من خلال التزام الحكومة المصرية بمشاركة المجتمع المدني في وضع الاستراتيجيات ومراقبة تنفيذها".

إعتذار السيسي

وقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، إعتذاراً للضحية أثناء زيارته لها في مستشفى عسكري برفقة وزير الدفاع ورئيس الأركان، وقال لها: "حقك علينا..معلش.. متزعليش..حمد لله على السلامة..أنا تحت أمرك".

ودعا السيسي قوات الشرطة والجيش إلى مواجهة جريمة التحرش بالنساء، وقال موجهاً حديثه للضحية: "وعايز أقولك مش هكلم وزير الداخلية ولا وزير العدل.. هكلم كل جندي في مصر.. شرطة مدنية أو جيش في كل مكان".

واستمر في مخاطبة ضباطه وقال: "بكلمكموا أنتوا، كل ضابط صغير مش ممكن أبدا هيحصل ده ويستمر في مصر..لا مينفعش كده"، ووجه رسالة للقضاء إلى ضرورة الحزم، وقال: "وبقول للقضاء عرضنا ينتهك في الشوارع وده لا يجوز.. حتى لا لو كان حالة واحدة".

ودعا الإعلام إلى مواجهة الجريمة، وقال: "بقول للإعلام فيه مسؤولية علينا واتكلمنا قبل كده علشان فيه مسؤولية على الجميع.. الإعلام والشرطة والقضاء وكل راجل عنده نخوة وشهامة عيب عليك.. تسيب الحالة دي تحصل حتى لو كانت حالة واحدة".

وقدم السيسي الإعتذار باسم الدولة للضحية وللنساء المصريات، وقال: "بعتذرلك، وكدولة لن نسمح بده تاني، ولينا إجراءات في منتهى الحسم، وجاي أقولك ولكل ست مصرية أنا أسف، بعتذرلكم كلكم، سامحوني".